ومضات للاستثمار !!

في استطلاع للرأي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية /بي بي سي /احتل الكيان الصهيوني المركز الأول على لائحة الدول ذات التأثير السلبي، بحصوله على 56 في المائة من الأصوات ،وفي استطلاع مماثل أجري قبل سنوات احتل الكيان الصهيوني المركز الأول بصفته الدولة الأخطر على السلم والأمن الدوليين ،معطيات دولية على شكل ومضات تشكل رافعة للقضية الفلسطينية ،كان من ابرز عوامل تشكلها قوة الدفع الذاتي للحق الفلسطيني ، وما شهدته الساحة الفلسطينية من جرائم صهيونية استحقوا على أثرها لقب أعداء الحياة بامتياز ، ومضات لا بد وأنها تتلاشى في ظل غياب استراتيجية مدروسة لاستثمارها وتعزيزها سواء على المستوى العربي أو الفلسطيني، باستثناء جهود فردية ،وبدون التقليل من شأن القائمين عليها، تبقى محدودة الأثر ،مقابل توظيف كل الطاقات وتنسيقها على كافة المستويات الفردية، والدبلوماسية، والاستخباراتية وحتى العسكرية في الجانب الصهيوني للقضاء عليها في مهدها .
لا شك أن الخروج من حالة الدوران في مركز الدائرة مطلب ملح في مثل هذه القضايا ،ولعل الباب الذي ينقلنا إلى ما هو ابعد من المركز يتمثل في القضاء على المعوقات التي تعمل على خفوت لمعان هذه الومضات وتمنع سريانها في المحيط بما يتناسب مع قوة الحق الفلسطيني.
كانت وما زالت أهم المعوقات هي سياسة تدوير المستقيم والمتمثلة في المفاوضات واللقاءات الفلسطينية الصهيونية والتي شكلت في أحيان كثيرة الماء الذي غسل يدي الجلاد مما علق بهما من دماء الضحية ، واعتبار الكيان الصهيوني شريك سلام مع ما رافق هذا الاعتبار من إجراءات هوت بالقضية الفلسطينية من قضية أرض مقدسة وإنسان إلى قضية نزاع حدودي ، حشرنا معها في زجاجة نتأرجح بين قاعها وفوهتها، فقدت معها السياسة الفلسطينية بوصلتها للتعاطي مع مجمل تفاصيل القضية المركزية.
وما زاد الطين بلة ، لم يتم تقييم مسار المفاوضات البتة ،حتى مع انسداد الأفق السياسي نتيجة للعنجهية الصهيونية ، وتصريح الجانب الفلسطيني أكثر من مرة بهذا الانسداد ، وبقيت هذه التصريحات جعجعة بلا طحن ، حتى استجداء لقاء ولم يتم تبني أي رؤية أخرى ، مما وفر للصهاينة الأجواء المثالية لممارسة سياسة الباب الدوار ،فحضرت الكاميرا لصالح الكيان وغابت لصالحه ، وفي تلافيف هذا الصالح كانت إجراءات الأمر الواقع وتثبيتها تسير على قدم وساق ، وسيطرت مباحثات دفع استحقاقات هذا الواقع المفروض على القضايا الجوهرية ، والمفاوض الفلسطيني يدور في الرحى لا يعلم البداية من النهاية !!
أما المعوق الآخر غياب رؤية عربية مشتركة في حدها الأدنى للتعاطي مع مجمل القضايا العربية على الساحة الدولية ، فالتذرر والتشظي عنوان المرحلة ،والبعض جعل ميدان سباقه باتجاه البيت الأبيض ،ورهن إمكانياته وطاقاته لتحقيق الفوز في هذا السباق رغم أن المدفوع سيادة وطنية وحقوق قومية ودينية ، فوز أفضل منه الخسارة ،وما يهمنا في هذا المجال الإعلام الرسمي العربي ،فرغم الثورة الإعلامية والمعلوماتية التي يشهدها العالم ،والانفتاح الكوني ،إلا أن حالة التشظي زادت من تبعية الإعلام الرسمي لهذه السياسة العوراء ، وذابت وسائل الإعلام في حالة التشظي فغابت عنها الأهداف الكبرى ، وانحصرت في المناكفة القطرية او مناكفة المعارضة خدمة للسلطة الرسمية ،والسباق باتجاه البيت الابيض جعلها في سباق مع الثورة الإعلامية لستر هذه الخسارة أو قل للمحافظة على الحد الأدنى من التأطير القسري .
وإذا نظرنا إلى الإعلام (المستقل) ولن أتطرق بالطبع لمن تأمرك منها فهذه قد خرجت عن نطاق الامة برمتها ،ممن رفع شعار الحيادية ،سنرى السلبية قد تصدرت المشهد الذي تصدره للعالم ، فمنذ ان رفعت هذه الوسائل الإعلامية شعار الحيادية ،ولكي ابقي على وفاء الكلمة لن اتردد في القول ،ان هذا المصطلح أُخذ فيه لتجنب ضغوط أمريكية ، ولكونه مستحيل التطبيق في الواقع العملي وإيثارا للسلامة لبى المطالب الأمريكية فحضر مع القضايا التي تخدم الامة وغاب في قضايا مهمة ومصيرية ، وفي هذا الصدد نتذكر (السي ان ان )في غزو القوات الامريكية للعراق والتزامها التام بما يخدم الجيش الامريكي ، سلبية شكلت عائق لتعزيز هذه الومضات .
اما ما يندى له جبين الانسانية ويتوارى منه الفلسطيني خجلا دور السفارات الفلسطينية والبعثات في الخارج _إلا من رحم ربي _ دورها بالعموم ودورها من هذه الومضات خاصة ، فما رشح عن هذه السفارات ويتوالى من أخبار وآخرها بالسويد ومن قبل من تونس يشير الى حالة انفصال تام تشهده هذه السفارات والبعثات بل قطيعة تامة مع الجالية الفلسطينية والعربية ،و حتى مع الجهات الجماهيرية الرسمية ،ناهيك عن المجتمع الذي تقوم فيه فرغم الانفاق الحكومي على هذه السفارات فلا يوجد لها اثر يذكر في هذا المضمار .
مجموعة من المعوقات تقف في وجه توظيف وتعزيز هذه الومضات لصالح القضية الفلسطينية ، وإن كان من أمل يحذونا فهو تذليل المعوقات التي تخص الجانب الفلسطيني مع بداية مرحلة جديدة من العمل الوطني ، ولن ينقطع الأمل مع الإعلام العربي لتصحيح مساره خدمة لقضايا الأمة ، أما ما يتعلق بالنظام الرسمي العربي وتوجهه ،ونحن على أعتاب قمة عربية سيكون الحكم مرتبطاً بنتائج هذه القمة والتوجه نحو وحدة الأهداف ،وللأسف لا نجرؤ على قول وحدة عربية خالصة فسقف مطالبنا مرتبط بحالة عربية لا تشجع على مثل هذا القول !!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...