وأعوذ بك رب أن يحضرون

وكأن بين الرجل وانصلاح حال هذا الشعب ثأرا قديما وغضبا لا يطفئه إلا رؤية الخراب وقد استحكم من جديد ورؤية الإسلاميين بالذات قد تم إقصاؤهم وحصارهم ومطاردتهم واعتقالهم وقتلهم وتحييدهم من الساحة. طبعا نحن لا زلنا لا نعرف ويبدو أننا لن نعرف في المستقبل القريب سر الموقع الثقيل الذي يشغله سياسي صغير الحضور ومعدوم الجماهيرية مثل ياسر عبد ربه في رئاسة فلسطين؛ ولا ندري كيف يمكن لسياسي نشأ في حزيب يساري مجهري؛ وانشق بحزيزيب أكثر مجهرية منه؛ ولم يلبث هذا التشكيل – الذي يصلح أن يسجل في موسوعة غينيس على أنه أحد أصغر التجمعات السياسية حجما في القرن الحادي والعشرين – أن تخلص من هذا الدمل؛ ولا عجب؛ فلو لم يكن للرجل إلا ثقل ظله منفرا لكفاه!
وآخر فذلكات عميد اليسار الانتهازي المتأمرك كانت أن حماس لا يحق لها أن تمتلك نصف عدد مقاعد الحكومة زائدة مقعدا واحدا؛ بحجة أن “التصويت في إطار حكومات وحدة وطنية على الأقل بالنسبة للقضايا المصيرية والأساسية لا يكون بالأعداد ولكن يكون بالتوافق والتفاهم بين مختلف الأطراف حول الموقف من هذا القضايا” بالنص الحرفي لكلام القانوني العريق والدستوري المخضرم عبد ربه! ولا نعرف من أين عرف عبدربه فولوكلور حكومات الوحدة الوطنية وطريقة التصويت فيها – فهذه أول حكومة وحدة وطنية قد ترى النور في فلسطين وفي العالم العربي! – ولا نعرف كيف وصل لهذه التوليفة التي يريد بها ممن يمتلك ٦٠% من مقاعد المجلس التشريعي أن يتنازل عن حقه في تحصيل أكثرية الوزارات؛ ويكون السبب في ذلك أن لا داع لك للحصول على الأكثرية لأنك محتاج للتوافق معنا حتى لو ملكت أكثر الأصوات! ما هذا الهراء؛ أفئن كانت الأكثرية لا تستطيع أن تفرض رأيها حتى لو ملكت أكثر الأصوات؛ فلماذا تتنازل عن هذه الأصوات للأقلية؟! كيف ينجح الرجل كل هذا النجاح في صياغة عبارة خالية من المنطق والعقل ومفرطة في الهلوسة لهذا الحد؟!
والعجيب أن القضايا المصيرية صارت تتطلب في نظر عبدربه إجماعا؛ وذكر عبدربه حماس ونسي كيف أنه تبجح دائما وأبدا بحقه وحق حفنة من عجزة اللجنة التنفيذية غير المنتخبين في تقرير مصير فلسطين فيما كان وفيما سيكون؛ بل نسي كيف أنه ذهب وهو الواحد غير الممثل وغير المنتخب إلى جنيف؛ وكيف قرر وحيدا وهو المكروه المغضوب عليه حتى على مستوى جمهور فتح – إذ كانوا يسمونه ياسر عبد ياسر للإشارة لرقه السياسي تحت إبط ياسر عرفات – كيف قرر التنازل عن فلسطين وعن حق العودة وعن كل شيء لمصلحة الرقص على المسرح في جنيف مع “يوسي بيلين” مثل السعادين! ولمصلحة قرع كؤوس الراح مع من يخون وطنه معهم! ولمصلحة التلويح للفتيات الصهيونيات في ايلات ضحوكا باشا منشرحا صدره للفجور اللاوطني!
أما الحديث عن قرارات الحكومة التي سترحل وتعيين أشخاص من حماس فحين يصدر من أحد رجال أوسخ عهود العمل السياسي ورمز من رموز حقبة الأربعين حرامي التي حلت فيها السلطة الفلسطينية في مقياس الشفافية الدولي خلف الجماهيرية الليبية – هذا الحديث مدعاة للقرف المحض حقا! من أنت يا مستشار النحس المستمر لتقرر كيف يكون التوافق مع القانون يا علم عهد التربح بالاسمنت والضرائب والسكر التفاوضي وعربدة المباحثات؟ هل كتب على فلسطين أن تكون علامتها التجارية للشؤم المقيم؟!
لكن أطرف ما جاء به عبدربه كان ما يخص تصريحه بخصوص رفض الرئاسة لمرشح حماس لوزارة الداخلية – حمودة جروان – بحجة أنه غير مستقل! كيف وصل عبدربه كقارئ للضمير السياسي الفلسطيني ووصي عليه إلى هذه النتيجة يا ترى؟ لا بد من تصفح باقي الأخبار حتى تكتمل الصورة؛ فنقرأ كلام السيد جروان عن نفسه من حيث يقول: ” أنا رجل متدين ومعروف متدين منذ 40 سنة، ومسألة التدين ليست سراً، وآرائي إسلامية ومواقفي إسلامية وليست سراً على أحد، لكني لا أنتمي إلى حركة حماس تنظيمياًَ”! فهل نكون من الظالمين إن قلنا أن ياسر عبد ربه شعر أن الرجل ابن حلال وعلى خلق وليس عربيدا ولا عفريتا من شياطين الإنس المتهتكين الخالعين؛ ولذلك شعر أن هذا يمثل تضادا تلقائيا وطبيعيا مع مدرسته السياسية وما تتوقعه من شذوذ أخلاقي في المستقلين!
فلسطين تستحق أكثر من هذا الرغام ولا شك! والشعب المقاوم المضحي يستحق أكثر من أن يشارك في قيادته بعض من لا يستحق أن يدخل عالم السياسة – لو كانت موازين الموقف غير مقلوبة – إلا من باب محاكمة دستورية كبرى بتهمة الخيانة العظمى لفلسطين التي باعها بثمن بخس بل بلا ثمن! وخصوصا حين يكون هذا السياسي وكيلا عن إبليس في حراسة الشقاق والاختلاف وصيانة الخراب فلا بد من إزاحته من طريق هذا الشعب!
نعوذ بكلمات الله التامات من غضب الله وعقابه ومن شر عباده؛ ومن همزات الشياطين وتصريحاتهم ومواقفهم ونشاطهم الهدام!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...