الثلاثاء 13/مايو/2025

قرى شرق يطا جنوب الخليل تهجير قسري إسرائيلي ونسيان فلسطيني

قرى شرق يطا جنوب الخليل تهجير قسري إسرائيلي ونسيان فلسطيني

بين تهجير قسري إسرائيلي ونسيان رسمي وشعبي فلسطيني ، يعيش سكان القرى الشرقية لبلدة يطا ، جنوب الخليل ، معاناة مضاعفة ، ولا أحد يستشعر هذا الخطر المتمثلة بغول الاستيطان والمستوطنين جراء اعتداءاتهم اليومية والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم ، بحماية قوات الاحتلال التي تغض النظر عن تصرفاتهم ، لتهجيرهم وتوسيع تلك المستوطنات والتي باتت تتهدد بيوتهم وكهوفهم وعرائشهم التي يقطنونها ، ومما زاد من معاناتهم ظلم ذوي القربى من مؤسسات السلطة الوطنية و المؤسسات الأهلية على حد سواء لمقاطعتهم ونسيان أنهم جزء من هذا الوطن .

مرارة ومعاناة

وقال خليل النواجعة أن المستوطنين بحماية قوات الاحتلال أذاقوا سكان قرى شرق يطا المرارة والمعاناة ، مشيرا أنهم يهاجمون السكان ويقتلعون الأشجار ويرعون أغنامهم في أراضينا وهدموا الكهوف والعرائش التي تؤويهم، وحرموهم من الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والمدارس ، بهدف ترحيلهم وتهجيرهم .

وأشار أن هناك أنواعاً أخرى من المعاناة وهي النقص الحاد في الخدمات الصحية والعلاج ، موضحا أن أحد أقربائه  أصيب بوعكة صحية ثم توفي دون أن يجد طبيبا، أو يسمح لسيارة الإسعاف بالوصول إليه، وتم نقل جثمانه لبلدة يطا لدفنه بواسطة جرار زراعي.

وأكد النواجعة انه رغم كل المضايقات التي تجاوزت كل حدود إلا أنهم مصرون على البقاء على أرضهم وتحمل هذه المعاناة .

خسائر كبيرة

وبين الشيخ إبراهيم الهذالين، من سكان قرية أم الخير ، أن سكان القرية وقرى شرق يطا ، فقدوا بيوتهم المكونة من الصفيح ولا يوجد من يساعدها على إعادة بنائها أو إيجاد مساكن بديلة ، مشيرا أنهم  يتعرضون باستمرار لعمليات تهجير قسرية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، و يتكبدون خسائر كبيرة دون أن يجدوا من يعوضهم من السلطة أو المؤسسات الأهلية.

ويعتب الهذالين على المسؤولين في السلطة والمؤسسات الذين أهملوا تلك المنطقة ، وأصبحت طي النسيان ، داعياً إلى زيارتها بشكل دوري وباستمرار للاطلاع على معاناتهم التي أصبحت جزءاً من حياتهم اليومية ، مشيرا أن هناك تضامناً أجنبياً مع السكان ويساعدون أضعف الإيمان . 

فريسة

وأشار أبو جهاد النواجعة أن الاحتلال ومستوطنيه لا يكتفون بتنفيذ حملات تفتيش للمساكن والمنازل وخاصة خلال الليل بدون سبب ، بل يمنع السكان من الوصول إلى أراضيهم الزراعية وزراعتها ولا سبب لذلك سوى إرضاء المستوطنين .

وأضاف ان المعاناة كبيرة والشكوى لغير الله مذلة ، ولكن مع الأسف لا يوجد موقف رسمي من السلطة تساعد وتشجع على الثبات بل إنهم لا يكلفون أنفسهم لمشاهدة الواقع المؤلم الذي يعيشه سكان تلك القرى ، مشيرا أنهم تركوا فريسة بلا حماية في مواجهة المستوطنات التي تحيط بهم كسوار بالمعصم .

ونوه النواجعة مع هذا التقصير إلا ان هناك منظمات أجنبية ومتضامنين يأتون ويقدمون المساعدات .

تطهير عرقي

ويرى عبد الهادي حنتش ، خبير الخرائط والاستيطان ، ان الوضع في قرى شرق يطا مأساوي جدا في ظل جرائم الاحتلال التي ترتكب بحقهم ، سواء عن طريق قوات الاحتلال أو المستوطنين أو الاثنين معا في تعاون مشترك بينهما ، حيث تتخذ هذه الاعتداءات أنواعاً عديدة منها تدمير المزروعات وضرب المواطنين ومنعهم من التنقل ، وكذلك تحرير الإخطارات لهدم ووقف البناء وحراثة أراضيهم من قبل المستوطنين ، و كل هذه الأمور تصب لهدف واحد هو عبارة عن تطهير عرقي بمعنى الكلمة وكذلك تهجير المواطنين قسرا لحملهم على ترك هذه الأراضي وجعلها لقمة سائغة للمستوطنين وقوات الاحتلال لبناء مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة وبناء بؤر استيطانية جديدة ، وهذا الأمور تحدث في غياب وجود فلسطيني حقيقي من قبل السلطة الفلسطينية وكذلك من قبل لجان حقوق الإنسان في المنطقة.

غياب فلسطيني

وأكد حنتش غياب الدور الفلسطيني ، موضحا أننا نلاحظ ان الغياب الفلسطيني ليس فقط في هذه المناطق بالذات وإنما هو مغيب تماما في كل المناطق سواء في مصادرة الأراضي او في بناء الجدار العنصري او في بناء المستوطنات او تهجير السكان ، ويقتصر هذا الوجود على ردة الفعل التي تعودنا عليها وهي الشجب والاستنكار والإدانة وتحميل المسؤولية وكل هذه الأمور لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل يعطي مبرراً للاحتلال الإسرائيلي وتشجيعه على التمادي في مخططته في غياب ردة الفعل الحقيقية من قبل السلطة سواء على الصعيد الداخلي او على الصعيد الخارجي .

ردة فعل قوية

وأضاف ان المطلوب ان يكون هناك ردة فعل قوية من السلطة على جرائم الاحتلال وقطع كل اتصال مع سلطات الاحتلال وربط كل ما هناك من علاقات مع السلطة بوقف هذه الإجراءات او قطع هذه الاتصالات تماما ، هذا على الصعيد الداخلي ، اما على الصعيد الخارجي فيجب طرح هذه المواضيع مرارا وتكرار على محكمة العدل الدولية في لاهاي وعلى مجلس الامن الدولي والامم المتحدة برغم المعرفة المسبقة بأن كل هذه المؤسسات الدولية محكومة من  الولايات المتحدة ،موضحا  ولكن من المهم طرح هذه القضايا حتى لو كنا نعرف ان القرارات ستكون سلبية ، إذ أن طرحها مرات ومرات قد يدفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ أي إجراء بوقف مثل هذه التعديات خوفا من تفجر صراع اكبر في المنطقة يكون له نتائج سلبية على المنطقة ككل وليس في المناطق المحصورة في الأراضي الفلسطيني.

تقلل اعتداءات المستوطنين

وأوضح موسى أبو ماريا ، منسق زيارات المتضامنين الأجانب ، أن هدف تواجد المتضامنين الأجانب في قرى شرق يطا وغيرها هو تقليل اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يتعاملون باحترام مع المواطنين أثناء تواجدهم وليس بنفس الطريقة التي يتعاملون بها في غياب المتضامين .

وأضاف أن المتضامين الأجانب حققوا نتائج جيدة على الأرض ، حيث خفض نسبة اعتداءات المستوطنين ، مؤكدا ان سكان قرى شرق يطا هم بحاجة الى تضامن مادي ايضا ليستطيعوا الثبات والصمود في أرضهم .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات