تموت أمريكا وإسرائيل فزعاً من حق العودة !!

تقوم مشاريع السيطرة الأمريكية والغربية بشكل عام في المنطقة العربية والإسلامية على أساسين ثابتين ، أما الأول فلابد من وجود قوة غريبة في قلب هذه المنطقة ، ووجود هذه القوة الغريبة في المنطقة وعن المنطقة في آن لا ينصرف إلى أن يكون هذا الوجود وجودا احتلاليا أو استعماريا بالمعنى التقليدي حرفيا واصطلاحيا لكلمتي الاحتلال والاستعمار نفسيهما ، ذلك لأن وجود هذه القوة الغريبة بالمعنى السابق لا يحقق الهدف الاستراتيجي الغربي في المنطقة، وهو السيطرة الدائمة عليها وعلى شعوبها وعلى ثرواتها في نهاية المطاف ، ولذلك كانت إقامة الكيان الصهيوني ،الذي هو وبحق انعكاس للفكرة الاستعمارية الكولونيالية الغربية ،الفكرة الاستعمارية المواتية من حيث انه كيان إحلالي يقوم على أنقاض طرف آخر أصيل على أرضه مرتبط بها ارتباط الديمغرافيا البشرية بالجغرافيا والتاريخ الطبيعيين ، وبهذا المعنى يتحقق الغرض من وجود جسم غريب أو قوة دخيلة في المنطقة وبالقلب منها، وهنا بطبيعة الحال اقصد ارض فلسطين التاريخية ، وهو الغرض الاستراتيجي المتمثل في السيطرة على المنطقة وثرواتها والقضاء على قيمها وعقيدتها وأخلاقها ، ولهذا جاءت جريمة العصر الحديث التي أوجدتها ودعمتها ونفذتها الدول الغربية وعلى رأسها بريطاني وأمريكا وبأيدي العصابات الصهيونية، والمتمثلة بقلع الفلسطينيين من أرضهم وطردهم وتهجيرهم عنها إلى دول الجوار العربي أو إلى حيث هناك إلى دول الشتات العالمي والأوروبي الغربي .
أما الأساس الثابت الآخر والمكمل والمرتبط المترابط بالأساس الثابت الأول، وهو العمل على تفتيت وتشتيت هذه المنطقة بجغرافيتها وديمغرافيتها، من خلال ما يسمى بالدول المستقلة أو بالأحرى الإقطاعيات المرتبطة به امنيا، بكونها في حقيقة الأمر وكالات أمنية ليس إلا للغرب الاستعماري بتداور وتكامل أدواره ، ليس هذا وحسب، بل إن حالة التفتيت والتشتيت المتوخاة أمريكيا وغربيا يجري تطويرها والعمل على مفاقمتها، بحيث تصبح حالة من التفتيت والتمزيق على المستوى الطائفي والعرقي ومن ثم المذهبي الديني لتصبح المنطقة برمتها حالة من الفسيفساء المبثوثة والمتفرقة والتي لاحول لها ولاقوه أمام توحد كيانية إسرائيل ذات الصبغة “اليهودية النقية ” المدعومة بقوة، عسكريا واقتصاديا وماليا من أمريكا وحلفائها الغربيين . وهذا ما تسعى إليه أمريكا في مشروعها المتعثر في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين وغيرها .
إذا، الحفاظ على قوة وطبيعة واستمرارية الكيان الصهيوني هو ضرورة إستراتيجية كبرى للغرب ولأمريكا حاليا، لان الأمر متعلق ببساطة بالسيطرة على ثروات المنطقة بأكبر قدر ممكن ، والكيان الصهيوني بطبيعته الإحلالية هو ثابت أساسي في تحقيق هذا الغرض ، ومن ركائز الحفاظ عليه ، أن تتم الجهود قدما نحو القضاء على الأخطار المحدقة به ، سواء تعلق الأمر بحق العودة للاجئين الفلسطينيين ، أو العمل في استمرار على القضاء على كل القوى الحية في المنطقة من حماس حتى إيران ، ليبقى هذا الكلب الأمريكي والغربي الحارس في أتم صحة وعافية وعنصرية وإجرام.
لذلك ليس غريبا أن تخرج علينا الأخبار والتحذيرات، التي تقول أن هنالك مشروعي قانونين يجري العمل على إصدارهما من الكونجرس الأمريكي ، وهذان المشروعان كما حذر منهما الرئيس اللبناني إميل لحود يتعلقان بحق العودة، و بما جرى في الحرب الأخيرة على لبنان ، أما المشروع الأول فيتعلق بتأكيد ادعاءات الحق التاريخي لليهود بأرض فلسطين ووجوب عودتهم وبقائهم فيها ، وأما المشروع الثاني فيتعلق بتبرئة الكيان الصهيوني من المجازر التي ارتكبها في الحرب العدوانية التي شنها في الصيف الماضي على لبنان، بما يدين بالمقابل حزب الله لإطلاقه صواريخ ضد أهداف إسرائيلية في الشمال من فلسطين المحتلة خلال تلك الحرب.
هذا وقد تقدم بالمشروعين إلى مجلس الشيوخ الأمريكي نائبان عن الحزب الجمهوري ومثلهما أيضا عن الحزب الديمقراطي وهم على التوالي نورم كولمان ولوت ترنت و ريتشارد دوربن وفرانك لوتنبرغ .
رغم ما حذر منه السيد لحود رئيس الجمهورية اللبنانية من خطورة هذا التوجه الأمريكي، الذي يريد القضاء على حق العودة والعمل على توطين اللاجئين في أماكن تواجدهم ، بالإضافة إلى العمل على محاربة كل شكل من أشكال المقاومة العربية للاحتلال الصهيوني ، ومن مغبة فرض هذا التوجه الأمريكي على مجلس الأمن الدولي ،بحيث يلغي القضية الفلسطينية وحق العودة الفلسطيني ، إلا أن هذا الأمر يبقى ليس غريبا لا على أمريكا ولا على الغرب الذي اوجد إسرائيل نفسها، ومنح جرائمها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني الشرعية الدولية ، من خلال الأمم المتحدة وجمعيتها العامة ومجلس الأمن الدولي نفسه الذي، يخشى الرئيس إميل لحود من فرض التوجه الأمريكي الأخير عليه.
الفلسطينيون، بلاجئيهم وغير لاجئيهم، ما عادوا يعولون على مجلس امن أو جمعية عامة أو غيرهما ، لأنها في الحقيقة أدوات كانت ولازالت لصالح صانعيها وموجديها من أمريكان وأوروبيين ، الشعب الفلسطيني كما الشعوب العربية والإسلامية رهانها منذ فترة وحتى اليوم وفي المستقبل كذلك على المقاومة والممانعة التي أثبتت للقاصي والداني، أنها هي وحدها ولاغير من تحقق الانجازات الوطنية والقومية والإسلامية لأهل هذه المنطقة ، وأما التعويل على غيرها فهو محض سراب ، هذا وان دل التوجه الأمريكي الجديد القديم على شيء ، فإنما يدل على أن اللاجئين لازالت ضمائر تمسكهم بالعودة حية وباقية ، وأن الصراع باق ولن يتوقف طالما لم يعد اللاجئون إلى ديارهم وممتلكاتهم، وكذلك ما بقي هناك احتلال في فلسطين وفي أرض الجوار العربي القريبة والبعيدة.
* كاتب وباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان – نابلس
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...