عُدنــا والعودُ هنية !

قد يحزن البعض منَّا أننا فارقنا هذا الخيار الذي ما رضيه العالم لنا ..!
لكن العالم بعربه وغربه يحاصر فلسطين قبل الحكومة و لم يسمع صوت الفلسطيني وهو يستصرخ أيام الإجتياحات الصهيونية فكيف به يسمعها الآن ونحن نطالب ببعض الوقت كي ننظم أوراقنا الداخلية ونستعيد قوانا ونخرج كل خبيث من بيننا _ أو نكشفهم ” لمن يجهل ” على أقل تقدير ! _ كيف سيسمع صوتنا ونحن نطالب بالأطهار ليمثلونا ويعكسوا صورة ابن فلسطين أمام العالم وكيف سيُسمح لنا أن نقف على أرجلنا ونقول بأعلى صوتنا لا لإسرائيل على أرض الآباء والأجداد !
في الكتب العربية سنجد أن كل حكومة تدَّعي زورا وبهتانا أمرين رئيسيين ؛ أولهما أنها من آل البيت و من سلالة المصطفى والثانية أنها ديمقراطية وخيار الشعب ! وهذا الزور والبهتان يلقى ترحيباً أمريكيً و رضا إسرائيلياً و تأييداً من الأبواق الناعقة والأقلام المريضة والمنافقة والعقول الساذجة !
أما في حالة الحكومة الربانية والوحيدة التي تنهج وتتبع سيرة المصطفى في كل تفاصيلها و الوحيدة كذلك التي أتت بإرادة شعبية وعبَّرت عن رغبة شعب عربي بطريقة راقية فإننا قوبلنا بصد أمريكي ومحاربة إسرائيلية و مشاركة عربية !
معارضة الدول الظالمة من أمريكا وإسرائيل هو فخر لحكومتنا وما يريده الصهاينة يسعدنا ويُلزم علينا ديننا أن نكون عكسه وان لا نلتقي معه ..! لكن فقط على الجميع أن يُدرك أنهم لم يحترموا قرار الشعب الفلسطيني الأول في انتخاباته التشريعية .. وهذه نقطة سيسجلها التاريخ ولن يتغاضى عنها ولن يخجل في كشف كل من ساعد في حصار هذا الخيار وشارك في محاربة شعب فلسطين وحكومته وخاصة من المتغنيين بالديمقراطية وحقوق الشعوب !
كان العام الماضي بأيامه القاسية و اجتياحاته المريرة و حصاره الظالم و إضراباته المُسيّسة وأحداثه الفريدة المخالفة لكل قانون و تشريع صفحة تُطوى في كتاب التاريخ لحكومة حماس المنتخبة .. هذا الكتاب الذي سيضم في صفحاته وعناوينه الرئيسية صمود أول حكومة ” فلسطينية ” في وجه الضغوط الخارجية و رفضها الاعتراف بإسرائيل دولة على أرضنا الفلسطينية رغم الإغراءات التي حاول البعض من بعيد أن يلوِّح بها قبل أن يُغلِق باب الإغراء الذي أيقن انه لا يتناسب مع رجال حماس الذين لا يُلهيهم مالٌ أو منصب عن عبادة الله و تأدية أوامره و حفظ الأمانة التي حملَّهم إياها بعدم التنازل عن حقوق هذا الشعب و تكميل المشوار للنصر أو للشهادة ..
سنفتح سويا صفحات السنة الماضية ونقرأ القليل من عناوينها وسنبدأ بما قبل تشكيل الحكومة ..تلك اللحظات التي بدأت بانتقال مفاجئ لكل صلاحيات الحكومة لتصب في خانة الرئيس مثل الصلاحيات المالية والمتمثلة بتحويل الأموال إلى صندوق الرئيس وربطه بصندوق الاستثمار الفلسطيني ليزيد ذلك من حجم المعاناة التي يعيشها الشعب وحكومته المحاصرين !
ولا ننسى سرقة وسائل الإعلام التابعة للحكومة لتصبح ” بقدرة قادر” ضد الحكومة الديمقراطية تدعو للانقلاب عليها صباح مساء سرا وعلانية !
وبالتأكيد ونحن نتصفح في هذه العناوين سيلفت انتباهنا تعيين الرئيس لرشيد أبو شباك التلميذ الدحلاني كمدير عام لأجهزة الأمن الداخلي و تحويل أجهزة الأمن الوطني والمخابرات لتصبح تابعة لعباس الذي كان بالأمس يطالب عرفات قائلا ” الأمن يجب أن يكون موحد لثلاث أجهزة تتبع لوزير الداخلية ” و مما قال أيضا ” ما لم يكن الأمن كله بأمر وزير الداخلية أو بإمرتي _ رئيس الوزراء في حيينها _ كيف بدي أمسك النظام والأمن في البلد !! ؟
أصبحنا على سلب للصلاحيات التي من حق أي حكومة أن تتمتع بها من إعلام وأجهزة الأمن ومنافذ للمال الذي سيساعد على صمودها وخاصة في حالة الشعب المحاصر !
وأمسينا على حكومة فقط لنطالبها بالرواتب و بالقضاء على الفلتان الأمني الذي زُرع بأيدي الأوسلويين وتكفيه حياتهم لينتعش ويظلُّ قائما !!
رد الحكومة المنتخبة لم يكن سوى ” لن تسقط القلاع ولن تُخترق الحصون ولن ينتزعوا منِّا المواقف ولن يسلبوا منِّا الأوراق ..”
بدأت الحكومة الفلسطينية تخطُّ طريقها وهي تحتضن المقاومة والمجاهدين وتضمهم بعد أن أهان البعض تضحياتهم و سرق البعض الآخر نضالهم احتضنتهم هذه الحكومة وسارت بهم رغم التهديد والوعيد والحصار الشديد الذي عانت والظلم الذي طالها قبل أن يطال الشعب والذي أردى بثلة من الوزراء والنواب و الرئيس الدويك في السجون الإسرائيلية لصمودهم على مبدأ رجال حماس ” إسرائيل على الأرض الفلسطينية عدو لا نعترف بشرعية إلا لقتاله و محاربته ” ..
لم تكتف هذه الحكومة بالصمود بل بادرت في الصدَّ وكانت أول حكومة فلسطينية تعلن ضرورة مشاركة أجهزة الأمن للدفاع عن غزة أثناء الاجتياحات الصهيونية التي كان القطاع دائم التعرض لها في أمطار الصيف وكانت حكومة الأحرار هي أول من أوفت بوعدها و تحمّلت مع الشعب وساعدت في تخفيف الأزمة عليه قدر استطاعتها ..
جمعت نسبة كبيرة من الرواتب وسدَّدت بعضها الآخر كاملا و في ذلك إنجاز عظيم لا تستطيعه أي حكومة مرَّت في الظروف التي عاشتها حكومة حماس المنتخبة..
واستطاعت هذه الحكومة أن تكسر الحصار بالإصرار وتعيد العلاقات الطيبة مع شعوب العالم العربي والإسلامي … وكنَّا نلاحظ ذلك جليا و واضحا في زيارات الزهار وزير الخارجية المُنتخب للدول العربية في السودان و سوريا إلى اندونيسيا والدول التي زارها أول وزير خارجية منتخب لفلسطين وأول ممثل شرعي باختيار شعبي ..
كما سنقرأ صفحات طويلة مشرقة ومضيئة كتبها المجاهد سعيد صيام وزير الداخلية _ حفظه الله _ والذي أنشأ القوة التنفيذية لتُكوِّن مفهوم جديد للأمن الفلسطيني وتسعى بكل جهد وعزيمة لتنشر الأمن في المجتمع الفلسطيني ولتحارب لا المجاهدين والمقاومين و أبناء الفصائل الإسلامية كأجهزة الأمن بل جاءت لتشارك المجاهدين في الدفاع عن أرض غزة وشعبها في وجه أي توغُّل إسرائيلي وسقط منها ثلة مباركة من الشهداء الذين ندعو الله أن يتقبلهم في جناته ” مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ” ..
حققت القوة التنفيذية في أشهر قليلة جدا لأهلنا في غزة ما لم تحققه أجهزة الأمن على مدار سنوات ” تفرُّدها و تمرُّدها على الشعب ” !
الجاهل للداخل الفلسطيني يعلم علم اليقين أن أجهزة الأمن تشارك في الفلتان الأمني بعد أن تحوّلت هذه الأجهزة لثكنات عسكرية تشُّن هجمات مضادة على بعضها البعض إن لم تجد من تعتدي عليه !!
القوة التنفيذية والتي أقرها أبو مازن في أول الأمر و قبل ذلك وبعده يؤيدها الشعب الحُر و القانون الفلسطيني _ للمتشدقين بالقوانين ! _ استطاعت أن تعطي صورة نظيفة لأجهزة الأمن التي تكون في خدمة الشعوب لا ضدها !
لم تكترث للسب والشتم والتخوين و الاتهامات والتحريض ضدها و استهداف رموزها .. كان هدفها الذي أرشدها إليه الوزير والمجاهد سعيد صيام أكبر من كل تلك الأصوات وكان أسمى من الانشغال بها .. والطريق الذي خطُّه أبو العطايا جمال أبو سمهدانة هو طريقها ؛ ” أن تصنع الخير وتنتظر الشهادة ” على يد إسرائيل أو الدحلانيين لا يُهمها المهم أنها شهادة !
وستشدُّنا ونحن نتصفح كتاب السنة الماضية صور العلامة الشيخ القرضاوي _ حفظه الله _ وهو يؤيد قادة حماس وخيار الشعب الفلسطيني في مؤتمر العلماء المسلمين و في زيارات ممثلي حماس والحكومة لقطر .. تلك المشاعر التي تؤكد أن هذه الحكومة الربانية حامية المشروع الإسلامي تلقى تأييدا من الكِبار والعلماء أصحاب الكلمة والممثلين لأهل السنة في العالم الإسلامي على امتداده .. هذه سطور تُضيف عزة للنفس وفخرا لمن يقرأ عن هذه الحكومة .
هناك أيضا بعض الصفحات المؤلمة سقط فيها أبطال من أبنائنا على أيدي مُحتلي الجنسية الفلسطينية !
كانوا ثمنا لصمود الحكومة وثمنا لجهادها و دفاعها عن الثوابت بالأفعال لا بالأقوال .. منهم المجاهد القسامي صهر الدكتور الزهار ومنهم مرافق الشيخ هنية وكُنَّا سنحصي فيهم هنية لولا رحمة الله ورأفته بشعب فلسطين فأبقى الشيخ لنا جبلا يتحمل عنَّا ويدافع عن حقوقنا لا يلين ولا يستكين .
ولن ننتهي بأبطال التنفيذية والشهداء القساميين الذي كان آخرهم الشهيد أبو كرش دون أن نمُّر على الأطفال يحيى أبو بكرة و أبناء بعلوشة و لن ننسى أطفال المنسي الذين يتَّمتهم اليد الآثمة !
وسياسة ” التركيع والتجهيل ” سنقرأها في مقالات إبراهيم الحمامي المرفقة مع الكتاب والتي سنجد فيها تدوين للجرائم التي لم يكن إضراب الجياع أولها ولم يكن الهجوم التتري على الجامعة الإسلامية آخرها !
أحداث مؤلمة كانت نتيجة صمود حكومة وتعزيز خيار شعب وإعادة الحقوق لتصب في مجاريها بعد أن مُنعت من أن تجري بيننا وأصبحت حقوقنا رهنا للمطالب والمصالح الإسرائيلية فيوما تصبح أوسلو ويوما تصبح جينيف ويوما خارطة الطريق وهكذا !
بعد كل الصفحات المنيرة و الصفحات المؤلمة والأسطر المخزية _ حين تصدر من محسوبين على فلسطين _ وجدنا خلاصة الكتاب تقول أننا نتجه من فلسطين إلى مكة لِنُطهِّر القلوب هناك و نبعد كل المصالح ونتفرغ لحل القضايا بحلول توقف نزف الدم الفلسطيني الذي لا يُسال إلا غدرا على يد أبناء ” خمسة بلدي ” !
توجهت حماس إلى أول ما دعت له حين استلمت الحكومة توجهت لتُعبِّر عن رغبتها في إنشاء حكومة وحدة وطنية على أسس فلسطينية تحفظ الحق الفلسطيني وتصونه .
وكان هناك اللقاء وتوجّت به الحكومة أيام صبرها وصمودها و حققت فيه ما كانت تدعو إليه من تحقيق شراكة فلسطينية على أساس وثيقة الأسرى المُتفق عليها والموقعة من كل الفصائل ..
جميعنا يعلم انه ( لا خير في كثير من نجواهم ) لكننا أيضا سندرك أن حماس ستؤتى أجرا عظيما حين نُكمل قوله تعالى ( إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) ..
بعد أن تم توقيع اتفاق مكة بين حماس وفتح وبحضرة السعوديين والذي يُعبر للمرة الثانية عن رغبة الشعب الفلسطيني وعن ما تصبو إليه حماس منذ البداية وما تسعى لتحقيقه . كان ذلك إيذانا بانتهاء أول جزء من أجزاء كتاب ” طريق حماس إلى الرئاسة” !
وكان هذا إعلانا بانتهاء عُمر الحكومة الفلسطينية الحالية و بدء العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كافة الفصائل الراغبة في المشاركة السياسية ..
” نحن شعب تحت الاحتلال فما معنى الحكومات بيننا إسرائيل هي المستفيدة وبلاش ” نضحك على بعض ” !
قد يقول البعض ذلك وقد تبدو كلماته للوهلة الأولى صحيحة لكن بعد لحظات من التفكير سنكتشف أن نهاية إسرائيل هي بداية دخول حماس للحكومة..
بالأمس كل الدول في العالم كانت تُقر بحق إسرائيل في الأرض الفلسطينية وأول تلك الدول والحكومات ” هي الحكومات الفلسطينية السابقة ” .. أما اليوم أصبحنا أمام حكومة ترفض مبدأ ” التفكير ” في الاعتراف بإسرائيل و أعادت هذه الحكومة للشعوب العربية الأمل في الخلاص من الورم الإسرائيلي المستشري في الوطن العربي وعلى ارض فلسطين ..
بثّت في القلوب الأمل وأعادت العزائم للنفوس و نهضت بإرادة المسلمين لتقف هي وحدها وتتحمل ضريبة تلك الإرادة الحرة التي لا تُكسر ولا تُعصر أمام الضغوط الخارجية والداخلية مهما بلغت شدتها ..
الطريق نحو المسجد الأقصى والقدس هو طريقنا الذي بدأت حكومة حماس المنتخبة الاعتراف بشرعيته أمام العالم وأكملت الدور حكومة هنية حيث وضّح الشيخ أبو العبد اليوم في خطبة الجمعة في مسجد فلسطين في غزة أن هذ
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...