الثلاثاء 13/مايو/2025

لقاء مكة المكرمة.. والخطوة الأولى لاستعادة زمام المبادرة

أبو طارق محمد

من الوجهة النظرية فإن نتائج ما تم الاتفاق علية بين الأشقاء الفلسطينيين في مكة المكرمة سوف تأتي تباعا في المراحل القادمة شريطة أن يُلتزم بما أُتفق علية وأن يؤدي الاتفاق إلي رص الصف الوطني الفلسطيني مما يحصنه ضد موجات الرفض الخارجية القادمة من بعض الأطراف الدولية  ويجعلها تتحطم أمامه.  وأخشى ما أخشاه أن تبدأ التأويلات للاتفاق طبقا للمصالح الخارجية ويسارع طرف من طرفي الاتفاق إلي محاولة إرضاء الخارج بمزيد من الضغط علي الطرف الأخر وعندها سيفقد الاتفاق قيمته ويعود الجميع إلي الدوامة السابقة. ادعي أن نجاة الجميع تكمن في التوحد ضد الضغوط الخارجية الممارسة بالفعل واليقين أن هذا هو أفضل وقت لمواجهة هذه الضغوط  كيد واحدة وأن الجميع في بوتقة واحدة وأن النجاة هي نجاة للجميع وأن والعياذ بالله الغرق هو غرق للجميع وذلك من خلال غرق المشروع الوطني ذاته.

فيما قبل الاتفاق ولزمن طويل هيأت إسرائيل المسرح السياسي الفلسطيني على أنه فريقان متضادان أحدهما شرعي من وجهة نظرها وهو الطرف المفاوض  المستسلم للشروط  والإملاءات  والآخر ( غير الشرعي ) من وجهة نظرها أيضا وهو الطرف المقاوم الرافض للتنازلات والمؤمن بأنه يمكن فرض الإرادة الفلسطينية واستعادة الحقوق بالمقاومة ويعرف جيدا أن الثمن غالٍ وأن الطريق شاق وطويل. وفي سبيل ذلك عمدت إسرائيل إلى العديد من الحيل والخدع منها علي سبيل المثال وهم الدولة والسلطة وتفكيك بعض المستوطنات في قطاع غزة و.. .  وأسست خطتها على أن الطرف المفاوض هو طرف صديق والطرف الآخر عدو وأوهمت الجميع بذلك وبالطبع على الصديق أن يحمي ويدافع عن صديقه من كلا الطرفين فهي تدافع عن أصدقائها وهم يدافعون عنها.  وهذا الخلل دفع الساحة الفلسطينية في كثير من الأحيان إلى الفوضى وضبابية العلاقات الداخلية الفلسطينية.

يأتي هذا الاتفاق ليحل أحد جوانب هذه المعضلة فيقول صراحة لإسرائيل نحن جميعا أبناء وطن واحد جميعا شرعيون كلانا يد لجسد واحد ربما تحمل يد غصن زيتون ولكن اليد الأخرى قابضة على الزناد. عليك يا إسرائيل أن تعترفي بحقوقنا وتسلميها لنا. من المؤكد أنها ستأبى ذلك. وهنا يبدأ الاختبار هل سنبق يدين لجسد واحد أم تنفصل اليدان وتذهبا في طريقين ربما يتضادان في القريب فنحقق بذلك لإسرائيل ما تريد. يلزم أن نؤمن بأنه لا حل لنا ولا اختيار سوى أن نبقى يدين لجسد واحد، من المؤكد أننا سنختلف ولكننا لن نتضاد علاوة على أن نتحارب. ربما أحدنا أنظف من الآخر ولكن ما قيمتها إن بقيت وحدها دون اليد الأخرى. 

بالوحدة بين الفلسطينيين سوف تعود إليهم زمام المبادرة بحيث يستطيعون أن يصلبوا موقفهم ويواجهوا العالم بالحد المتفق عليه ومن المؤكد أن إسرائيل لن تعطيهم شيئا فيضع ذلك الجميع أمام الحقيقة التي يراوغ الاحتلال حولها ويحاول أن يسوقها وما هي إلا أوهام. فيتأكد للجميع أن المقاومة هي الحل الوحيد وأن إسرائيل لن تعيد عقال بعير إلا مرغمة تحت ضربات المقاومة. وهذه هي الحقيقة التي سوف يدركها الجميع لاحقا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات