أيُبنى الهيكل وقد هدمتم البنتاغون !؟

في خطابه الجديد خرج ” ايمن الظواهري ” رافعا سيفه يُصفف كلماته التي تتدافع ترغب كل واحدة منها أن تحظى بشرف الظهور على شاشات العالم بِحُكم ما يمثله موقع الدكتور المعادي لأمريكا الذي لا يَخرج إلا للطّعن والشّتم في بوش _ عليه من الله ما يستحق _ ويُرفق بعض الشتائم إلى زعماء الدول العربية و شلة أوسلو … هي شتائم وطعن يوزعها كيف يشاء وعلى من يختار في كل خطاب يتفضل بعرضه بين الفينة والأخرى !
في هذه المرة اختار الظواهري حركة المقاومة الإسلامية ليطعن فيها ويُهاجمها بما يُهاجم به هؤلاء الآنف ذكرهم !
ولكننا لا نأسفن على غدر الزمان بنا وقد عرفنا أننا الغرباء في زمنٍ غريب تداعت فيه الأمم علينا فحمل المسلمين سيوفهم يُجهرونها في وجهنا قبل أعداء الله !
خياران لا ثالث لهما ..
إما ان يكون الشخص الذي يطعن في حماس جاهل سياسيا وهذا يقتضي أن يكون جاهل دينيا ؛ مع ملاحظة أن طول اللحية ليست هي المقياس للدين وإلا لكان ” تيودور هرتزل ” مؤسس الصهيونية أول من دخل الجنة !
أو أن يكون من وراء الطعن والتجريح غاية في نفس يعقوب يسعى لتحقيقها لولا أن الله القائل ( لأغلبن أنا ورسلي ) يحول بينه وبين ذلك !
النقد الذي تفضَّل به الدكتور الظواهري – على افتراض أن هذا الكم من الطعن والتجريح والتشهير قد يُسمى لدى البعض نقدا وعند البعض الآخر نقدا بناءً ! – في كل الأحوال هذا ” النقد ” كنا سنتقبّله لو أنه تماشى مع آيات القرآن و أسلوب المصطفى الذي علّمنا اياه ..
فقد كان عليه الصلاة والسلام حين يواجه ويُخاطب أعداءه وأعداء الله يقابلهم بكلامٍ موزون يُرقِّق القلوب جعل من الصحابي الذي قال قبل أن يدخل الإسلام وقبل أن يلقى محمدا أن هذا الشخص _ أي رسول الله _ كان أبغض الناس إلى قلبه وما ان التقاه وتحدَّث إليه حتى صار أحب الناس إلى قلبه .!
هذا لأن رسولنا لم يُعلمنا ان نجرح أحدا أو نُهاجمه بغير حق وإن كان الحقُّ معنا فقد بيّن الله لنا الأسلوب الذي نتبعه في قوله “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة “.و ” لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ” ..
من هنا نَعبُر الزمن لنقف عند كلمة ” الظواهري ” ..
ولا نريد أن نكون إنفعاليين وسنخاطب العقول عند أصحابها ونتساءل .. هل أسلوب الظواهري هو الأسلوب الذي علّمنا اياه المصطفى محمد !؟
لم يُعلِّمنا هذا الأسلوب القاسي الشديد عديم الرحمة مع الكُفار إن اردنا دعوتهم إلى الحق ؛ فكيف حين نُمارسه مع مشاعل الحركات الإسلامية !؟
إذا مُتَّفقون أن هذا الأسلوب لا يَرقى إلى أسلوب المسلمين في الدعوة والنصيحة ..
ولأنني متأكدة ان هناك الكثير من ” ابناء السلفية وأبناء اوسلو !” لن يتفقوا معنا فسأستعين بالإمام الشافعي ليجيبكم ويقول :
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي
وجنِّبي النصيحة َ في الجماعهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ
من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي
فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه
هذه الأبيات توضِّح الأسلوب الراقي للنصيحة وأنها حتى لو كانت ” تجريح وشتم ” فما أسهل أن يوصلها الظواهري لأعضاء وكوادر حماس دون أن تنتشر لتُعرض من CNN إلى القنوات المحلية في كل بلد !
على الجميع أن يعلم أننا لا نخشى من هذه التصريحات او من انتشارها فقد استمعنا من العالم و من أبناء جلدتنا قبل الجميع أشدُّ وأفظع منها .. لكن يؤلمنا أن يخرج هذا الأسلوب من ” شيخ مسلم ” يتبعه مسلمون !
في مقابلة قامت بها صحيفة تركية مع زوجة الشهيد عبدالله عزام السيدة سميرة عواطلة ” أم محمد ” سننقل بعض ما جاء فيها …
(ام محمد : في الحقيقة الشيخ أيمن الظواهري لديه نزعة تكفيرية ولقد رفض الصلاة خلف الشيخ عبدالله عزام في الأوانة الأخيرة لأنهم يروا أن من لا يكفر من لا يكفر الكافر فهو كافر مثلا الذي لا يكفر عبدالناصر فهو كافر ..ولكن الشيخ عبدالله عزام ترك الصلاة في مسجده و أصبح يذهب إلى المسجد البعيد الذي يصلي فيه الظواهري ليصلي خلفهم فعبدالله عزام كان حريصا جدا على وحدة الصف)
إن صُدِمنا بالأسلوب الذي لا يرقى لأن يكون اسلوب دعوة أو نصيحة يخرج من مسلم .. فإن رفض هذا المسلم للصلاة خلف أخيه لأنه من ” الإخوان ” سيصدمنا أكثر !
أم محمد : نعم حماس هي استمرار لخط الشهيد عبدالله عزام و قادة حماس انفسهم قالوا أن نصرهم الأخير هو نصر عبدالله عزام فلقد كتب الشيخ عبدالله عزام ميثاق الحركة أثناء وجوده في أفغانستان)
حماس استمرار لنهج عبد الله عزام وبما ان الظواهري كفَّر عبد الله عزام و رفض الصلاة خلفه إذا من الطبيعي والمُنتظر أن نراه يُكفِّر كوادر حماس ” امتداد الخط الجهادي لعبد الله عزام ” و علينا ان لا نستهجن هذا الخطاب الحاد فهو بالنسبة لخطابات الظواهري قمّة الرحمة !!
أيبنى الهيكل وقد هدمتهم البنتاغون !؟
بعد أن أمضى الجلاد سيفه و أمشاه على رقبة الضحية طالب بضرورة مسح دمائها ! وقبل أن ينهي الدكتور الظواهري وجبة الطعن في حماس أضاف بعض الكلمات ليُظهر فيها أنه الحريص على فلسطين والأقصى ..
لكن يا ” شيخنا الفاضل ” أيُبنى الهيكل وقد هدمتم البنتاغون !؟
من استطاع ان يخترق الدولة الأولى في العالم كان الأجدر به أن يخترق حدود الكيان الإسرائيلي الغاصب … والأفضل من فتح جبهة جديدة أن ننهي جبتهتنا مع العدو الإسرائيلي مُحتل أرضنا ومُهجِّر شعبنا ثم اهدم البنتاغون و ” برج بيزا ” إن اردت !
كان الأجدر بكم أن تمُّدوا يدا للشعب الفلسطيني يوم قُتلت نساؤه و يُتِّمت أطفاله و حُرق أقصاه ومساجده !
بعضا من سلاحكم للمجاهدين في حماس .. او فلتجعلوا من انفسكم حركة مُستقلة وتنافسوا مع حماس في استرداد الحقوق و في ذلك فليتنافس المُتنافسون !
لكن أن تتركوا الشعب الفلسطيني وحيدا ثم تأتوا لتطعنوا في قيادته التي ما دخلت سجون عوفر والنقب والمسكوبية إلا لرفضها الإعتراف والتسليم لهذا الكيان الغاصب فحيينها يصلح فيكم قول الشاعر ..
صديق ليس ينفع يوم بؤسٍ ..
قريبٍ من عدوٍ في القياس
لم أُعلق على وصف الظواهري لحماس بأنها تنازلت ذلك لأنني أخبرتكم أن من يصف حماس بالإستسلام او التنازل إما ان يكون جاهل سياسيا او له غاية من وراء تجريحه وشتمه وبما أن الأدلة تُثبت أن للظواهري غاية وحقداً قديماً ضد امتداد عبد الله عزام الشهيد فإنني لن أخوض في تفنيد الأمر الأول إن ظهرت نية ” الظواهري ” في الإثبات للسبب الثاني الذي يدفع الدكتور لهذا الطعن والإهانة لدماء حماس وتضحياتها !
احترام والتزام !
قد دخلت هاتان الكلمتان التاريخ واحترنا في شرح الفرق بينهما لمن يجهل لكن الظواهري قد ساعدنا في إيجاد مثال حي للتوضيح بينهما يَخلُص في ما قاله الدكتور المجاهد محمود الزهار – حفظه الله – على فضائية الأقصى ” إننا نحترم النوايا لكن لا نوافق على الأسلوب ”
نحترم نيتكم الجهادية المُعلنة في خطاباتكم لكن لا نلتزم بها ولا بأسلوبكم .. لأننا وبكل البساطة لم ولن نجنِ منه شيئا !
ولو اعتمدت حماس أسلوبكم لأصبح مشعل و هنية في جبال أفغانستان يهدِّدون أمريكا عبر التسجيلات الصوتية ؛ في حين إسرائيل تفتك بفلسطين شعبها وأقصاها !
ما الذي فعلتموه للأقصى و لفلسطين وللأمة الإسلامية ؛ سوى غوانتناموا !؟
الأقربون أولى بالمعروف .. وتحرير فلسطين أولى من تحرير امريكا وأوروبا ! و منع اليهود من بناء الهيكل أولى من هدم البنتاغون !
هذا التقدير الخاطئ الذي يتبعه أيمن الظواهري – برغم سوئه – فإننا نحترمه لكننا غير مُلزمين به ولا بأي شكل من الأشكال ؛ لأننا نسعى لا للزعامة ولا ليُقال عنَّا قادة ومجاهدين بل ” الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا و الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ” والسعي لتحرير هذا الأرض هو طريقنا ..
كلما تكالب الناس على هذا الحركة كلما رأيتها أعظم .. اسرائيل وامريكا من جهة واوروبا والحكومات العربية و فتح من جهة أخرى و ” ما خفي كان أعظم ” !
هؤلاء وأكثر شهروا سيوفهم وألسنتهم الظالمة في وجه حركة المقاومة الإسلامية لن نتساءل لماذا حين نسمع قول رسولنا عليه أفضل الصلاة وأجلُّ التسليم ” طوبى للغرباء ” ..
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...