الإثنين 12/مايو/2025

في حضرة الرائد

أسامة العربي
له من اسمه نصيب ،أمة في رجل ،رجال ما بدلوا تبديلا ،بصدره العاري إلا من يقين النصر ،وبإشراقة نفس تحطمت على صخرتها معاول اليأس المشرعة للنيل من إرادة هذه الأمة ، ومن صميم وجودها ، بهذه النفس الوضاءة ،أقبل ولم يدبر لحظة يذود عن الوجه الحضاري لهذه الأمة، وفي الوقت التي أذعنت فيه الأشباح المنكسرة على عروشها لرجس أبي جهل ،وأضحى زبد اللجام مطلبا ،ومقداره ميدانا تتنافس فيه المطايا ، هبت رياح الرائد ، فما هدأت خيله ، ولا حط عصاه بجوار هبل ،وبعدما بلغت القلوب الحناجر ، هدأت بلابل النفس على وقع صهيل خيله ، إرادة استقت عنفوانها من المنبع الذي شرب منه الياسين ،إرادة أضحت من بشائر النصر والتمكين ، ووجود أضحى رافعة لهذه الأمة العزيزة على الله .

القدس، ما زاغ بصر الرائد عنها ولا فؤاده ، وتشبثت الروح ببركتها المقدسة ، وبأرضها التي حظيت بسجدة رسولية ، وبفضاء صعد منه أنبل بني البشر ، هذه القدس في فكر الرائد ،جزء من التكوين الحضاري والثقافي والروحي لهذه الأمة ،وعندما تتأهب الجيوش لفرض الأمركة وليجعلوا من القدس حجر الزاوية في قرصنتهم ،ولتسيطر الصهيونية على مقاليد المنطقة ،وعندما تحدثك نفسك ،عن المقاومة الجبارة على عتبات الأقصى ،التي أعجزت تحالف قوى البغي والطغيان عن تحقيق هدفها ، فتذكر انك في حضرة الرائد ،وعندما تحدثك ،ولا بد أن تحدثك برد الهجمة البربرية من جحافل التتار الجدد عن قبلتك الأولى، في أي مجال ،فتذكر انك في صفوف جند الرائد .

الحياة ،بالروح الإنسانية التي بين جنبيه وصل ليله بنهاره للرقي بالبشرية إلى رحاب الحضارة الإنسانية الحقيقية، انه النور الذي يفصل بين الوهم والحقيقة ،وهم التحضر والرقي ووصول البشرية إلى المدنية التي حاصرت أبناء فلسطين على حرية اختيارهم ، وحقيقية الحضارة التي ترتقي بالعنصر البشري بأخلاقه وتطلعاته وآماله ،فعندما يصمت الرضيع الفلسطيني بعد فرط بكاء ويأس من استصراخ الضمير العالمي، وتسمع ضحكاته البريئة فتذكر انه في حضرة الرائد .

الإبادة ، مصطلح قام عليه الكيان الصهيوني منذ بداياته الأولى ،الإبادة الثقافية والجسمية والروحية ،فعندما يتلبد الفضاء الفلسطيني وتزداد كثافته بالحقد الصهيوني وعلى الأرض تنتشر الحواجز لتكملة مشاريع الإبادة الثقافية وتهويد القدس ،وتمنع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى ،ورغم كل هذه الإجراءات النازية ،يرنو قلبك للسجود مع جموع الساجدين في الأقصى وحرمه تذكر انك وهذه الجموع في حضرة الرائد ، وعندما ترى ورود الأقصى تزهر تذكر انك في حضرة الرائد

رائد الذود عن حمى الإسلام ، رائد إعمار الأقصى ، رائد الصامد بصدره العاري في وجه الطغيان الصهيوني ،رائد في تثبيت هوية القدس العربية الإسلامية ، رائد في إحياء الجذور الإسلامية في الأراضي المحروقة بنابالم النازية ،وعندما تسمع صرخة مدوية في الآفاق تهز كل ضمير حي تستنهض الهمم فتذكر أنك في حضرة الرائد ……..انه الرائد ،رائد صلاح.

* عضو في شبكة فلسطين للحوار

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات