الإثنين 12/مايو/2025

بعد حريق الجامعة الإسلامية.. لنبنِ مكتبة قسم الإعلام بأنفسنا

د. حسن محمد أبو حشيش
كتبتُ مقالتي الأسبوع الماضي حول جريمة إحراق الجامعة الإسلامية ولم أكن قد وصلتُ لها ميدانيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية حولها ولكن حين زرتُها وتجولتُ بين مبانيها وبانت معالم الجريمة النكدة والنكراء والسوداء زادت الحسرة وزاد الألم والقهر واشتد انهمار الدموع من المُقل. وتعاظمت أمام ذلك مسئوليتي تجاهها كوني عايشتها عشرين عاما بين الدراسة والتدريس فيها وقررتُ أن أُنظِر لفكرة أن يبقى الحديث عن الجامعة مستمرا كونها تعرضت لجريمة فاقت كل التصور ومس الاعتداء عليها كافة المشاعر الخيرة في نفوس الأمة جمعاء وليس نفوس أبناء فلسطين وحدهم. من هنا قررتُ من لحظة الزيارة الميدانية أن أكتب عن الجامعة هذا الأسبوع رغم أن لقاء مكة والأجواء السياسية المعاشة تستحق الكتابة عنها .

 

ورغم أن كل شبر في الجامعة له مكانة غالية في نفسي ووجداني إلا أن قسم الصحافة له الأفضلية ولم لا وهو من تخرجنا منه طلابا وكتابا وصحفيين وهو من خرَجنا منه الكتاب والإعلاميين وعشنا فيه أسرة واحدة بهمومها وآمالها وتطلعاتها ومما زاد من هذا الانتماء هو أن مكتبة قسم الصحافة والتي كانت تزخر بمئات العناوين المتخصصة ومئات الأبحاث العلمية باتت أثرا بعد عين ورمادا وسكنا بفعل الجهل والجهلاء وأعداء المعرفة والعلم والثقافة وبذلك حُرم مئات طلبة الإعلام من هذا المعين المعرفي الذي كان لهم عونا ومنارة في دراستهم وتكوين شخصيتهم العلمية والعملية.

 

ونظرا للمسئولية الجماعية التي يجب أن تسود في إعادة الأعمار ووفاء لقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية من قبل الخريجين والإعلاميين والمثقفين… فإنني أُعلن عن مبادرة يشترك فيها كل من تخرج من هذا القسم وكل إعلامي غيور يحرص على طلبة الإعلام بالجامعة وغيرهم ممن يسمعون عن مبادرتنا أينما تواجدوا  سواء في فلسطين أم خارجها هذه المبادرة تفيد بالتبرع بكتاب متخصص في مجالات الإعلام وفروعه كحد أدنى أو في أحد العلوم الإنسانية التي تساهم في ثقافة الطلبة. وإنني أُدرك أن العديد من الزملاء الخريجين باتوا يملكون مكتبات خاصة لهم في بيوتهم متخصصة بالإعلام لذا أدعوهم للتبرع بجزء منها لإعادة أعمار مكتبة القسم وإنني أبدأ بنفسي حيث سأتبرع بعشرة كتب متخصصة من مكتبتي الخاصة كدفعة أولى قابلة للزيادة . كما أُحب أن أشير لكافة الزملاء أن معرض القاهرة الدولي للكتاب قد انتهى قريبا وجرت العادة أن تجلب المكتبات كميات كبيرة من العناوين الجديدة في كافة التخصصات لذا أدعو من لا يوجد عنده مكتبة أن يشتري كتابا واحدا ولن يزيد ثمن الكتاب عن  ثمن وجبة طعام أو ثمن قميص أو ثمن كارت جوال .

 

إنني أعتقد أن هذه المبادرة ستعزز معاني الحب والانتماء والوحدة وطي صفحة الماضي الأليم بشيء من السلوك العملي الإيجابي كما أعتقد أن هذا السلوك هو أقل درجات الوفاء للمكان الذي تخرجنا منه جميعا وهو مساعدة لإخواننا وأخواتنا الطلبة كي لا يُحرموا من متعة ولذة تصفح وقراءة الكتاب المتخصص بين جنبات وأروقة قسمهم وتحت بصر ونظر مدرسيهم . لا ينتابني شك في نجاح هذه المبادرة لأنني أخاطب فيها قادة رأي يدركون معنا الإيجابية والانتماء ولأن آثارها الطيبة ستكون على كافة طلبتنا دون اعتبار للون السياسي والحزبي ولأنني مؤمن أن خريجي القسم ينتمون للجامعة وللقسم بغض النظر عن تنظيمهم وهم في قمة حزنهم على ما جرى ضد الجامعة.

 

إخواني وأخواتي خريجي وطلبة قسم الصحافة بالجامعة الإسلامية الزملاء والزميلات من أهل المهنة الأحرار والمثقفون أينما وُجدوا… أنتظر منكم أن تُنَظروا وتنشروا هذه المبادرة وأنا على استعداد أن أكون منسقا وخادما لها وانتظر سلوككم وتحرككم واتصالاتكم عبر هاتفي أو عنواني البريدي . سلامي لكم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات