الديمقراطية والعنف في عرف رايس

هل السيدة (أو الآنسة، لا أعرف) المصون كوندوليزا رايس وزيرة خارجية إمبراطورية العصر الوحيدة سفيهة أم غبية أم كاذبة، أم كل ذلك معاً؟!
ردّدت “رايس” في مناسبات عديدة، آخرها عشية جولتها الحالية في المنطقة بأن على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية أن تعترف بشكل واضح وصريح بالشروط الثلاثة إياها. وأضافت أن الديمقراطية والعنف لا يجتمعان! وهنا نقول ما دخل عنب الشام ببلح اليمن؟ هنا “رايس” تخلط بصفاقة وسماجة بين ما لا يمكن الخلط فيه.
هل “رايس” بحاجة إلى أن نعلّمها أن الديمقراطية هي وسيلة وآلية لتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية في المجتمعات والكيانات السياسية، وهذا ببساطة ما قام به الشعب الفلسطيني من خلال انتخاباته التشريعية، فهو رغم وجوده تحت الاحتلال (ورغم جدلية العلاقة بين الديمقراطية والحرية، وأنه لا يمكن ممارسة الديمقراطية بدون حرية وتحت الاحتلال) إلا أن هذا الشعب قام من خلال تلك الانتخابات بممارسة ديمقراطية رفيعة ونزيهة، حتى عبّر عن ذلك أحد الكتّاب بأن الفلسطينيين حققوا استقلالهم الثاني (الممارسة الديمقراطية) قبل تحقيق استقلالهم الأول (الخلاص من الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة).
نحن نتساءل إن كانت “رايس” بحاجة لتذكيرها بتلك المعاني، رغم أننا ندرك أن بلدها أكبر رافع للواء ولراية الديمقراطية في العالم، لكننا نعلم جيداً أيضاً أن ذلك البلد الإمبراطوري لا يرفع تلك الراية بشرف وصدق، فالبوصلة التي معها ترفع أمريكا تلك الراية أو تخفضها هي مصالحها فقط، ولا أدل على ذلك من الرفض الشديد الذي أبدته أمريكا ولا زالت لنتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
لكن ماذا عن العنف الذي لا تجيز “رايس” الجمع بينه وبين الديمقراطية، إنه بالطبع المقاومة التي تكفلها كل الشرائع السماوية والأرضية، مقاومة شعب خاضع للاحتلال العسكري للمحتل الذي يفرض سطوته وجبروته على ذلك الشعب. هذه المقاومة بالنسبة “لرايس” عنفاً وإرهاباً، أما الدولة النووية المدججة بالسلاح حتى أسنانها التي تحتل الشعب المسكين فهي في نظرها ضحية ذلك العنف والإرهاب! ومن يؤيد –مجرد تأييد- فضلاً عن ممارسة تلك المقاومة، هو إرهابي، لا يجوز له خوض انتخابات ديمقراطية، وإذا خاضها وفاز فيها، تصبح انتخابات غير شرعية وغير مُعترف بنتائجها.
إذا كانت هذه مفاهيم “رايس”، وهي كذلك بالتأكيد، فحق لنا جميعاً كفلسطينيين أن نضع أيدينا على قلوبنا كلما فكرت “رايس” مجرد تفكير في القدوم لمنطقتنا وزيارتها، وأن نقول مع من قال: لا أهلاً ولا سهلاً بكوندوليزا رايس.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....