السبت 02/نوفمبر/2024

الإسرائيليون: الصورة مقلقة وقاتمة

الإسرائيليون: الصورة مقلقة وقاتمة

صحيفة الدستور الأردنية

على مدى ست ساعات، سمع وزراء حكومة إيهود أولمرت من قادة أجهزة الاستخبارات استطلاعاً “على قدر من الشمولية لم يسبق أن طرح في الحكومة”، والكلام لمراسل يديعوت أحرونوت الذي أضاف بأن الصورة كانت “مشوهة، مقلقة، قاتمة، لكنهم أوضحوا أن احتمال الحرب هذا العام منخفض”.

رئيس شعبة الاستخبارات (عاموس يدلين) قال إن المحيط الإستراتيجي لدول “إسرائيل” أقل استقراراً مما كان عليه. توجد فيه سياقات سلبية، لكن فرصة أكبر مما كانت عليه في العام الماضي. المعسكر المتطرف (إيران، سوريا وحزب الله) يتعزز.

العناصر البراغماتية في الشرق الأوسط تضعف. التهديدات العسكرية ل”إسرائيل” متنوعة، هناك الإرهاب، وهناك صواريخ أرض – أرض وأسلحة غير تقليدية. رئيس الموساد (مئير داغان) قال إنه لا يوجد خطر حرب في الشرق الأوسط عام 2007. أما رئيس شعبة الاستخبارات (أمان) فتحدث عن سوريا قائلاً إنها تلمح برغبتها في مسيرة سياسية، لكنها غير مستعدة لتقديم بادرة طيبة قبل بدء المفاوضات، وهي تواصل بناء قوتها العسكرية.

احتمال الحرب بمبادرة سورية منخفض، لكن احتمال رد سوري على خطوات عسكرية إسرائيلية ضدها كبير. الموساد يتفق مع هذا التقدير، مضيفاً أن سوريا لن تتخلى عن علاقتها مع إيران، ولا جدوى تبعاً لذلك من الحديث معها، خلافاً لرأي (أمان). فيما يتعلق بإيران، ترى (أمان) أن التقدم في البرنامج النووي الإيراني خلال 2007 سيتواصل، وأنها (أي إيران) ستتخذ موقفاً استفزازياً حيال الساحة الدولية. توجد ملامح بلورة لمعسكر عربي براغماتي ضد التهديد النووي الإيراني. الساحة الدولية تفضل مسار المساومة الاقتصادية والسياسية مع إيران التي ستواصل دعم “المحافل الإرهابية” مثل حزب الله والجهاد وحماس. في السياق اللبناني، ترى (أمان) أن هذا العام سيشهد احتدام الصراع على مستقبل وشكل لبنان. حزب الله سيعيد بناء نفسه ويرمم قوته استعداداً لاستئناف النشاط ضد “إسرائيل”، بينما يرى جهاز الموساد أن الحزب سيعنى ببناء القوة العسكرية وتعزيز القوة السياسية في ذات الوقت.

أما رئيس مجلس الأمن الوطني (إيلان مزراحي) فيرى أن في لبنان اليوم تعادل سلبي بين القوى، وينبغي لنا أن نرى إلى أين ستتطور الأمور. في الساحة الفلسطينية، يرى رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، يوفال ديسكن، أن من مصلحة قيادتي فتح وحماس أن تتشكل حكومة الوحدة، لكن قيامها لن يوقف صراع القوى بينهما. حكومة الوحدة ستدفع إلى تآكل مواقف الرباعية والأسرة الدولية.

حماس لا تعتزم تغيير أيديولوجيتها، بحسب جميع محافل الاستخبارات. تعاظم حماس من شأنه أن يصعّد نجاح العمليات الإرهابية من النار الصاروخية إلى العمليات الانتحارية.

بحسب (أمان)، سيستمر الصراع بين فتح وحماس، وستتعزز هذه الأخيرة، وقد تخرق الحصار السياسي والاقتصادي، بينما ستواصل بناء قوتها العسكرية التي ستتعاظم في قطاع غزة حسب نموذج حزب الله، أما في الضفة ففتح ما تزال قوية.

عن العراق، يرى الموساد أن التوتر السني – الشيع سيتعاظم. الخروج الأمريكي المبكر سيؤدي إلى تفكك الساحة العراقية. أما (أمان) فقد حذرت من الجهاد العالمي وتحدثت عن تحديد “إسرائيل” كهدف من جانب القاعدة. ليس ثمة مفاجآت فيما توقعته محافل الاستخبارات الإسرائيلية، وإذا كان بوسعنا الحديث عما هو مسكوت عنه، فهو ملف الهجوم على إيران ودور الدولة العبرية فيه، مع أن هذا الدور مشكوك فيه. لا يعني ذلك أن الهجوم سيقع بالضرورة هذا العام، إذا كان سيقع بالفعل ولم تتخذ إيران موقفاً مفاجئاً من مشروعها النووي، لكن احتمال وقوعه في هذا العام يبقى كبيراً بكل المقاييس.

ما قالته المحافل المذكورة عن الوضع الفلسطيني ليس مستبعداً أيضاً، لكن الجزم بذلك يبدو صعباً، إذ إن فك الحصار من حول حكومة الوحدة في حال تشكيلها ليس مؤكداً، أعني فكه بالكامل، أما التعامل معها من خلال الرئاسة ووزراء فتح فلا ينطوي على معضلة بالنسبة للأمريكان الذين تعنيهم تهدئة الملف الفلسطيني. يكفينا إذن إن الصورة بالنسبة للإسرائيليين “مشوهة، قاتمة ومقلقة” حتى تكون بالنسبة إلينا عكس ذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات