الخميس 08/مايو/2025

هل يمكن منع الحرب في غزة؟

هل يمكن منع الحرب في غزة؟

        منذ أربعة أشهر و”إسرائيل” تجلس على الجدار، تقضم أظفارها، تعد صواريخ القسام، وترى بعيون تعبة قطاع غزة يتسلح حتى التخمة وتستعد للمواجهة، وإذا لم ننزل عن هذه المنصة وننفذ عملاً ما – أمنياً كان أم سياسياً – سنجد أنفسنا- رغماً عنا- على الملعب، مع آلاف الجنود والدبابات والمركبات المحصنة.

        كل السيناريوهات تتحدث عن حرب في قطاع غزة، المكان الأكثر اكتظاظاً في العالم، الجيش يستعد لكل الاحتمالات، وهذا يبدو وكأنه قضاء وقدر، مسيرة متدحرجة لا رجعة فيها.

        في الحقيقة عن هذا الأمر تحدث أمس رئيس المخابرات “يوفال ديسكين”، فهو لم يأتِ ليعرض معطيات التسلح بل ليحذر: يجب اتخاذ القرار وعمل شيء ما، سياسي أو استباقي عسكري، وإلا فسنتدهور إلى مواجهة واسعة غير قابلة للتحكم، وقبل شهر أيضا، في لقاء مع مراسلين عسكريين، قال أنه يجب التفكير جيداً بتوقيت الخطوة العسكرية الكبيرة، لأننا يجب أن نفكر”باليوم التالي”، فلا أحد  يستعجل انهيار السلطة، وحينها تضطر إسرائيل لإعادة إقامة الإدارة المدنية.

        مسئول كبير في جهاز الأمن الإسرائيلي يدعي بأنه في كل مرة يطلب فيها الجيش من رئيس الوزراء أن يغير شيئاً ما في تعليمات فتح النار ضد مطلقي القسام أو لتنفيذ عمليات محدودة داخل القطاع، على طول الجدار، يكون الجواب هو: “لا… نحن سنحافظ على وقف إطلاق النار حتى الرمق الأخير، لأننا حين نضطر إلى الحرب سنظهر للعالم بيدين نظيفتين ونحصل على الإسناد”.

في جهاز الأمن يشعرون أيضاً أن القيادة السياسية سلمت بأن عملية عسكرية حتمية في غزة، وهي قدر لابد منه.

 

        صواريخ ثنائية المحرك لمدى 16كم سقطت على عسقلان وبمحاذاة كيبوتس برور حايل، والساعة لا تزال تتكتك، الصناعات العسكرية الفلسطينية ستصل قريباً الى إنتاج سلسلة لصواريخ بمدى أبعد فأبعد، والآن صواريخ غراد بمدى 20كم تم تهريبهاإلى القطاع، وتشكل نموذج اقتداء للصواريخ المحلية.

        وحسب توقع رئيس المخابرات فمن بداية هذا العام 2007 سيتواجد نحو 200 ألف إسرائيلي تحت تهديد صواريخ القسام المنطلقة من غزة، في قيادة الجبهة الداخلية أعدوا خطة بكلفة نحو مليار ونصف مليار شيكل لتحصين البلدات البعيدة حتى 20كم عن القطاع، ولكن لا يبدو أن أحداً ينوي بالفعل تغطية هذه الكلفة بالميزانية.

        وبالتوازي مع تطوير الصواريخ القسامية ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، تبني حركة حماس قدرتها على الصد بنجاعة لخطوة برية إسرائيلية، فقد أقيمت حتى الآن أربعة ألوية عسكرية، وجيش حماس الذي يبنى على نموذج حزب الله وبات يعد ثمانية آلاف رجل مسلح ومدرب جيداً، رجاله يخرجون للدراسة والتدريب في الخارج، حيث يتم استيعاب دروس حزب الله من الحرب الأخيرة، والتقدير هو أن قوة حماس تشبه الآن قدرة حزب الله في عام 2001، ومثلما في لبنان، في غزة أيضاً تبنى الخنادق والأنفاق الأرضية تحت المنطقة المبنية وذلك لامتصاص قصف سلاح الجو.

        هذه القوة العسكرية الناجعة، التي تحسن قدراتها كل يوم، تبنى أمام ناظري الجيش الإسرائيلي، ومؤخراً طرأ تحسن جوهري في قدرة التصدي لمجنزرات الجيش الإسرائيلي بواسطة تحسين العبوات التي في حوزتهم وشراء سلاح حديث مضاد للدبابات، والى جانب هذه القوة يعمل 5500 رجل آخر من جهاز الأمن التابع لحركة حماس، والذين أظهروا في الأشهر الأخيرة قدرة مدهشة جداً خلال المواجهة مع حركة فتح.

        الحرب التي تنضج في قطاع غزة ليست قضاء من السماء…
 والسؤال هو أين نجد نحن الإسرائيليون القيادة التي تتخذ القرارات السليمة؟

 

يديعوت أحرونوت

14/3/2007

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات