السبت 10/مايو/2025

المرأة بين منظومة الإسلام ومنظمة الأمم المتحدة

ميسون الرمحي
مما لاشك فيه أن الحديث عن المرأة وقضاياها والإشكاليات التي تحيط بها موضوع ذو أهمية كبرى خصوصاً في ظل التسارع الملفت للنظر في طرح قضاياها وحقوقها من منظور تغريبي ضيق يسعى إلى فرض منظومة اجتماعية ثقافية خاصة بالمرأة على مجتمعاتنا ومن هنا لا بد لنا من نظرة شمولية على الصورة الواقعية الكاملة التي تعيش فيها المرأة، فهي ليست كائناً فريداً أو حتى يعيش بانفصال عن شطر البشرية الآخر وهم الرجال أو المخلوقات والكائنات الحية الأخرى فلا يوجد مجتمع يقوم على جنس واحد أو نوع اجتماعي كما يحلو للبعض تسميته – ومن هنا فإننا حين نعرض لأبحاث أو ندوات أو دراسات عن المرأة لا بد من النظرة الشمولية للإطار الذي تمثل المرأة نصفه فقط حتى لا نفقد توازننا عند التشريعات والقوانين المتعلقة بكليهما . لذلك حتى تبدو الصورة   دون غبش وواضحة المعالم لا بد من تناول بعض الأسس المنهجية المتصلة بالمقال . 
 
1- حيث إن كلاً من المرأة والرجل لم يأتيا من اللابداية ولن يذهبا إلى اللا نهاية إذا لا بد من لحظة ابتداء ولحظة انتهاء وهذه خارج حدود صلاحيات وطاقات البشر جميعاً لذلك لا بد أن هناك خالق مبدع أوجد كلاً من الرجل والمرأة وعلى حد سواء . 
                                                                        
  

2- وحيث أن صاحب الخلق والإبداع هو الأجدر والأقدر والمؤهل لسن التشريعات والقوانين التي تتعلق بصنعه وإبداعه وهذا يتفق مع إجماع العقلاء دون استثناء حيث أن صانع وخالق الشيء هو الأعلم بقوانين إدارته وكيفية أدائه وحدود طاقاته وإمكاناته.لذلك يرفق دليل يوضح من خلاله الأسس التي يعمل بها والمحظورات التي قد تؤدي إلى خلله والمسموح الذي قد يطور ويعطي أفضل النتائج وكلنا يتفق على ذلك بل نشعر أن الصانع كامل الأهلية ومهني ومبدع ويسجل له براءة اختراع عالمية فإذا وصل الأمر إلى مبدع وخالق الإنسان بشقيه الذكري والأنثوي اعترضنا على المحظور وحملنا المسموح ما لا طاقة له به فأين نحن من الانسجام مع المبدع المحدود صاحب براءة الاختراع والمبدع اللامحدود صاحب الكون ومخلوقاته .                  

3- إن أي تشريع أو قانون لا بد له من مرجعية وكذلك كل إنسان يقنن حياته حسب المرجعية التي تشكل المصدر لمعتقداته وتصوراته للحياة والكون ويعتمد عليها في سن التشريعات والقوانين وكذلك  الأخلاقيات التي تحدد إطار حياته وهذه المرجعية أما أن تكون إلهية كما هو الحال بالنسبة لأصحاب الديانات الثلاث وإما أن تكون بشرية كما هو الحال بالنسبة لأصحاب المبادئ والأفكار الأخرى .                                  

4- حيث أن العقل البشري له حدود مكانية وزمانية لا يستطيع أن ينفلت منها، هذا على افتراض أن صاحب هذا العقل غير هوائي فإن الاستناد عليه في وضع المرجعية يجعل كل ما يصدر عنه من تشريعات وقوانين وعقائد وأخلاقيات محدودة وفيها قصور ناجم من القصور البشري وتكون المرجعية الإلهية من صانع الإنسان  وخالقه وصانع الكون لا محدودة زماننا أو مكاننا وليس فيها قصور.                                               

5- من قال إن التمايز والتخصص يكرس دونية أحد .أليس هو الذي يؤدي إلى الإبداع والإيجابية؟ وأنى لنا ونحن نتحدث عن التنمية البشرية والتي من أهم مقوماتها زيادة الوعي من أجل رفع مستوى الأداء وتقليل الجهد والوقت فأي تناقض في فكر عولمة المرأة وهو يريد لها أن تؤدي وظيفة الرجل وللرجل أن يؤدي وظيفة المرأة – الجندر -. فهما ليسا نوعاً اجتماعياً واحداً، وهو ما يسعى إلى تروجيه دعاة الفكر النسوي، أما في المنظومة الإسلامية فالرجل والمرأة هما جنسان متكاملان يحققان كليهما دون استثناء الغاية من الوجود الإنساني، ليس لجنس فضل على الآخر إلا بالتقوى . 

 

وكون المرأة هي أحد إبداعات الخالق سبحانه وتعالى كما الرجل فهما يشكلان معاً الركيزة الأساسية وحجر الزاوية في المجتمعات البشرية وهما أهم عنصرين في منظومة الخلق جميعاً كما أنهما مناط التكليف والاعتقاد والتكريم والعمل معاً.من هذه الرؤية الشمولية المتوازية والمتوازنة تتضح المعالم الرئيسية والتي حددتها الآية الكريمة ” المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز رحيم ” .                                     

 
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” النساء شقائق الرجال ” .  
                       
                       

 من هذا التصور المنطقي تتضح شمولية واتزان وإنصاف هذه المنظومة لشقي البشرية وكذلك مدى انسجامها مع الذاتية الإنسانية والبناء البيولوجي والوجداني والفسيولوجي لكل من المرأة والرجل .                     

ونعقد في هذه العجالة لمقارنة بسيطة بين بعض مما منحه الإسلام للمرأة وبعض مما تضمنته اتفاقية “سيداو” الخاصة بإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة والتي أقرتها الأمم المتحدة ووقع عليها عدد من دول العالم ومن ضمنها بعض الدول العربية والإسلامية
                                                                  

 

المرأة في المؤتمرات والاتفاقيات الدولية

المرأة في الإسلام

مرجعيتها منظمة لا أخلاقية تتحكم فيها قوى طاغية ظالمة مستبدة ترى وتسمع من منظور أمريكي غربي خصوصا فيما يتعلق بقضايانا المصيرية

مرجعيتها الخالق المبدع صاحب الحق المطلق في التشريع وسن القوانين

لها حقوق فقط ليس عليها واجبات

لها حقوق وعليها واجبات

علاقة تقوم على الندية والصراع والعداء وبالتالي فإن الخاسر على الأغلب هو المرأة

العلاقة بينها وبين شريكها الرجل تكاملية تقوم على الحب والرحمة من كلا الطرفين.

مساواة تتعارض مع التكوين وتحمل المرأة تبعات ومسئوليات لا تتناسب مع تكوينها والهدف الرئيسي من خلقها بل تزيد من تعاستها وشقائها والدراسات والإحصائيات حول ذلك لا حصر لها.

مساواة منسجمة مع التكوين الوجداني والبيولوجي والنفسي في الحقوق والواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية

لا يوجد تميز إيجابي لصالحها وإنما جاء البند الرابع لمكافحة التميز والذي نص على عدم وجود تميز لها وأوجبت أن تكون القوانين عامة للرجل والمرأة سواء بسواء وإنما هي التكلفة بما يكلف به الرجل وهذا يلزمها بممارسة ادوار متعددة في نفس الوقت مما يلقي عليها مزيداً من الأعباء عدا عن  التكاليف الملقاة على عاتقها أساسا

تميز إيجابي لصالح المرأة

1- إعفائها من الصلاة عند وجود عذر شرعي

2- القوامة وما يتبعها من عدم إلزام بالإنفاق والعمل وبالتالي فهي بهذه الحالة سيدة نفسها و أقدر على اتخاذ القرارات في هذا الجانب

أين المرأة اليوم من خطوط التماس والمواجهة في العالم قاطبة

عدم إلزامها بالجهاد ولا تمنع إن رغبت ويشهد التاريخ الإسلامي على نصاعة هذا الدور للنساء علما بأنه إذا احتلت الأرض تغير الوضع

تفقد اسم والدها ويتبع اسم عائلة زوجها تكريس دونية للمرأة .

الاسم مكتسب بالوراثة فلا تفقده بالزواج وكذلك الزوج

علاقات جنسية غير مقننة وبلا ضوابط ودون تحديد لسن مناسبة ومعينة / أطفال غير شرعيين+إجهاض

علاقة جنسية نظيفة وطاهرة عن طريق شرعي عند سن البلوغ والرشد يمد المجتمع بأطفال شرعيين أصحاء جسديا ونفسيا

لا أساس لوجود أسر شرعيه وإنما علاقات حيوانية لا يضبطها أي قانون أو تشريع وعدم تحمل مسئولية التبعات لكلا الط

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات