موقع القدس في الصراع مع الحركة الصهيونية

هذه حقائق تاريخية مجسدة على ارض الواقع تدحض مزاعم اليهود والصهاينة وتوراتهم المزيفة. وقع الجزء الغربي من القدس تحت الاحتلال الصهيوني في أيار عام م1948 حيث استولت عليها العصابات اليهودية المسلحة وأقدم الصهاينة على تهويد هذا الجزء وضمه للكيان الصهيوني ، خلافا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 181 الصادر عن هيئة الأمم المتحدة في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام م1947 (قرار التقسيم) والذي نص على تدويل المدينة ووضعها تحت ادارة دولية “مجلس وصاية دولي”. ثم وقع الجزء الشرقي من المدينة المقدسة في قبضة الاحتلال الصهيوني اثر عدوان الخامس من حزيران عام 1967 ، وبذلك أصبحت المدينة كاملة تحت الاحتلال الصهيوني وهذا حلم طالما سعت الحركة الصهيونية وقادتها لتحقيقه ، منذ مؤتمرها المنظم الأول عام 1897 بقيادة الصهيوني ثيودور هيرتزل الذي قال ، اذا ما وقعت القدس تحت الاحتلال في حياتي فسوف احرق كل ما هو ليس يهوديا فيها.
اما ديفيد بن غوريون فقد قال (لا معنى “لإسرائيل” بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل) فلم تمر سوى أيام ، بعد احتلال الجزء الشرقي من المدينة ، وبالتحديد في الحادي عشر من حزيران م1967 أي بعد خمسة أيام فقط من احتلال الضفة الغربية حتى بدأت عمليات تهويد القدس عبر إصدار الحكومات المتعاقبة قرارات استيطان المدينة وضواحيها وفي السابع والعشرين من حزيران عام م1967 اصدر الكنيست الصهيوني قرارا أعطى حكومة الكيان الصهيوني حق ضم الجزء الشرقي من المدينة إلى الكيان الصهيوني ، بمعنى ان احتلال الجزء الشرقي من المدينة قد شكل انعطافا هاما في الواقع السياسي والجغرافي والديموغرافي للمدينة حيث أخذت سلطات الاحتلال الصهيوني تعمل وبشكل مكثف على مضايقة السكان العرب المقادسة من أجل إجبارهم على الرحيل عن منازلهم ومدينتهم ليحل مكانهم المهاجرون اليهود ، كما أقدمت هذه السلطات على بناء أحياء يهودية في المدينة على حساب المنازل العربية التي أقدمت هذه السلطات على هدم العديد منها ، كما استولت على مساحات واسعة من أراضيها وأقامت عليها مستعمرات استيطانية من أجل تطويقها وعزلها عن بقية المدن والقرى العربية وتشديد القبضة الصهيونية عليها في محاولة لطمس هويتها العربية والإسلامية تهيئة لتهويدها وجعلها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني ، وأصبحت القدس محورا للصراع بين الصهاينة والفلسطينيين الذين قدموا قوافل الشهداء من أجل الدفاع عن القدس ومقدساتها وما زالوا ، فالقدس تحتل مكانة خاصة عند شعب فلسطين مثلما هي محط اهتمام العرب والمسلمين وهذا الاهتمام نابع من المكانة التي تمثلها المدينة المقدسة.
كما حظيت القدس ايضا باهتمام الحركة الصهيونية واليهود بذريعة توراتية مزعومة تدعي ان هيكل سليمان موجود في القدس في نفس المكان الذي بني فوقه المسجد الأقصى وهذا هو سبب قيام الحكومات والحركات الصهيونية واليهودية بإجراء الحفريات التي تهدد المسجد الأقصى من أجل البحث عن الهيكل ، ولهذا السبب ايضا أصبحت القدس والمقدسات مهددة بالمؤامرات العنصرية التي يحيكها اليهود والصهاينة ولهذا السبب ونظرا للأساطير والخرافات التوراتية المزعومة طالبت الحركة الصهيونية وحكومات كيانها الغاصب بهدم سور القدس التاريخي الذي يحيط بالمدينة القديمة ، أنهم يريدون قدسا يهودية موحدة ، وانتهجت هذه الحكومات سياسة تهدف إلى جعل معظم سكان القدس من اليهود هذا إضافة إلى أهمية المدينة الاستراتيجية ومكانتها السياسية والاقتصادية والدينية ، كما وضعت حكومات الكيان الصهيوني خططا استيطانية لبناء المزيد من المستعمرات الاستيطانية والأحياء اليهودية بحيث يتم استكمال تهويدها عام 2010م. خاصة وان المدينة قد أصبحت مقرا للمؤسسات الصهيونية الرسمية وتم إعلانها عاصمة للكيان الصهيوني وطالبت هذه الحكومات دول العالم التي تقيم علاقات دبلوماسية مع كيانها بنقل سفاراتها إليها.
ان ما تعرضت وتتعرض له مدينة القدس من إجراءات صهيونية يشكل جزءا من عملية إبادة للسكان العرب حيث المجازر والمذابح والتهجير القسري والاعتداء على المقدسات والتراث الحضاري والديني ، وإذا كانت قضية الصراع حول مدينة القدس مع الصهاينة يشكل محورا ومرتكزا أساسيا لدى شعب فلسطين الذي انتفض من اجل القدس وقاوم وضحى ولا يزال ، فإن قضية القدس تتجاوز كونها قضية فلسطينية ، لأنها في حقيقة الأمر قضية عربية إسلامية ومسيحية ، وهي من حيث جوهرها تشكل سببا هاما من أسباب الصراع الرئيسية على المستويات السياسية والحضارية والتاريخية والدينية والاجتماعية والاقتصادية.
كما انها تحمل من المنظور الصهيوني أبعادا تاريخية ودينية مدعاة مما يجعلها تدخل دائرة الصراع السياسي والديمقراطي والاقتصادي والعسكري ، بمعنى ان المدينة المقدسة وفقا للأساطير اليهودية تأخذ أبعادا متداخلة دينية وسياسية. لكن المدينة المقدسة مدينة عربية وإسلامية مما يجعلنا نؤكد على مسؤولية العرب والمسلمين في شتى أنحاء الأرض ويحتم عليهم الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية وشرعيتها التاريخية وعدم التخلي عنها مهما بلغت التضحيات خاصة وإنها حاضنة لمقدساتهم ، ويجب عدم تحميل الفلسطينيين فقط مسؤولية الدفاع عن القدس والمقدسات حيث يؤدون واجبهم الوطني والقومي والديني.
ان القدس هذه الأيام تتعرض لأفدح الأخطار فهل يتجه العرب والمسلمون باتجاه القدس لوقف العدوان الصهيوني عليها وعلى مقدساتها وخاصة المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...

مستشفى الكويت برفح: المخزون الطبي لدينا يكفي لأسبوع واحد فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف عملياته معلنا أن المخزون الطبي لديه "يكفي...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...