بنيامين بن أليعازر شاهد على موت أمة

“إن هؤلاء الجنود كانوا فلسطينيين من لواء الفدائيين وليسوا مصريين!”
لخصت عبارة بنيامين بن أليعازر هذه خطبنا الجلل ومصابنا العظيم في الأمة؛ وفي معرض تعليقه على اللغط الذي ثار بخصوص قتله أسرى مصريين عزل من السلاح – جاءت كلمة بن أليعازر خبرا غير عاجل أبدا؛ خبرا مفاده أن الأمة قد ماتت أو أكثرها…
يكفي أن يقول فؤاد – كذلك الاسم الأول الحقيقي لهذا اليهودي العراقي – أن القتلى ليسوا منك يا مصر بل من هؤلاء الفضائيين الخضر القصار الآتين من المريخ لينقطع العتاب ويذهب الغضب الرسمي المصري. هكذا ظن بن أليعازر عن حق وعن دراية بالنظام الرسمي العربي. فمصر للمصريين؛ والكويت للكويتيين؛ والأردن أولا؛ وليقتلع كل شعب في الأمة شوكه بيده؛ وعاش حق الثورين الأسود والأحمر في القرار الحر المستقل ولو على حساب الثور الأبيض!
بن أليعازر يدرك أنه لم يعد في الأمة جعفر أو علي يقسم على أن يجعل عالي الأرض سافلها أو ينتقم لدماء حمزة! لم يعد في هذه الأمة وريث لسعد بن معاذ ينكل بالأمة العادية على جماعة المسلمين لمجرد أنهم سعوا للقضاء عليها وحيل بينهم وبين ذلك!
وليست الأمة خلوا من ورثة أبي بكر وعمر وعثمان والزبير وطلحة وحسب؛ بل هي خلو حتى من بقية باقية من عروبة الجاهلية وعصبيتها؛ فليس فيها أمثال بني شيبان وبكر بن وائل يقاتلون حتى كسرى في جبروته دفاعا عن أمانات النعمان وحرماته!
صدق القائل:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
تخيلوا لو أن خلف جلد الأجرب من الجيل المعاصر من عرب السكوت والخضوع والاستخذاء؛ عرب النكوص والقعود والإطعام والاكتساء؛ عرب قلة الوفاء وانعدام المروءة – تخيلوا لو أن هذا الجيل الذي يسيء للتاريخ ولأجداده عاد به الزمان إلى اليوم الذي دفع فيه كسرى جيشه لتأديب العرب؛ فهل كانت ذي قار تقوم وهل كانت ستقع للعرب قادسية بعدها؟ ربما لاكتفى هانئ بن مسعود الشيباني وقتها بتوضيح من كسرى يقول بأن اعتداءه المبيت على محارم النعمان وأماناته لا يستهدف الشعب الشيباني ولا السيد المحترم هانئ بن مسعود!
ولربما أحتجز جلاوزة هانئ النعمان وأرسلوه يرسف في قيوده مخفورا من الحيرة إلى غوانتانامو المدائن!
بن أليعازر أدرك كل هذا وأدرك أن الزمان ليس زمان المعتصم؛ ولا زمان ثارات الأحرار لأمتهم؛ بل هو زمان كافور الإخشيدي وعبد الحكيم عامر والمستعصم وخلفاء سقوط بغداد في غضون ساعات! أدرك ذلك فكان اعتذاره لمصر بأن الدم ليس دمكم؛ والهدم ليس هدمكم؛ بل فقط دم إخوانكم المغبونين فيكم غبن يوسف في إخوته!
لتعذرنا الأمة فالخطب جلل؛ ولتعذرنا مصر الكنانة فعمرو بن العاص الذي فتح مصر من غزة لا يمكن أن يمحو تاريخه مارق من سبي بابل! وليعذرنا البعض الذي يريد أن يشفق على أمة تكلست مشاعرها وتحجرت عواطفها وأريقت كرامتها ويحاول أن ينهى عن هجاء هذا الغثاء بالحديث عن خيرية أمة محمد صلى الله عليه وسلم – ليعذرنا فليس في الكتاب والسنة ما يقطع بالنجاة لمن يشهدون مذبحة فلسطين ولا يتحركون؛ وتحاصر حماس وتطارد ولا ينتفضون؛ وتقطع الأموال عن الأقصى وحرم إبراهيم ولا يكترثون!
تجوع فلسطين ويشبعون؛ ويأسر الآلاف من أهلها ولا يدهش لهم بصر؛ وتقطع الحواجز السبل بأبنائها فلا يرى الأخ أخته؛ ولا من يجد في ما يحدث سببا للتفكير في مقاطعة بضائع الصهاينة أو غلق أبواب سفاراتهم! إن كان هؤلاء من الناجين فبشروا أعتى عتاة الكفر أن ليس على ظهر الأرض هالك أبدا!
شعوب الأمة لا تدري حجم العار الذي يلحقه بها تصريح المجرم الصهيوني؛ والا تفعل فعليها أن تستعد لمصير مظلم وعواقب وخيمة حقا؛ فسنن التاريخ وقوانين الكون مع أمثال هذه الجماعات التي تفرط بنفسها وتهدم تكافلها الاجتماعي معروفة وثابتة وأدلتها حاضرة في عالم الحيوان قبل عالم الإنسان!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...