الخميس 08/مايو/2025

إيهود باراك في الذاكرة الفلسطينية

إيهود باراك في الذاكرة الفلسطينية

تشير استطلاعات الرأي التي جرت حول رئاسة حزب العمل في “إسرائيل” إلى احتمال عودة إيهود باراك إلى رئاسة الحزب. ففي الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “هآرتس” فاز باراك ب 25% من الأصوات، وتلاه عامي ايالون ب 23%، وجاء بعدهما عمير بيرتس وزير الدفاع ورئيس حزب العمل الحالي ب 19% من الأصوات.

وفي استطلاع مواز أجرته صحيفة “يديعوت احرونوت” فاز ايالون ب 28% من الأصوات، وباراك ب 26%، أما بيرتس فحصل على 19%. أما الاستطلاع الثالث فقد أجرته صحيفة “معاريف” وحاز فيه باراك 31% من الأصوات، وايالون 27%، أما بيرتس فقد حصل فقط على 13% من الأصوات. وإن هذه الاستطلاعات التي أعلنت نتائجها في 5/3/،2007 تشير إلى عودة الاهتمام بالشؤون الأمنية إلى المقدمة في أذهان أعضاء حزب العمل “الإسرائيلي”، وتراجعت أهمية القضايا الاجتماعية التي حمل لواءها عمير بيرتس.

من أشهر الأقوال التي تنسب إلى ايهود باراك قوله “إنني أتصور لو كنت فلسطينياً وفي عمر مناسب لكنت قد التحقت في مرحلة ما بإحدى المنظمات الإرهابية”. ويعتبر باراك رئيس الوزراء العاشر الذي حكم في “إسرائيل” بين مايو/ أيار 1999 ومارس/ آذار ،2001 كما ترأس حزب العمل بين عامي 1997 و2001.

ولد ايهود بروغ (باراك فيما بعد) في 12/2/1942 في كيبوتز “مشمار هاشارون” في فلسطين، وفي العام 1959 التحق بالجيش “الإسرائيلي” الذي خدم فيه مدة 35 عاماً، ووصل فيه إلى منصب رئيس هيئة الأركان. وخلال التحاقه بكتيبة النخبة “سياريت ماتكال”، شارك عام 1973 في الغارة الإرهابية على بيروت، والتي جرى خلالها اغتيال محمد النجار وكمال عدوان من قادة فتح والشاعر كمال ناصر الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية. ومن المشهور عن هذه الحادثة أن ايهود باراك قد تخفى خلالها في زي امرأة. وفي حقل الدراسة الجامعية حصل باراك على بكالوريوس في الطبيعة والرياضيات من الجامعة العبرية، ثم حصل على الماجستير في أنظمة هندسة الاقتصاد من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة.

في المعترك السياسي شغل باراك منصب وزير الداخلية في العام ،1995 ثم منصب وزير الخارجية حتى ،1996 حيث انتخب في ذلك العام عضواً في الكنيست، وشارك في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، وفي العام نفسه انتخب رئيساً لحزب العمل. وفي 17/5/1999 انتخب رئيساً لوزراء “إسرائيل” وشكل وزارة من سبعة أحزاب حازت معاً 75 مقعداً من أصل 120 هي مجموع مقاعد الكنيست. وكان باراك قد فاز في انتخابات رئاسة الوزراء بنسبة 56% على نتنياهو، الذي حصل على 44% من الأصوات.

خلال حملته الانتخابية (1999) شدد باراك على أن “إسرائيل” ستواجه قرارات مصيرية ستحقق الأمن والسلام. وكعسكري بارز ورئيس أركان سابق، حاز باراك ثقة الجمهور “الإسرائيلي” بأنه لن يفرط في مصالح “إسرائيل” في معاملاته مع العرب. وأكد أنه سوف يسير على طريق اسحق رابين، وتعهد بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاقية “واي ريفر”، واستئناف مفاوضات الحل النهائي لوضع المناطق الفلسطينية المحتلة، ولكنه كرر القول إنه لن يتراجع إلى حدود 4/6/،1967 ولن يتنازل عن السيطرة “الإسرائيلية” على القدس، وإنه سوف يحتفظ بالمستوطنات “الإسرائيلية” في المناطق الفلسطينية المحتلة.

من أبرز الأحداث التي وقعت خلال حكم باراك كان الانسحاب “الإسرائيلي” من جنوب لبنان، واعفاء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية، أما أبرز حدثين فكانا مفاوضات الحل النهائي في كامب ديفيد ثم في طابا بين “إسرائيل” والفلسطينيين. أما الأحداث المؤسفة فقد تمثلت في قتل الشرطة “الإسرائيلية” ل 13 شاباً من عرب (48)، وفي دخول شارون إلى الحرم القدسي الذي أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى.

على الرغم من خبرته الواسعة في المجال العسكري، إلا أنه عند انتخاب باراك في 17/5/1999 رئيساً للوزراء، أشار كثير من المعلقين إلى ضعف خبرته السياسية، ومن خلال الممارسة اتضح أن هذا الضعف قد فاق التوقعات، ومع اعتقاده بأنه سياسي محنك ولامع إلا أن خصومه كانوا يرون عكس ذلك. وفي شهر فبراير/ شباط 2001 خسر باراك السباق على رئاسة الوزارة، في هزيمة منكرة، أمام خصمه ارييل شارون. وقد تبع هذه الخسارة استقالته من رئاسة حزب العمل، واعتبره كثيرون الأضعف بين رؤساء الوزارة الذين حكموا “إسرائيل”.

في العام ،2005 أعلن باراك عن عودته للحياة السياسية في “إسرائيل”، وتطلع ثانية لرئاسة حزب العمل، ولكنه انسحب من السباق بسبب ضعف موقفه بحسب استطلاعات الرأي، وأعلن عن تأييده لشمعون بيريز. وبعد خسارة بيريز أمام عمير بيرتس وانسحاب بيريز من حزب العمل، تمسك باراك بعضويته في حزب العمل على الرغم من علاقته غير الودية مع بيرتس.

ولفهم باراك أكثر، سواء غاب عن الحكم أم حضر، ننظر في شروطه التي تضمنها خطاب له كان قد وجهه إلى “الإسرائيليين” في 10/7/2000 عشية سفره إلى قمة كامب ديفيد، حيث قال “قدس موحدة تحت سيادتنا. وحدود 67 ستعدل، والغالبية العظمى للمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وشريط غزة ستكون في مجمعات استيطانية تحت سيادتنا.. وحل مشكلة اللاجئين سيكون خارج الأراضي الخاضعة لسيادة “إسرائيل””. فما هو الفرق بين ايهود أولمرت وايهود باراك؟
 
* صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن 11 أسيرا فلسطينيا من غزة، حيث تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في...

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...