الأحد 11/مايو/2025

التصعيد الصهيوني الجديد.. دلالات وأبعاد..!!

عماد عفانة

منذ أن قرأت الخبر التالي على مواقع الانترنت الإخبارية حتى أفلتت التساؤلات وعلامات الاستفهام من عقالها وانطلقت لتضفي على الأجواء مزيداً من الغموض، في ظل تضارب التسريبات وتشابك التوقعات..

 وكان الخبر يقول ” كشف مسئول أمني فلسطيني كبير رفض الكشف عن هويته أن الحكومة الإسرائيلية بزعامة أيهود أولمرت قد أعطت أوامر لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وفي مقدمتها جهاز الموساد تجهيز خطة استخبارية تكون جاهزة في غضون أسابيع ثلاثة لتنفيذ عمليات اغتيال في الداخل الفلسطيني والخارج ضد قادة ونشطاء في الفصائل الفلسطينية بهدف تقويض اتفاق مكة وإبعاده عن دائرة التنفيذ والتطبيق.

وحسب المصدر الأمني فإن الدولة العبرية تدرك بشكل واضح أن الفصائل الفلسطينية لن تصمت على أي اغتيالات إسرائيلية بل وستبادر إلى الضرب في العمق الإسرائيلي، وهو ما يعيد خلط الأوراق سياسيا وأمنيا في الأراضي الفلسطينية.

وأضاف المصدر أن الضربة الإجهاضية لاتفاق مكة ستباشرها إسرائيل في القريب العاجل، وربما قبل أن تعلن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي بدأت المشاورات لتشكيلها.

ولم يستبعد المصدر أن تشن إسرائيل عمليات اغتيال تطال قادة سياسيين من كافة الفصائل الفلسطينية في العواصم العربية المحيطة وخصوصاً في عمان والدوحة ودمشق”.

وقد وضعت الخبر في أرشيف دماغي، وما أن أطلقت القوات النازية الصهيونية حملة الشتاء الحار ضد مدينة جبل النار نابلس صباح الأحد حتى قفز الخبر السابق من مقعده في الصفوف الخلفية لدماغي ليتصدر شاشة العرض.

وحينها تبادرت إلى ذهني تساؤلات واقعية ، لها رصيد كبير على ارض الواقع، من قبيل:

هل أفرغت ما يسمى بعملية السلام القضية الفلسطينية من مضمونها لصالح مجرد المطالبة باستمرار عملية السلام دون أي نتائج إلا لصالح المحتل الذي افرغ القدس من أهلها ومن رموز وهيمنة البعد الوطني على المعالم الفلسطينية كالمدارس والمؤسسات كبيت الشرق.!؟

وهل سيعمل المتضررون من اتفاق مكة على استغلال الألوان الرمادية التي خلفها الاتفاق للنفاذ منها للعودة بالوضع الفلسطيني إلى ما كان عليه، في ظل دخول الثارات الفصائلية المغلفة بالعائلية والعشائرية على خط التجاذبات البينية.!؟

وأين دور الأسرى واللاجئين ؟ وهل ضاع تأثيرهم كمجموع لصالح تأثيرهم كمجموعات حسب الحالة الإنسانية فقط.!؟

وهل تحولت القضية الوطنية من قضية تحرر وطني إلى قضية للسلم الأهلي وتأمين مقومات الحياة والاستمرار وليس مقومات النضال والتحرر.!؟

وهل احد صواعق تفجير اتفاق مكة تلك الملفات التي تسبب سيف الوقت الملكي السعودي في إبقائها عالقة رغم أهميتها وقدرتها على نسف الاتفاق، ذلك أن المتحاورين لم يتفقوا على أي شئ في ملفي منظمة التحرير والشراكة مثلا بسبب عدم الاستعداد الفتحاوي للتعاطي مع الملف على أساس نتائج الانتخابات الأخيرة وما أفرزته وإصرارها على التعاطي مع الملف على أساس الأمر الواقع مع إبقاء الباب مواربا لمشاركة حماس فيما يشغر من مواقع بسبب الموت أو التقاعد.

بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه، ويتعلق بتلابيب الإجابة عنه كل فلسطيني يرى ويشهد هذا التحرش النازي الصهيوني هو ما الهدف من تصعيد العدو الصهيوني لعدوانه في هذا الوقت بالذات!؟

والإجابة على هذا التساؤلات يحتمل العديد من الاحتمالات:

أولا: قد يخطط النازيون الجدد في تل أبيب حقا في تنفيذ حملة تصفيات واغتيالات لاستفزاز شعبنا لجهة جره إلى ميدان رد الفعل بما ينهي التهدئة لناحية تخريب الجبهة كليا لصالح الفوضى الشاملة فلسطينيا على الأقل.!؟

ثانيا: أن ما شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية يضفي كثيراً من المصداقية على الخبر أعلاه ما يصب في خانة تعزيز الظن بنية النازيين الجدد في تل أبيب تنظيف ما يعتبرونه حديقتهم الخلفية من المشاغبين كي لا يزعجوها وهي تنفذ دورها الوظيفي في ضرب إيران أو سوريا.!؟

وأن حملة الشتاء الحار في نابلس تمثل إحدى حلقات تنظيف ساحة الضفة الغربية التي تشكل اخطر ساحة فلسطينية على الأمن الصهيوني لجهة تنفيذ مخططات الاستفراد بغزة.!

وهناك من يستشهد بتحذيرات الملك الأردني للجانب الفلسطيني بضرورة استغلال فرصة السلام التي وصفها بالأخيرة تعني الوصول إلى اتفاق سلام –أي اتفاق-، وإقامة دولة فلسطينية –أي دولة- ، قبيل تنفيذ أمريكا وإسرائيل لمخططاتهما تجاه سوريا وإيران بما سيهوي بالفلسطينية إلى قاع الأجندة الدولية..!

ويدللون على صدق توقعاتهم بتحقق تحذيرات الملك عبد الله قبل أشهر قليلة من أن عدد من الساحات في الشرق الأوسط خصوصا لبنان وفلسطين ستشهدان بوادر حروب أهلية تضفي مزيدا من المصداقية على التوقعات والتحذيرات الجديدة للملك عبد الله.!

ثالثا: أن لما نشهده من تسارع في الحفريات الجارية في باب المغاربة علاقة بالانفجار العسكري القادم في الشرق الأوسط.!؟

وأن هذا التسارع الصهيوني في الحفريات لجهة إقامة الهيكل المزعوم، والخطورة والحساسية التي تتميز بها بحاجة إلى تغطية بأحداث أكثر ضجيجا وربما أكبر خطورة وأوسع غبارا مثل شن عدوان على إيران مثلا تتطور إلى حرب قد تنجر إليها سوريا ويكون لبنان ميدانها.!؟

وأن مثل هذا السيناريو قد يمثل مخرجا أمريكيا من حرجها أمام واحد من اكبر حلفائها – السعودية- التي رعت اتفاق مكة، لجهة إفراغه من مضمونه والسطو على نتائجه !؟.

وأنه قد يمثل أيضا غطاءً كافيا لإتمام عملية تقويض أساسات المسجد الأقصى لجهة إرساء دعائم هيكلهم المزعوم!؟.

رابعا: أن اتفاق مكة شكل صدمة لإسرائيل وتقويضا لمساعيها طوال عام كامل من محاولات عزل حماس عبر حصارها وحصار الحكومة والشعب الفلسطيني.

وأنه شكل أيضا إجماعا فلسطينيا هو الأول من نوعه منذ عشرات السنوات، وأن استعداد دول العالم للتعاطي معه شكل هاجسا صهيونيا من أن ينقل زمام المبادرة إلى أيدي الفلسطينيين بعد فقدانها طوال الحقبة الماضية.

وأن توحد الفلسطينيين تزامن ولسوء الطالع الصهيوني مع إحدى حلقات المخطط الصهيوني لتقويض أساسات المسجد الأقصى لناحية إقامة هيكلهم المزعوم.

وعليه فان استمرار إسرائيل في حفرياتها ومخططاتها في المسجد الأقصى، واستمرار مخططها الاستيطاني الذي أسفر مؤخرا عن مخطط إقامة 11 ألف وحدة سكنية بين رام الله ومدينة القدس بهدف عزل مل تبقى من الضفة كليا عن مدينة القدس، استمرارها في هذه المخططات الإجرامية دون غطاء أمام العالم ربما يزيد في إثارة العالم الإسلامي الذي يوصف بأنه بركان تحت الرماد، وانه يحرج إسرائيل أمام دول العالم التي تدعي الديمقراطية والمحافظة على حقوق الإنسان.

لذا كان لابد من عدوان صهيوني جديد وعنيف يستدعي ردا فلسطينيا تستطيع من خلاله إسرائيل التنكر لنتائج اتفاق مكة من جانب وبإثارة جلبة إعلامية تلعب فيها إسرائيل دور الضحية بما يمكنها من الاستمرار في مخططاتها الاستيطانية وفي تهويد مدينة القدس وفي تقويض أساسات المسجد الأقصى لناحية إقامة هيكلهم المزعوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....