الأحد 11/مايو/2025

الأقصى.. مُولّد الانتفاضات

المهندس إبراهيم غوشة

عندما حرر البطل الناصر صلاح الدين مدينة القدس من الفرنجة عام 1187م حرص على إسكان قبائل عربية حولها لحمايتها في مستقبل الأيام ومنها المجاهدون المغاربة (من تونس والجزائر والمغرب) وبنى لهم حياً سمي فيما بعد بحارة المغاربة، وهي الحارة التي دمرها وأزالها من الوجود موسى ديان وزير الدفاع اليهودي المنتصر في عام 1967 والتي لم يبق منها سوى الطريق التي توصل إلى بوابة المغاربة في المسجد الأقصى وهي التي قرر اولمرت إزالتها منذ أسبوعين لأسباب متضاربة أقربها أن الحفريات تحت الأقصى وحوله قد وصلت إلى مراحل متقدمة في هدمه وبناء الهيكل الثالث المزعوم·

تحركت الجماهير المؤمنة في القدس والضفة والقطاع وفي بعض البلاد العربية والإسلامية ولكن التحرك الواضح كان من قبل فلسطينيي الـ 48·

أولئك الفلسطينيون الذين نسيهم الكثيرون ولم يعودوا يتذكرون إلا دولة على حدود الـ 67 يتغزلون بها صباح مساء وهي، عملياً، بعيدة عن التحقيق بسبب الوقائع على الأرض التي أحدثها اليهود في القدس الشرقية والمستوطنات وجدار الفصل وغيرها·

وقد برز من أبطال الـ 48 شباب وكهول وشيوخ عمروا الأقصى بحضورهم المتواصل وخاصة في ساعات الخطر وعلى رأسهم أسد الأقصى الشيخ رائد صلاح الذي توعده اولمرت مؤخراً بالاستهداف والاعتقال بعد مواجهات يوم الجمعة التي جرح واعتقل فيها العشرات من شباب فلسطين كل فلسطين دفاعاً عن الأقصى بالدماء والأرواح وظهر القمع وانتهاك حرمات المسجد على شاشات التلفاز للعالم اجمع وعلى أيدي هؤلاء المحتلين المتوحشين الذين يدعو للسلام معهم يومياً الكثير من حكام العرب والمسلمين·

انطلقت الانتفاضات والثورات دفاعاً عن الأقصى في وقت مبكر منذ وعد بلفور حيث أدى مجرد المسّ بحائط البراق عام 1929 إلى ثورة جامحة تصدى لها الانجليز مكمن الداء وأساس البلاء في انتداب فلسطين الذين قمعوا ثورات الشعب الفلسطيني ومكنوا اليهود بالهجرة من أوروبا وساعدوهم في بناء المستعمرات الصهيونية وفي تسليح أول جيش لليهود (الهاجانا) الذي قام بالمجازر وطرد 750 ألف لاجئ إلى خارج فلسطين عام 1948·

ولم يكد يمر عامان على احتلال اليهود لما تبقى من فلسطين عام 1967 حتى قام الأصولي الصهيوني روهان من استراليا بحرق المسجد الأقصى في 21/8/1969 بما فيه منبر نور الدين زنكي الذي أحضره معه صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس والأقصى·

ولم تتوقف الاعتداءات الصهيونية بعد ذلك فوقعت مجزرة الأقصى في 8/10/1990 حيث استشهد 18 مصلياً وجرح المئات، وفي أيلول 1996 افتتح نتنياهو النفق غربي الأقصى مما أدى إلى انتفاضة النفق سقط فيها سبعون شهيداً بالإضافة لمئات الجرحى·

وعندما قرر شارون الدخول للمسجد الأقصى بالتواطؤ مع رئيس الحكومة باراك في 28/9/2000 هب الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمون الشرفاء في أعظم انتفاضة دفاعاً عن حرمة المسجد وقدم فيها أكثر من أربعة آلاف شهيد، وذلك بعد أن أثخن في العدو الصهيوني ووصلت فيه نسبة الخسائر 1 : 4 وهي أعلى نسبة منذ بداية الصراع العربي الصهيوني منذ مائة عام تقريباً·
 
*عضو المكتب السياسي لحركة حماس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....