القضية الفلسطينية.. بين فشل القمم.. وقمم الفشل ..!!

إسرائيليا فان عدم إلزام إسرائيل باتفاق سياسي يطلق يدها في الأراضي الفلسطينية لتقضم منها ما تشاء وتضم ما تشاء وتصادر ما تشاء حيث لا حسيب ولا رقيب.
أما أمريكيا فان إبقاء الملف الفلسطيني مفتوحا يمنح الإدارة الأمريكية عصا وجزرة، تلوح بهما في وجه الأنظمة العربية، أما العصا فلجهة التهديد بإطلاق يد إسرائيل الحديدية في وجه الفلسطينيين قمعا وإرهابا ما يمثل إزعاجا وحرجا لهذه الأنظمة أمام شعوبها، أما الجزرة فلإيهام هذه الأنظمة العربية بنية أمريكا حل القضية الفلسطينية لجهة ابتزاز هذه الأنظمة لتقديم مزيد من الدعم للمواقف الأمريكية من ملفات الصراع سواء في لبنان أو العراق أو ايران.
وأضاف هؤلاء المحللون أن أمريكا ستواصل في هذه الأثناء إثارة جلبة سياسية من آن لآخر ليس لجهة إيجاد حل للصراع وإنما لمجرد إشعار العرب والعالم بان هناك حراك سياسي وتحت ستار هذا الغبار السياسي الأمريكي تقوم إسرائيل بإكمال مشاريعها التصفوية للقضية الفلسطينية عبر فرض مزيد من الحقائق على الأرض سواء لجهة نية أولمرت الانتهاء من جدار الفصل العنصري قبل نهاية ولاية النازي بوش، حيث يقوم أولمرت بالإشراف بنفسه على إقامة ما تبقى من مقاطع هذا الجدار.
أو لجهة استكمال مخططات تقويض أساسات المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه بشكل تدريجي بعد أن نجحت إسرائيل في تدجين العقل العالمي وربما العربي لتقبل فكرة أحقية إسرائيل في القيام بأي حفريات ومهما بلغت درجة خطورتها وفي أي مكان من المسجد الأقصى دون أي رادع.
وفي هذا الإطار تقوم أمريكا عبر ابليسة سياستها الخارجية بإيهام الجميع بأنها مع خريطة الطريق فيما هي في الحقيقة تتنكر لها، وبأنها مع الديمقراطية فيما هي تحارب وتحاصر نتائجها، وبأنها ضد المستوطنات فيما هي تتعامل معها كحقيقة، وبأنها مع إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فيما هي تعمق هوته، وبأنها مع إقامة دولة فلسطينية فيما هي تصادر حدودها، وأنها مع حقوق الإنسان فيما هي تقتله وتمتهنه،وأنها مع حق الشعوب بالعيش بحرية فيما هي تبرر وتدعم الاحتلال.
وفي هذا السياق جاءت قمة رايس أولمرت عباس في القدس أمس ربما للتعويض على الفشل في العراق عبر محاولة إحراز نصر موهوم في ملف القضية الفلسطينية، إلا أن هذا لم ولن يتحقق نظرا للعقبات التي وضعتها رايس وأولمرت في وجه حكومة الوحدة رغم إجماع الجميع حكومة وفصائل بتفويض عباس بالتفاوض كما يشاء.
وإذا كانت ما يسمى بخريطة الطريق تفرض شروطا على كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الالتزام بها، فلماذا لا تطلب رايس ولإثبات جديتها بالطلب من أولمرت بالالتزام بما يخصه منه، أمريكا غير قادرة وربما غير راغبة في إلزام إسرائيل بخارطة الطريق التي وضع عليها الإرهابي شارون 14 تحفظا.
ولهذا العجز والفشل الأمريكي جاءت الرباعية الدولية، وإذا بها عوضا عن المساعدة على حل القضية وإنهاء الصراع استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية رغم إجحافها تتحول إلى أداة إضافية لتنفيذ الرغبات والاشتراطات الأمريكية والإسرائيلية.
المراقبون يضيفون أن أمريكا لن تتحرك جديا إلا إذا نجح العرب والفلسطينيون في تطبيق النظرية السياسية القائمة على القاعدة التالية” إذا أردت أن تحل مشكلة معقدة فافتعل مشكلة اكبر منها مرتبطة بها”، فإذا كانت أمريكا تتمنع عن حل القضية الفلسطينية لأنها بوضعها الحالي لا تشكل ضغطا أو خطرا استراتيجيا على مصالحها الحيوية في المنطقة فعلى العرب والفلسطينيين جعل بعض مفرزات القضية تشكل خطرا على مصالحها ربما يدفعها للخروج من حالة التلكؤ لجهة إيجاد حل عادل يرضي الشعب الفلسطيني.
ويستشهد المراقبون بتعامل أمريكا مع ملفات كوريا الشمالية وليبيا وإيران رغم تصنيفها ضمن محور الشر.
وعليه يقع علينا نحن الفلسطينيون بجميع أطيافنا أن لا نرهن قضيتنا ومستقبلنا ووحدتنا على نجاح أو فشل قممهم او قمم فشلهم سواء الثنائية أو الثلاثية أو حتى الخماسية،والتي لم تبدأ في مدريد بالمناسبة ولن تنتهي بلقاء الأمس في القدس، وأن لا نيأس مبكرا من تجهم المجتمع الدولي الفاقد للضمير والحس الأخلاقي السليم، وأن نعمل على التصالح مع شعوبنا العربية والإسلامية التي تبدي دعمها وتأييدها ومساندتها المالية والمادية والمعنوية، وان نضع خطة استراتيجية مدروسة لاستنهاض كل ما يمكن استنهاضه من الطاقات العربية، كما علينا ان نركز على استنهاض طاقت شعبنا الكامنة في الجاليات المنتشرة في انحاء العالم.
وعلينا ايضا أن نستعمل أقصي ما تسمح به إمكاناتنا السياسية والدينية في الاجتهاد والحكمة والمرونة دون تنازل عن حقوقنا العربية والإسلامية الثابتة لأن الأجيال القادمة لن تغفر لنا أي تهاون،كما علينا أن نرسخ كل مقومات الصمود والتحدي والحكمة التي ترغم دول العالم علي احترام إرادتنا، لأنها ببساطة ستكون إرادة الأمة جميعها. .
وعلينا أيضا البحث عن سبل سياسية تمكن العالم الحر النزيه من احترامنا والتضامن معنا، لأن الضمائر الحرة ما تزال تعيش هناك.
اتفاق مكة سيكون انتصارا كبيرا إن أردنا أن نجعله كذلك عبر امتلاك قلوب العرب وعقولهم فالأمة معنا إن أردناها كذلك، الأمة مستعدة لبذل ما نريد إذا عرفنا نحن ماذا نريد، الأمة قادرة على العطاء وبلا حدود إن عرفنا كيف ومتى وأين نخاطبها.
خلال الـ 13 عاماً من مسيرة وهم السلام الفلسطيني الإسرائيلي وقعت سبع اتفاقات، لم تحقق أي منها أو كلها مجتمعة دولة ولو على شبر واحد من فلسطين، وخلال ذات الفترة تلقت إسرائيل من أمريكا أكثر من 40 مليار دولار لم تضف مزيداً من الرفاهية لإسرائيل التي تعد احد أغنى 20 دولة في العالم، فيما لم يتلقى الفلسطينيون حتى مليار واحد منها.
وعليه لا يجب أن تشكل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية المتعاظمة على الرئيس عباس لفك شراكته مع حركة حماس كشرط للفوز بالدعم الأمريكي -حيث جمدت واشنطن منحة 87 مليون دولار التي كانت قد رصدتها لدعم الحرس الرئاسي الذي يخطط لإنشائه بحيث يصبح القوة الفلسطينية الضاربة بسيفه كرسالة واضحة له بهذا الخصوص-لا يجب أن تشكل هاجسا حقيقيا لجهة إمكانية أن يخضع الرئيس عباس لمثل هذه الضغوط، ويتراجع عن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بصورة غير مباشرة، بوضعه المزيد من العقبات حول تشكيلها حيث انه يستطيع ذلك بكل سهولة، إلا أنني وكأي فلسطيني لا أعتقد أن الرئيس عباس وكوطني مخلص يفــضل الشراكة مع أمريكا على الشراكة مع حركة حماس.
فالرئيس عباس وحركة فتح يجب أن يكونوا جزءاً من الحل وليس جزء من المشكلة، فمع إدراكنا بأن البرنامج السياسي لحكومة الوحدة لا يتلاءم مع الشروط الدولية إلا أنها تستجب للمطالب الداخلية الوطنية وأعادت اللحمة للمجتمع وعلينا أن نذهب في مشروع هذه الحكومة مهما كلف الأمر.
صحيح أن جولة رايس فشلت فهي بالأساس لم تأت لتحقيق أي نجاح فرايس تعتبر أن مجرد اللقاء هو نجاح ، فاللقاء لمجرد اللقاء هو الهدف، عدا عن التأكيد على جمود المسار الفلسطيني الإسرائيلي مع المحافظة على الهدوء لإعطاء فرصة لأمريكا لتمرير مشاريعها في العراق ولبنان وإيران، إلا أننا كفلسطينيين نجحنا في التعبير عن مواقفنا واسمعنا صوتنا للعالم وأوصلنا له رسالة واضحة بان عليه أن يحترم خياراتنا الوطنية وحكومتنا الوحدوية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

أهالي طلاب مدرسة بنات القدس يحتجون على إغلاقها من الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام احتج أهالي مدرسة بنات القدس، يوم الأحد، على إغلاق قوات الاحتلال مدرستهم التابعة لوكالة الغوث وتشغيل...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....