الأحد 11/مايو/2025

الجامعة الإسلامية تتعالى على جراحها وتكمل المشوار

د. حسن محمد أبو حشيش

استمراراً للعهد الذي قطعته على نفسي بأن تستمر الكتابة والحديث عن جريمة إحراق الجامعة الإسلامية ، واستمراراً للوفاء لهذا الصرح البنائي الكبير، فإنني أكتب اليوم للمرة الثالثة عن الجامعة الإسلامية … هذا الإصرار  في الكتابة نابع من كون الجامعة وعلى مدار ثلاثين عاماً خارج إطار الخلاف السياسي وتجاوزت كل العقبات في هذا الإطار، وتمكنت من أن تقدم خدمة علمية شاملة لكل أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج دون أدنى اعتبار للون السياسي … كذلك كون الجامعة بقيت خارج معادلة الصراع مع الاحتلال رغم إيمان قادة الاحتلال بأنها تشكل خطراً إستراتيجياً عليها وعلى وجودها فلم تكن الجامعة في يوم من الأيام طرفاً في صراع ولا في خلاف ولا في منافسة سياسية … رغم محاولات ضجيج وتحريض إعلامي كانت تظهر على السطح ضدها بين الفينة والفينة   لذا كان الاستهجان والاستغراب عظيماً وكبيراً حين نُزعت من ضمائر المعتدين كل الاعتبارات وقاموا بجريمتهم التي دونها التاريخ وستُسجل في أحداث فلسطين لأخذ العبرة والعظة … من هنا أُعيد التأكيد أن الاستمرار في الحديث عن الجامعة وتداعيات الاعتداء عليها لا علاقة له بالواقع السياسي الفلسطيني وعلاقة التنظيمات مع بعضها ، وإلا سنمنح غطاء شرعياً ، وسنبرر لمن ارتكب هذه الحماقة والتي هي انحطاط قيمي وأخلاقي في التصور والتفكير والسلوك وليس ردة فعل سياسية هامشية.

أُعيد الكتابة اليوم لنؤكد للعالم أجمع أن الجامعة الإسلامية لملمة أحوالها وجمعت أوراقها وأقلامها المبعثرة، وتجاوزت محنتها، وضمدت جراحها، وانطلقت مسيرتها التعليمية ثانية وسط سواد الحريق وتدمير البنيان، وخراب القاعات والمختبرات … ولكنها عزيمة الرجال ، وإصرار الطلبة، وتصميم الأهالي على المضي قدماً إنها مصلحة العلم، والبلد، وطلبة العلم والتحصيل … انطلقت مسيرة العطاء في أروقة وأزقة الجامعة الإسلامية بيد تُكمل المشوار وبيد أُخرى تبني وتُرمم ما أهلكه الجاهلون الخارجون عن روح البذل والفاقدون لمعاني العلم والتقدم والحضارة.

 أكتب اليوم حتى نحث كل الخيرين والغيورين أن يمدوا يد العون للجامعة الإسلامية فانطلاق المسيرة لا تعني انتفاء حاجة البناء والتعمير والتعويض ونفس المخلصين.

وفي هذا المقام أتوجه بالشكر الجزيل والامتنان العظيم لكافة الزملاء والأصدقاء الذين تفاعلوا بإيجابية مع مبادرتنا التي أطلقناها لإعادة بناء مكتبة قسم الإعلام بالجامعة سواء عبر التشجيع والثناء ، أو عبر المساعدة في نشر الفكرة أو عبر التبرع بالكتب … ولولا مخافتي من النسيان والتقصير لذكرت الأسماء ولكن يكفي أن ضميرهم يعرفهم، والله سبحانه وتعالى يعلم صنيعهم، وأُجدد الدعوة إلى الاستمرار في التبرع لمكتبة القسم عبر التواصل المباشر مع الجهات المختصة.

وستبقى الجامعة الإسلامية لبنة خالدة في ضمائرنا وقلوبنا وعقولنا ووجداننا ما دمنا أحياء

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات