دبلوماسية الترويج بين مشعل وعباس ورايس

فحماس تقرأ الاتفاق من زاوية في حين حركة فتح تقرأ الاتفاق من زاوية أخرى ،وكذلك الدول العربية لها رؤيتها وقراءتها للاتفاق كما هو الحال لأمريكا وإسرائيل اللتان لهما رؤية خاصة من الاتفاق، فجميع الأطراف بدأت بجولات وزيارات مكوكية عبر الدول لترويج رؤيتها للاتفاق وكأني أرى بهذه الزيارات والفعل الدبلوماسي لجميع الأطراف هو عبارة عن حشد للمواقف على الساحة الدولية فكل طرف يريد أن يروج لموقفه من الاتفاق ويحشد له مؤيدين ومناصرين على الساحة العربية والدولية، فكل من حماس وفتح تسعيان لحشد التأييد لحكومة الوحدة الوطنية ولكن على أساس فهم كل حركة لهذا الاتفاق فحركة حماس تعتبر أن حكومة الوحدة الوطنية هي مصلحة فلسطينية سوف تنطلق من خلالها لتحقيق المصلحة الوطنية الفلسطينية دون تقديم أي تنازل للطرف الإسرائيلي أو الخضوع لشروط أمريكا والرباعية، ومن هنا انطلق خالد مشعل جولته الدبلوماسية.
أما فتح فترى أن اتفاق مكة ومن ثم حكومة الوحدة إنما هي تلبية لشروط اللجنة الرباعية التي سببت في حصار الحكومة التي شكلتها حماس ومن هنا انطلق عباس في جولته الدبلوماسية والتي من المقرر أن تشمل كلاً من ألمانيا وفرنسا، بعدما كان قد زار بريطانيا والأردن في بداية جولته .
جولة مشعل الدبلوماسية:
فقد وصل إلى القاهرة مساء الأربعاء خالد مشعل في إطار جولة دبلوماسية دولية تعد القاهرة المحطة الأولى فيها حيث ستشمل أيضًا روسيا وإيران؛ لحشد الدعم لاتفاق حكومة الوحدة الوطنية، فقد التقى مشعل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية واستعرض معهم ما تم التوصل إليه في اتفاق مكة، والخطوات التي وصلت إليها مفاوضات حكومة الوحدة الوطنية، والضغوط التي يتعرض لها الاتفاق من قِبَل الولايات المتحدة .
كما وصل مشعل روسيا وأكد من هناك أن روسيا ستواصل بذل الجهود في إطار اللجنة الرباعية من أجل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، المفروض منذ أكثر من عام، لا سيما مع قرب تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية .وقال مشعل، في ختام لقائه مع وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في موسكو لقد أبدت روسيا تفهماً كاملاً لضرورة رفع الحصار، وبدأ التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي يجري تشكيلها حالياً “.
جولة عباس الدبلوماسية:
من ناحيته بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولة عربية وأوروبية تندرج في إطار جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الرئيس الفلسطيني سيوضح للمسئولين الأوروبيين والعرب اتفاق مكة على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وسيطلب من هؤلاء المسئولين وقف الحصار الاقتصادي المفروض على السلطة الفلسطينية ومواصلة تقديم الدعم للفلسطينيين سياسيا واقتصاديا.
وفي هذا السياق اجتمع رئيس السلطة الفلسطينية مع توني بلير رئيس الحكومة البريطانية ضمن جولة عباس الخارجية التي تهدف إلى كسب التأييد الدولي لاتفاق الوحدة الفلسطينية، وشهد الاجتماع محاولاتٍ من عباس لنَيل تأييد بريطانيا للتوسط لدى الولايات المتحدة لقبول حكومة الوحدة .
وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع بلير: “إننا ملتزمون بعملية السلام.. نأمل أن تتشكل حكومة الوحدة الوطنية قريبًا، ونأمل أن يقف المجتمع الدولي إلى جانبنا”، بينما أكد بلير أنه يدعم حكومة الوحدة، لكنه شدد على ضرورة أن تؤيد الحكومة القادمة حلَّ القضية الفلسطينية على “أساس قيام دولتين”، بما يعني الاعتراف بالكيان الصهيوني .
جولة رايس الدبلوماسية:
ضمن جولتها الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط والتي شملت العديد من الدول العربية أكدت رايس بعد اللقاء الثلاثي الذي جمعها في القدس بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، على التزاميهما بحل يقوم على مبدأ الدولتين.وقالت الوزيرة الأمريكية عقب ذلك اللقاء إن المسئولين بحثا في مطالب اللجنة الرباعية الدولية التي تطالب أي حكومة فلسطينية بالتعهد بعدم اللجوء إلى العنف، والاعتراف بإسرائيل والقبول بالاتفاقات الموقعة.
على الرباعية أن تختار:
في إطار النشاط الدبلوماسي الذي يقوم به كل من مشعل وعباس ورايس فعلى اللجنة الرباعية أن تختار من بين ثلاث مقترحات: الأول تسوق له وزيرة الخارجية الأمريكية رايس، ومن ورائها إسرائيل، التي تريد حث شركائها على عدم الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، على أساس أن حركة حماس لم تعترف بحق إسرائيل في الوجود .
أما الاقتراح الثاني، فهو الذي يروج له رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بنفسه، ويقضي بإعطاء الحكومة المقبلة فرصة، معتبراً أنها تستحق ذلك كونها اعترفت بكافة الاتفاقات المبرمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أما الاقتراح الثالث أن اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية هو شأن فلسطيني تم التوافق عليه بين فتح وحماس ولا يمكن تقديم أي تنازلات بشأن الاعتراف بإسرائيل، وعلى المجتمع الدولي أن يتعاطى مع خيار الشعب الفلسطيني الديموقراطي في الوقت الذي قدمت فيه حماس مرونة اتجاه احترامها للاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية ،وعلى المجتمع الدولي أن يسعى لإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وأقامه دولته المستقلة في حدها الأدنى في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وهو ما يروج له مشعل خلال جولته الدبلوماسية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...