إعلام موحد… لحكومة موحدة ؟!

رغم أن الإعلام الفلسطيني حقق إنجازات مهمة على ارض الواقع ، وعمل على إبراز القضية الفلسطينية على مستوى العالم ، وقام بتعرية وفضح ممارسات الاحتلال اللانسانية والإجرامية بحق شعبنا الصابر المرابط ، وحقق إنجازات مهمة على مستوى الرأي العام العالمي في التعاطف معه ، إلا أنه بقي يعاني بشكل كبير أمام قوة وقدرة الخطاب الإعلامي لدولة الاحتلال .
فدولة الاحتلال وبسبب اختلال موازين القوى التي تجعلها تمتلك القوة والأدوات الإعلامية المناسبة ؛ وتوظفها في حربها الإعلامية في الصراع ، وتنجح أحيانا كثيرة في التعتيم على جرائمها كما جرى في مجزرة مخيم جنين ، وعندها من الدعم الأمريكي والأوروبي ما يؤهلها للتفوق إعلاميا على الخطاب الرسمي الفلسطيني وحتى الخطاب العربي في مجموعه ، وهي قادرة على تجريد مشهد من سياقه العام لتظهر، إما بمظهر الحريصة على أمن مواطنيها أو بمظهر الضحية، وتقوم بقلب الحقائق كما في جريمة قتل الشهيد محمد الدرة ، حيث حولت الطفل محمد إلى طفل صهيوني عبر دبلجة الصورة.
والملاحظ أن القيادة الصهيونية تطبق المثل العربي الدارج من أن تكرار الكذبة يجعلها صادقة وحقيقية ، فإنهم وفي كل محفل ومناسبة وغير مناسبة ، يدعون أنهم واحة الديمقراطية ونشر الخير الوفير والعلم والمعرفة والمدنية، وأنهم شعب مظلوم ومكلوم عبر التاريخ ، ويطالبون الفلسطينيين بقبول شروط اللجنة الرباعية وبإطلاق سراح “غلعاد شاليت” ووقف المقاومة الفلسطينية ،حتى أصبح اسم شاليط اسما لامعا وطغى على اسم وقضية 11 ألف أسير فلسطيني خلف القضبان ، وبات حديث المواطنين الفلسطينيين عن شروط الرباعية حتى أنهم حفظوها عن ظهر قلب ، وكأن شروط الرباعية قرآن يتلى آناء الليل والنهار، ومنزل ولا يوجد مفر من تلاوته وتطبيقه.
أليس ما تقوم به قوات الاحتلال من تصفية النشيطين الفلسطينيين بدم بارد هو الإرهاب بعينه ، أليست القدس هي مدينة محتلة من قبل الاحتلال وعاصمة الدولة الفلسطينية ، أليس تشريد ستة ملايين فلسطيني في منافي الأرض هو الإجرام بعينه ، أليست عمليات الإذلال اليومي للمواطنين الفلسطينيين على الحواجز هي من أسوا أنواع الإرهاب ، أليس سكوت وتفرج أوروبا العقلانية والحضارية على مآسينا وعدم تحركها لوقف العدوان المتواصل يجعلها شريكة في ما تقوم به دولة الاحتلال .
مما سبق يتبين لنا أن دولة الاحتلال من الممكن هزيمتها إعلاميا بكل سهولة ، إن أحسنا الاستخدام الامثل للإعلام في فضح وتعرية ما تقوم به يوميا من جرائم وإرهاب ، وهذا يتطلب إعادة تصويب الوضع الإعلامي الفلسطيني من القمة وحتى القاعدة الإعلامية ، وتجنيب وسائل إعلامنا الحزبية الضيقة ، فلا يعقل أن تكون أهم وسيلة إعلام لدى السلطة تأتي في المرتبة الأخيرة من نسبة المشاهدين والمتابعين ، وانه قد آن الأوان لإعادة غربلة مؤسساتنا الإعلامية على أسس علمية صحيحة ، وإعادة تصويب الوضع الإعلامي الفلسطيني لما فيه خير الوطن .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...