السبت 10/مايو/2025

في 8 آذار.. بأي امرأة يحتفلون

فداء المدهون
منذ أكثر من ثلاثة أعوام  كنت في زيارة للشيخ الشهيد أحمد ياسين وبالمصادفة كانت أطلال يوم المرأة العالمي على الأبواب فسألت الشيخ بنوع من الدعابة ، يحتفلون بالمرأة لأنها نصف المجتمع ومهضومة الحقوق ،فقاطعني مبتسما ،إذا كانوا يعتقدون أن المرأة نصف المجتمع فهي بنظرنا كل المجتمع  ،وإن اعدوا لها يوما للاحتفال فكل يوم للمرأة هو احتفال بعطاء تقدمه ومكانة مميزة تحوز عليها.
 
وأنا أتصفح أمس بعض المواقع النسوية التي تعيش قومية الفيمينزم (قومية الإناث)، عاد صدى حديث الشيخ لي وصورة المرأة الفلسطينية تجول بخاطري وتتقلب الصور مابين وفاء إدريس وريم الرياشي والحاجة فاطمة وأم نضال ، وأحلام التميمي وقافلة لا تنتهي من نساء سطرن التاريخ بالدماء، ولا تزال الصور تمر لنساء عظيمات كثر ، كن الوجه المشرق للمرأة ، بأفكارهن وعطائهن ، فكانت زينب الغزالي ومازالت صافيناز كاظم.
 
كل هذه الصور والمشاهد لا تزال بمخيلتي وأنا أتصفح بعض عناوين هذه المواقع والتي أشعرتني أني أعيش “معركة المرأة “والتي تقاتل فيها بكل ما أوتيت من قوة وعتاد ، ولكنها لا تحارب عدواً على الحدود اغتصب الأرض، وسلب الحق ، بل العدو هنا هو الأب الحنون والزوج الحبيب والأخ الغالي، إذن العدو من وجهة نظرها هو الرجل الذي انتزع بقوة حقوقها وباتت تعيش بفقر وقهر وتمييز فهي الضعيفة مسلوبة الحقوق في مجتمع يغلب عليه الذكورية ، وأنا لازلت أتصفح وأتجول بين المواقع إذ استوقفتني رسالة للسفير الأمريكي في العراق بمناسبة يوم المرأة العالمي ، يقول فيها: “أود أن أهنئ نساء العراق بمناسبة يوم المرأة العالمي وأود أن انتهز هذه الفرصة لأرحب بالدور الذي يلعبنه في تأسيس مستقبل ديمقراطي ومزدهر لشعب العراق أجمعه. سوف تساعد مساهمة تلك النساء في تقدّم العدالة والكرامة والفرص لجميع العراقيين ، وفي وضع أسس السلام لأجيال المستقبل.”

وأنا أردد عبارات السفير ،اختلطت مشاعري بين السخرية والألم ، وأنا أفكر في مبادئ العدالة والكرامة التي يتحدث عنها، ومشهد العراقيات أمام ناظري وهن بين القتل والاغتصاب ، في ساحات الظلم والاحتلال ، ثم يكذبون الكذبة كي نصدقها ، ويشغلوننا في قضايا أخفقوا فيها ،ومفاهيم غالطوها في سياساتهم ،وصَدروها لمجتمعنا كي تصبح أولوياتنا ، لنبتعد  عن قضايانا الأساسية كالجهل والفقر والمؤامرات وننشغل بقومية جديدة صنعها الغرب كي نتنازع في الدفاع عنها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات