سكان القدس الشرقية محرومون من بناء المساكن

يعاني سكان القدس الشرقية صعوبات بالغة للحصول من السلطات الاسرائيلية على رخص لبناء منازلهم ، واذا حصلوا عليها فان ما يسمى ببلدية القدس قد تبطلها او تجمدها بحجة انها زائفة.
وقال باسم كرشان 45″ عاما” وهو يجلس في محكمة بلدية القدس “تقدمت بطلب للحصول على رخصة قبل عامين ودفعت كل الرسوم المطلوبة ، لكنني فوجئت بداية هذا العام بوقف اعمال البناء ومنعي من السكن في البيت”.

واضاف كرشان “باشرت البناء في ايلول 2004 وكدت اسكن بيتي عندما حضر موظفو البلدية قبل 25 يوما ومنعوني من السكن”. واوضح وكيله المحامي مهند جبارة ان “عشرات من المواطنين في القدس الشرقية جمدت رخصهم بذريعة وجود موظفين فاسدين في البلدية”. وقال ان “الفلسطينيين يدفعون دائما الثمن في حال وجود موظفين فاسدين ، وبدلا من ان تواجه البلدية مشاكلها وتعالج الفساد والاهمال تحمل اصحاب الرخص الفلسطينيين الثمن”.

واضاف “يتحدثون الان عن تزوير الرخص ، فليجدوا المزور ويعاقبوه بدلا من تحميل اصحاب الرخص المسؤولية ثم تجميدها او ابطالها”. من جهتها ، قالت محامية بلدية الاحتلال في القدس عنات ايالون “لن اسمح لكرشان بالسكن في البيت لانه لم ينجز بعد، كما ان السكن فيه سيحرمني امكان طلب هدم البيت اذا اقتضى الامر”. ورد جبارة ان “الشرطة لم تستدع موكلي ولم توجه اليه اي تهمة” ، موضحا ان “الرخصة تمر بعشرات الموظفين قبل ان تصل الى طالبها ، واذا كان ثمة تزوير فكيف لم يلاحظه احد؟”.

وفي قاعة اخرى تابعة لمحكمة البلدية ، حكمت القاضية ياعيل ايطاف بتغريم جمال ومجدي ابو سنينه لبنائهما طابقا بدون ترخيص في حي راس العمود في القدس الشرقية.
وقال جمال ابو سنينه “حصلنا على ترخيص قبل ثمانية اعوام لبناء طابق ، واشار علينا المهندس ببناء طابق اخر على ان يتولى جلب الترخيص ، لكننا لم نحصل عليه وتلقينا اوامر بهدم الطابق ، فتقدمنا بطلب جديد للحصول على رخصة”.

واضاف “فرضت علينا غرامات بمئات الاف الشيكلات منذ ثمانية اعوام”. اما عماد سعيد دبش (34 عاما) الذي يعمل سائق سيارة اجرة فقال “تملك والدتي بيتا قديما في قريتنا صور باهر ، وفي العام 2002 شيدت فوق البيت بناء وسكنت في جزء منه لانه غير مكتمل”.

واضاف “اصدرت محكمة البلدية امرا بهدم البيت ، واعيش مع عائلتي من دون نوافذ لانه ممنوع علي القيام باي اضافات”. وتساءل دبش “الى اين نذهب واين يعيش اولادنا ، نتقدم برخص فلا يعطونا ونبني بيوتا فيهدمونها ، البلدية تغلق كل الطرق امامنا ، واذا انتقلنا الى الضفة الغربية يحرموننا الاقامة مجددا في القدس”.

وبحسب مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الانسان فان بلدية القدس هدمت 245 بيتا لفلسطينيين في القدس الشرقية ، اضافة الى تضرر نحو 730 بيتا بين عام 2004 ونهاية عام 2006. وتقوم وزارة الداخلية الاسرائيلية ايضا بهدم بيوت في القدس الشرقية ، ولكن لا معلومات عن عدد تلك البيوت.