الإثنين 12/مايو/2025

وما يخدعون إلا أنفسهم

أسامة العربي

ومن يك ذا فم مر مريض *** يجد مرا به الماء الزلالا

لن يضير دجلة إذا ما سقطت شعرة فيه ، وكما اجتمعت السائمة للنيل من دجلة ، اجتمعت للنيل من حماس ، فهام العبد في أودية أسياده ، ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء ، أفتت الصهيونية بعدم التعاطي مع حماس ، فامتثلت البين عوارها ، ترمي بدائها كل سليم ، ومع يقيني بأن من ذهب الله بنوره لن تنفعه ضياء ولا إيقاد نيران ، يبقى صب الزيت في سراج حماس بما تمثله إضاءة لذبالة الوطن .

حكومة الوحدة وباب التفضيل ،غرفة من ماء الحقيقة تكفي لإطفاء جذوة الدجل مهما احمرت او حتى اسودت على نار الحقد الصهيوني ، وما مثل تلك الغرفة الا الوقوف على الباب الذي دخلت منه حماس لحكومة الوحدة ، فمنذ البدايات الاولى وبعد فوز حماس بالانتخابات شرعت ابوابها ومدت ذراعيها لتثبيت سياسة تليق بالحقوق الفلسطينية ومتطلبات القضية ومرحلتها الحساسة، وسياسة الإقصاء التي خبرت أثرها حماس بما عانته منها ،لم تكن سبيلها ،بل عملت على اقتلاعها من جذورها بكل ما أوتيت من قوة، فحماس استنفذت المهلة القانونية بالكامل قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية ،وأبقت الباب مشرعا لكل الفصائل الفلسطينية ، وعلى هذا فحكومة الوحدة منذ اليوم الأول مطلبا لحماس وولجت بابها تفضيلا وليس اضطرارا،ولن نلحق بالعيار لنطلع على الباب أو الدار ،فاتفاق مكة وضع بداية جديدة للتعاطي مع القضية الفلسطينية أصبح معها النجاح والفشل بما تحقق للمصلحة الوطنية وللشعب الفلسطيني ، وهدف حماس بالقضاء على الشرنقة الحزبية المقيتة عززته بهذا الاتفاق ،لا يستطيع المرء الإحاطة بالأهداف النبيلة التي سعت لها حماس منذ بداية فوزها ،ولا بد ان سرد هذه الحقيقة قد احاط ببقايا (ثمر) العيار وها هو يقلب كفيه على ما انفق .

اما المجادلة بالباطل لدحض الحق فقد تمثل بنكران قدرة حماس على سبر أغوار السياسة ،مع أنها وصلت لترسيخ أسس جديدة لمفهوم هذه السياسة ، وليس أدل على ذلك من كسب معركة الاعتراف بالكيان الصهيوني وعدم الخضوع لابتزاز قوى البغي والطغيان،فلم تخترق الحصون ،ولم ولن تسقط القلاع ، هذه السياسة التي رفعت فيها سقف المطالب الفلسطينية والتي انحدر سقفها إلى الهاوية قبل دخول حماس معترك السياسة إلى حد التسليم لأي ابتزاز مهما صغر حجمه ، ويكفي حماس أنها انتشلت القضية من طور التسليم إلى طور الممانعة على عدة مستويات ( مع صغر سن حماس السياسي !!) وانتشال الحقوق الفلسطينية من المقايضات السرخسية التي تفنن بها البعض ، ولم تعد كلأ مباحا لكل من استهوته شياطينه ،ولكل من بحث عن دفقة اكسجين يطيل بها عمره المنتهي شرعيا وأخلاقيا ، لكن من كان همه أن يبدل خدا بخد لتلقي الصفعات لن يطيق النظر إلى أعلى مما هو فيه من الدونية وسيبقى ينطلق في حكمه من رغبات نفسه المكنونة بالتمني بسقوط الكل في عار هزائمه النفسية .

الادعاء بفشل حماس العسكري على ما فيها من تناقض مع الواقع تستفز في المرء فضول للوصول لهذه العقلية ، فالأحداث ما زالت ماثلة للعيان ،ولسنا بحاجة لدعوة ما مضى من تاريخ ،ولا لعناء البحث بين أيامه ، وذاكرة الفلسطيني فيها من البريق والتألق من الكفاية التي فاضت بمسكها حتى نقلت شوارع وأزقة وحجارة قراها ومدنها لأطفالها ،وما كان الفلسطيني يوما رقما أصم يقاد كالقطيع حتى يمكن خداعه بكلمات ، وتبقى غزة شاهدة ،والاستخبارات الصهيونية تنادي أعوانها للبحث عن شاليط ، وستبقى القدرات القسامية تحقق توازن الرعب ، والنصر قريب بإذن الله

وسيبقى الأسلم إحالة هذه العقول لذوي الاختصاص لدراستها !!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....