الأربعاء 07/مايو/2025

لاءات أولمرت ورؤية بن غوريون للحدود

لاءات أولمرت ورؤية بن غوريون للحدود
مفيد ان نستحضر في هذه الايام على خلفية القمة الثلاثية بين اولمرت – عباس – رايس ، والشروط الامريكية – الاسرائيلية – الرباعية على الفلسطينيين ، تلك النظريات والمنطلقات والمرتكزات الاستراتيجية الصهيونية المتعلقة بفلسطين والحدود والدولة الفلسطينية وحقيقة الاهداف والاطماع الصهيونية …نستحضرها للتذكير والتحذير من كارثية التورط في متاهات المفاوضات والسلام المزعوم …، اذ لا يتوقف الجدل الاسرائيلي – الاسرائيلي من جهة اولى ، والجدل الاسرائيلي – الفلسطيني ـ العربي من جهة ثانية ، والجدل الاسرائيلي – الامريكي ـ الغربي من جهة ثالثة حول التسوية السلمية وحدود اسرائيل” وحدود الدولة الفلسطينية الموعودة.

ولعل احدث ما جد في هذا السياق هي تلك اللاءات التي اطلقها رئيس وزرائهم اولمرت قبيل القمة الثلاثية بايام امام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست حيث اعلن : “أن القمة لن تبحث القضايا الأساسية في مفاوضات الحل الدائم وهي اللاجئون والقدس والانسحاب إلى حدود “1967.

والملاحظ انهم في “اسرائيل” يرسمون حدودهم وحدود دولة فلسطين ايضا وفق وثائقهم وخرائطهم وادبياتهم ، فماذا تقول تلك الوثائق والخرائط والادبيات؟، ويجمعون في الحركة والاحزاب الصهيونية الى حد كبير على فكرة “الإمبراطورية الإسرائيلية التي تعيد أمجاد”دولة داوود وسليمان”في رقعة تمتد من “الفرات إلى النيل” ، بينما تنادي بعض الاحزاب الاصلاحية ب”الحدود التاريخية لفلسطين لتشمل “شرقي الأردن” باعتباره “الضفة الأخرى” لنهر الأردن”.

ونعود هنا الى دافيد بن غوريون مؤسس الدولة الصهيونية واول رئيس للوزراء فيها الذي كثف رؤيته لحدود “مملكة اسرائيل” في المقدمة التي وضعها للكتاب السنوي لحكومة إسرائيل 1952 ـ 10 ، فكتب يقول:”تتألف كل دولة من الأرض والشعب ، وإسرائيل لا تشذ عن هذه القاعدة ، غير أنها دولة لم تأت مطابقة لأرضها أو شعبها.. وأضيف الآن أنها قامت فوق جزء من أرض إسرائيل فقط ، فالبعض يتردد بصدد استرجاع حدودنا التاريخية التي جرى رسمها وتعيينها منذ بداية الزمان ، وحتى هؤلاء لا يسعهم إنكار الشذوذ الذي تمثله الخطوط الجديدة”.

واوضح في الكتاب السنوي لحكومة إسرائيل لعام 1957 قائلاً: “لو أن دولة إسرائيل قامت كلياً ، وفرغت من تحقيق رسالتها التاريخية ، لما كان هناك معنى للنقاش ، عمن بنى الدولة وأقامها ، لكننا لا نزال في بداية الطريق ، وأمامنا طريق طويلة وشاقة.. لذا يتوجب علينا الإلحاح الشديد على الحقيقة الأولية ، بأن المهاجرين وحدهم قد بنوا أرض إسرائيل وسوف يبنونها في المستقبل” . ووثق ايضا رؤيته في 9 ـ 3 ـ 1964 قائلا:”أن الخريطة التي رسمتها الصهيونية لمملكتها الموعودة ما زالت أوسع بكثير من المساحات التي تم احتلالها والاستيلاء عليها بقوة السلاح ، إن حدود الدولة اليهودية كانت أبعد وأوسع مما هي عليه لو كان الجنرال موشي ديان رئيساً للأركان العامة أثناء حرب سنة 1948 ضد العرب في فلسطين “.

كما أعلن بن غوريون يوم الجمعة 14 أيار 1948 في مدينة تل أبيب أمام أعضاء المجلس الوطني اليهودي الذين يمثلون اليهود في فلسطين والصهيونية العالمية “ان قيام دولة إسرائيل يخدم”الفكرة الصهيونية”، وأكد في”إعلان قيام دولة إسرائيل” :”ان”دولة إسرائيل”شيء ، و”أرض إسرائيل”شيء اخر .. ، حيث تضم”ارض إسرائيل “كلاً من” الدولة العربية والدولة اليهودية”.

وقد ربط قادة “اسرائيل”ما بين رؤية بن غوريون لعام 1937 للدولة اليهودية ذات الأبعاد التوراتية وبين مشروع الشرق الاوسط الكبير ويربط قادة “اسرائيل”اليوم ما بين رؤيته وما بين السياسة الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط الجديد.

كان بن غوريون قد لخص رؤيته لحدود “دولة إسرائيل” في خمس مناطق – وفقا لدراسة لسمير خلف – كما يلي:

– المنطقة الأولى: جنوب لبنان حتى نهر الليطاني والذي يطلق عليه اسم (الجزء الشمالي الغربي من إسرائيل).

– تمتد حدود بن غوريون في عنصرها الأول من جنوب سوريا والضفة الشرقية للأردن وفلسطين وسيناء والتي سماها “منطقة الانتداب البريطاني “وهي منطقة خطت إسرائيل فيها خطوات جادة من أجل ضمها إلى مفهوم إسرائيل العظمى.

– الحد الشمالي من حمص وحماة أي حدود أرض كنعان في الشمال ومنهم من يذهب إلى حدود تركيا وهذا يوضح لماذا تعطي إسرائيل في تخطيطها المرحلي لإقامة إسرائيل العظمى أولويات التنفيذ على الحدود السورية – اللبنانية.

– صرح بن غوريون عام 1956 أمام الكنيست “أن سيناء تشكل جزءا من مملكة داوود وسليمان” وهذا يبين مدى اهتمام إسرائيل بالعدوان المتكرر على سيناء عام 56 و 67 وما وصلت إليه من خلال معاهدات كامب ديفيد.

– أما حدود الوعد فهي من نهر الفرات العظيم إلى وادي مصر . فهل يا ترى تخلى اقطاب المؤسسة الصهيونية (من بن غوريون الى اولمرت) او يعتزمون التخلي عن هذه الرؤية البن غوريونية لحدود دولة “اسرائيل”؟،

ونحن بالتالي اذ نستحضرعناوين هذه الرؤية في هذه الايام انما لنذكر من يتناسى حقيقة المشروع الصهيوني واهدافه الاستراتيجية ….ولنربط ما بين لاءات اولمرت ورؤية بن غوريون التي ما تزال تفعل فعلها في الفكر والاستراتيجيات الاسرائيلية الراهنة.

 
* صحيفة الدستور الأردنية20 شباط 2007 م

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...