كم مرة يجب على حماس أن تعترف بإسرائيل ؟

إلا أن حماس لم تحصل على النتيجة التي تؤهلها فقط إلى قيادة معارضة قوية- كما توقع البعض- في البرلمان الفلسطيني، ليصل الأمر إلى حصدها لأغلبيةٍ كبيرةٍ فاقت معظم التوقعات مما ألزمها تشكيل حكومة فلسطينية بعد شهرين تقريبا من موعد الانتخابات ، لتخرج مرة أخرى موجة جديدة من الاتهامات لها لقرارها بالقبول بتشكيل حكومة في ظل “سلطة اوسلو” مما يعني بدوره اعترافها بإسرائيل لأن أوسلو – الحية في عقول البعض – هي نتاج اتفاقاتٍ، إسرائيل طرف رئيسي فيها وبذلك فإن حماس تكون قد اعترفت بإسرائيل بما لا يدع مجالا للشك ، بحسب تفسيرات البعض ، و للمرة الثانية بالطبع .
في خضم كل هذه التحليلات والتفسيرات كانت إسرائيل في كل مرة تؤكد على أن خطراً يتعاظم بدخول حماس للسلطة، بينما هؤلاء كانوا يؤكدون بأن إسرائيل أخطأت التقدير، فحماس قد اعترفت بها دفعة واحدة بدخولها السلطة من دون أدنى شك ومن دون مقدمات أصلاً ، ومرت الأيام وتعاظمت الاعتداءات على حماس وادلهمت الخطوب ، وزج أكثر من نصف نوابها في سجون الاحتلال واعتقل رئيس المجلس التشريعي ، وأصرت إسرائيل على ضرورة أن تعترف حماس بها وحماس تقول صراحة وعلنا ومن دون مواربة : ” لن نعترف بإسرائيل” .
استمرت حماس بالعمل الجاد على الوصول إلى حكومة وحدة وطنية لا تعترف بإسرائيل ، وحوربت من اجل ذلك ، فكلنا يذكر زيارة محمود عباس للأمم المتحدة والتي وعد فيها بأن أي حكومة قادمة ستعترف بإسرائيل ، لترفض حماس ذلك وتدخل في عراك كبير مع من ظنوا أنهم سيجهزون على هذا الصوت بالقتل والتدمير، لكن بعد الفشل الذريع في إسقاط حكومة حماس ، التقطت فتح فرصة مكة ، ولينت مواقفها ، وقبلت بما لن تقبله أمريكا وإسرائيل بالرغم من وعودات عباس لهما بحكومة ستقدم الاعتراف العلني بإسرائيل ..
فشلت كل التوقعات لتلك الأصوات الداخلية والمتمثلة في تأكيدها على إن حماس اعترفت بإسرائيل بمجرد مشاركتها في برلمان سلطة أوسلو وفي حكومة سلطة اوسلو للمرة الثانية ، وأصبحت تحليلات أصحابها عرضة للتندر والسخرية في الشارع الفلسطيني ، لتخرج هذه الأصوات من جديد مدعية بأن حماس قد اعترفت بإسرائيل بعد توقيعها على اتفاق مكة – الذي لم تذكر فيه إسرائيل أصلا – ، زاعمة بأن توقعاتها وتحليلاتها التي كانت قبل عام قد جاءت في محلها وأصابت كبد الحقيقة ، بينما إسرائيل نفسها لم تقر بأن حماس قد اعترفت بها ، على عكس ما حصل مع الاعتراف الشهير المتبادل بين ياسر عرفات ورابين .
بالطبع هذه هي ثالث مرة تعترف فيها حماس بإسرائيل –بحسب ادعائهم – وكما جاء في المثل : ” الثالثة تالفة ” ، ولكي يضع لنا متهمو حماس النقاط على الحروف، ولكي لا يخرجوا علينا بنفس الضجة في كل مرة يكون فيها حراك سياسي يشكل عليهم فهمه ، ولكي تحسم المسألة تماما ، وحتى لا يحسب كل حراك سياسي على انه اعتراف بإسرائيل ، فإن إجابة على هذا السؤال تكفينا ،
كم مرة يجب على حماس أن تعترف بإسرائيل ؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...