أذرع الأخطبوط الصهيوني في وسائل الإعلام العالمية(1)

·لأن الحق والباطل لا يلتقيان…

·ولأن الباطل لا يطيق أن يظهر الحق وينتصر…

·ما فتئ الإسلام منذ ظهوره يواجه حرباً ضروساً يشنها عليه أهل الباطل بكافة لافتاتهم وأسمائهم ….

·وهي حرب مستمرة متواصلة لا تنطفئ لها نيران حتى يتحقق وعد الله عز وجل بانتهائها لصالح الإسلام وأهله وأنصاره.

ولهذه الحرب التي يخوضها الإسلام ، كما في كل حرب ، ساحات متعددة إلى جانب ساحات القتال، وفي عالم اليوم لا تقل ساحات الإعلام بكل أصنافه وفنونه أهمية عن ساحات القتال…

ولقد فطن أهل الباطل وأنصاره إلى أهمية ساحات الإعلام في حربهم الضروس ضد الإسلام وأهله ، فسبقوا إلى التغلغل في كل ثناياه ، وكان لليهود وواجهاتهم الظاهرة والخفية من حركة صهيونية ومحافل ماسونية بشكل خاص قصب السبق إلى النفاد إلى وسائل الإعلام العالمية فامتدت أذرع الأخطبوط الصهيوني في كل مؤسسات الإعلام ليسيطروا على الساحة الإعلامية سيطرة خانقة، جنّدوها بخبث ومكر ودهاء في حربهم ضد الإسلام وأهله.

وفي هذه السلسلة من المقالات ، نرصد رصدا موثقاً معالم تغلغل أذرع الأخطبوط الصهيوني في وسائل الإعلام العالمية.

هكذا خطط اليهود للسيطرة على وسائل الإعلام العالمية..

شهد عام 1776م الولادة المبكرة للمخطط اليهودي للسيطرة على وسائل الإعلام العالمية ، ففي ذلك العام ، وكما يذكر الأميرال الأمريكي غاي كار في كتابه ” أحجار على رقعة الشطرنج “:” اعتنق الألماني آدم وايزهاويت الذي كان أستاذا للاهوت والقانون الدولي في جامعة ” نغولد شتات” الألمانية الديانة اليهودية ، وأسس جمعية سرية كان جميع أعضائها من اليهود، و أطلق عليها اسم ” جمعية النورانيين ” ، وكان الهدف الرابع من أهداف الجمعية ينص على ما يلي:

” على النورانيين الوصول إلى السيطرة على الصحافة للتحكم بالأخبار قبل وصولها إلى الناس” .

وبعد حوالي مائة عام ، وبالتحديد في عام 1869م ، أعاد حاخام براغ الحاخام راشورون التأكيد على أهمية تنفيذ المخطط اليهودي للسيطرة على وسائل الإعلام العالمية خلال خطاب ألقاه في كنيس براغ قال فيه:

” إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم ، فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية”.

لماذا سيطر اليهود على وسائل الإعلام …؟

على مدى قرون عديدة كانت صورة اليهودي في أعين الرأي العام الغربي ، الأمريكي منه والأوروبي ، هي صورة الإنسان البخيل ، الخبيث ، الماكر ، المرابي ، الجشع ، الأناني ، الجبان ، المنعزل عن الناس ، سفاك الدماء وقاتل الأنبياء..!

وتنادى خبثاء اليهود وأبالستهم ، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون :

 كيف نُغير صورتنا البشعة هذه في أذهان وأعين الرأي العام العالمي …؟

قال قائل منهم:

ليس أمامنا من سبيل إلا القيام بعملية غسل دماغ للرأي العام العالمي لطمس صورة اليهودي البشعة في ذهنه وعينه لتحل محلها صورة اليهودي الذكي ، الطموح ، الشجاع ، العبقري ، المثابر ، العالم ، المخترع ، الإنساني …!

وسأل سائل منهم :

وكيف نفعل ذلك ..؟

وأقبلوا يناقشون ، ويناقشون ، ويناقشون ، وأخيراً توصلوا إلى الجواب ، لا بد أن يسيطر اليهود على وسائل الإعلام العالمية فهي أقصر وأسهل الطرق لتنفيذ عملية غسيل الدماغ للرأي العام العالمي…

وهكذا كان ، فقد نجح اليهود في السيطرة على الصحافة التي كانت الوسيلة الوحيدة قبل اختراع الإذاعة وما تلاها من اختراعات من سينما وتلفزة وفضائيات وإنترنت ، ثم نجحوا عبر سيطرتهم على الصحافة في تغيير صورة اليهودي من تلك الصورة البشعة القميئة إلى صورة جديدة براقة…!

انعطافة جديدة في المخططات الصهيونية للسيطرة على الإعلام…

ثم ، وحين بدأت معالم المخطط اليهودي التآمري على فلسطين العربية المسلمة ، انعطفت سيطرة اليهود على وسائل الإعلام العالمية إلى مسار جديد ، مسار تتولى فيه وسائل الإعلام التي يسيطر عليها اليهود عملية غسل دماغ جديدة للرأي العام العالمي، بتبشيع صورة العرب والمسلمين في أعين وأذهان وقلوب الرأي العام العالمي، غربية وشرقية، أمريكية وأوروبية، وروسية وهندية …و…و… الخ ، فبعد أن نجح اليهود في تبشيع صورة العربي والمسلم، وبعد  نجاحهم في تجميل صورة اليهودي أمام الرأي العام العالمي ، يصبح من السهل استقطاب هذا الرأي العام إلى جانب المشروع الصهيوني وكسبه ليتبنى الطروحات الصهيونية في مواجهة أصحاب الصورة البشعة التي صنعها الإعلام المتصهين للعرب والمسلمين.

 ” يتبع بإذن الله عزّ وجلَّ”