الأحد 11/مايو/2025

من سيذكر التاريخ

فوزي برهوم

ما أن استنفذ رئيس الوزراء المكلف السيد/ إسماعيل هنية الوقت الكافي الممنوح له لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في الثامن والعشرين من مارس 2006 بعد أن تراجعت كثير من القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية عن برامجها التي قدمتها في الانتخابات التشريعية وبالتحديد ما هو متعلق بالعمل على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. الأمر الذي أتاح لكثير من الأجندات الخارجية وتحديدًا الأمريكية منها لاستغلال هذا التراجع وبدأت في فرض أجندتها بالقوة على الحكومة المنتخبة وعلى شعبنا، ووقفت حينها حركة حماس بمفردها في الميدان تقاتل على كل الجبهات، تخوض معركة الثوابت، والمواقف، وفك الحصار، وصد العدوان، فكان الثمن غاليـًا من قيادتها، ورموزها، ووزرائها، ونوابها في التشريعي، كان ذلك متوقعـًا فالمعادلة الدولية لم تكن سهلة، ولولا هذا الصمود والثبات من قبل الحكومة الفلسطينية، لما كشف النقاب عن الغطرسة الأمريكية، وسياسية ازدواجية المعايير والديمقراطية الزائفة التي لطالما تغنت بها الإدارة الأمريكية، وتريد أن تصدرها للشعوب، كذلك ما كان لمعالم العمل السياسي الفلسطيني بكل توجهاتها أن تظهر بهذا الوضوح لولا هذا الصمود والثبات، لكن إن كان كل ذلك متوقعـًا من الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني فإن الذي لم يكن متوقعـًا هو تلك الجبهة الداخلية التي فُتحت على حماس وعلى حكومة الشعب الفلسطيني.

موقف حماس كان واضحـًا وهو التصدي لكل الجبهات مع احتضانها للجبهة الداخلية حيث أبقت الأبواب مشرعة حتى آخر لحظة للمشاركة الحقيقة في حكومة وحدة وطنية موسعة.

وحماس كذلك تعالت على كل الجراح والآلام وأصرت على العودة بالكل الفلسطيني إلى البرنامج الوطني الذي يهدف إلى ترسيخ مبدأ الشراكة الحقيقة في كل الشأن الفلسطيني ، وكان اتفاق مكة، ترجمة حقيقة أصرت عليها حماس. لكن المستغرب بعد حوار اتفاق مكة تحديدًا وعلى الرغم من كل التوافقات بين حركتي حماس وفتح ورئيس السلطة ورئيس الوزراء على تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على حمل الهم الفلسطيني وتحمل تبعات المستقبل، ورغم كل النداءات الوطنية لتوحيد الجبهة الداخلية، وهذا السيل من الخروقات والاعتداءات في النيل من حركة حماس وقياداتها ومؤسساتها من قبل الأقلام المسمومة والإعلام التحريضي المقروء والمسموع والمكتوب على المواقع التابعة لحركة فتح وللأسف من قبل قيادات تابعة لهذه الحركة ولها تأثيرها في اتخاذ القرار داخل الحركة، فلا ندري هل هي الخلافات داخل حركة فتح أم هو استقطاب جديد ضد من تقاسموا مع حركة حماس الهم الفلسطيني من أجل خلق حالة جديدة من الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي وممن سوقوا بجدية مع حركة حماس لعدالة القضة الفلسطينية في معركة الثوابت والحقوق.

أم يا ترى هو الدفع باتجاه إشعال نار الفتنة من جديد بعد أن صمم الجميع بإرادة صادقة وجهد فلسطيني بترسيخ كل معاني الوحدة والمحبة والإخاء والتسامح وتضميد الجراح وفتح صفحة جديدة وتجريم كل من يساهم في إذكاء نار الفتنة ويريد العودة بنا إلى مربع الصفر.

بعد أن تم الاتفاق على أن من يخرق كل هذا التوافق بأي وسيلة كانت، يصب في مصلحة الاحتلال، وإذا كان كل هذا التوافق وكل هذه العزيمة وكل هذا الإصرار وكل هذه الإرادة الصادقة من قبل حركتي فتح وحماس ورئيس السلطة ورئيس الوزراء على إنجاح هذا المشروع الوطني، فلمصلحة من يعمل هؤلاء وهم يعلمون أن ما يكتبونه أو ينشرونه أو يقومون به من أعمال إجرامية وتدميرية لا يخدم مصلحة شعبنا وليس من ثقافتنا وبالتأكيد يشوه سمعة شعبنا، وبالتأكيد لا يخافون على سمعتهم أو ليس لديهم ما يخافون عليه فقد أفلسوا من كل شيء إلا من إذكاء نار الفتنة والتحريض بين الإخوة و الأشقاء، فماذا أبقوا للشيطان أم يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، في حين أنهم يعلمون أن ما يقومون به وما يفعلونه لا يرضي فتح ولا يرضي حماس ولا يرضي شعبنا، فجل اهتمامهم يا ترى لإرضاء من؟ وماذا يريدون بالضبط؟ وهم يعلمون وفتح تعلم وحماس تعلم والكل يعلم أن حجم هذه الخروقات والاعتداءات بعد اتفاق مكة تحديداً وإطلاق الرصاص على الوزير وصفي قبها واغتيال المجاهد محمد الكفارنة وإطلاق الرصاص على رموز وقيادات حركة حماس، ذلك لا يخدم إلا الاحتلال، فهم بالفعل أعداء حماس وأعداء فتح وأعداء فلسطين وأعداء الوحدة الفلسطينية، فالقافلة ستمضي وأعمارهم ستمضي ومداد أقلامهم سينتهي، وآراؤهم وسخرياتهم وحيلهم ليس على أحد تنطلي وسيبقون خلفنا، ولكن بعيداً عن وحدتنا وحكومتنا وتوحدنا ودولتنا وحقوقنا وثوابتنا، ولن يكتب عنهم التاريخ وسينساهم وسيخجل من ذكرهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....