الأحد 07/يوليو/2024

أين قادة فتح؟!

أين قادة فتح؟!
صحيفة القدس العربي
 
بتاريخ 26 أيار (مايو) 2006 نشرت مقالة بعنوان: هل لفتح قيادة واحدة، بقرار واحد؟!
ومما جاء في تلك المقالة: رد فتح علي نتائج الانتخابات التشريعية، وخيار الشعب الفلسطيني هو رد أمني، فلا تحليل سياسي، ولاإعادة نظر في واقع الحركة، ولا تأمل في الأسئلة المطروحة…
ومما جاء في تلك المقالة، وأثبته للتذكير: ماذا يريد هؤلاء بردهم الأمني، بتحشيد الأجهزة، بتسليحها؟ إلي أين يغامرون بشعبنا وبقضيتنا؟ هل يمكن لقواعد فتح أن تستيقظ وتستعيد الحركة، ودورها، وتجدده؟

وإذا كنت أطرح هذه الأسئلة علي قيادة فتح، لجنتها المركزية وأطرها، وقواعدها، فإنني قد عمدت إلي طرحها علي شعبنا: ثم أطرح هذا السؤال علي أبناء وبنات شعبنا، وعلي المثقفين بخاصة: هل الصراع هو بين حماس وفتح، أم انه بين شعبنا وقواه الحية وبين الخارجين علي خياره..وختمت تلك المقالة بوعد: إلي اللقاء…

ثم ها نحن نلتقي، والاقتتال يحتدم، والقضية علي كف عفريت…
هنا أسال: أين قيادة فتح؟ أين ما تبقي من لجنتها المركزية؟!
أسئلة تتزاحم ونحن نري قادة الأجهزة الأمنية وهم يجتمعون مع قادة من حماس، نيابة عن حركة فتح…
وما تبقي من القادة المؤسسين فهم غياب، ولا صلة بينهم، فأبو اللطف في تونس لا يتواصل هو وزميله أبو ماهر، والإثنان لا صلة بينهما وبين أبي مازن، والزعنون منسي ومكتف باجتماعات موسمية لمن حضر من أعضاء المجلس الوطني، وقيادة الصف الثاني بعد المؤسسين ساكـــتون حالياً، علماً أن واجبهم الحركي والوطني يفترض أن يدفعهم لرفع أصواتهم منفردين ومجتمعين، وبخاصة: هاني الحسن، عباس زكي، نصر يوسف الذي تسلم (الداخلية) وصرح بأن الخرق أكبر مما يتصور، ومحمد جهاد، وصخر حبش (شفاه الله).. ومن أيضاً؟!

حالياً: أمراء الأجهزة الأمنية يستولون علي حركة فتح، ويتحالفون مع سفراء منتفعين طامحين لمناصب سياسية، وخريجي اتحاد الطلبة من الذين اعتادوا المناورات والألاعيب السياسية الذين لا تجارب ميدانية نضالية لهم في القواعد مع المقاتلين، أو عمل ميداني تنظيمي، والذين اثروا من التجارة، والبزنس، وأنشأوا علاقات مع نظم حكم عربية لمصالحهم الشخصية…

فتح غائبة قيادةً وقواعد، وأمراء الأجهزة وقد رأوا أن خيار الشعب الفلسطيني للمجلس التشريعي يتهدد امتيازاتهم، ودورهم، وطموحاتهم في الهيمنة علي (الرئاسة) بعد مرحلة أبي مازن، ولارتباطهم بعلاقات التبعية مع الجهات التي دربتهم، وتـــــزودهم بالمال والسلاح للقمع والاقتتال الفلسطيني ـ الفلسطيني، وتدعم بروز بعضهم ليكونوا بدلاء سياسيــــاً، فإنهم لا يتورعون عن جر شعبنا إلي كارثة الاقتــــتال السياسي.

ليس صدفةً أن أمراء أجهزة الأمن يحرضون باسم فتح، وأنهم يدفعون بخالد سلام ليفاوض، ويتحرك، ويتصل بقيادة حماس.. قــادة الأجهزة والمستولون علي المال الفلسطيني يتحالفون..من يديرهم ويوجههم؟! الأمر واضح…

أين قيادات فتح؟ بقايا اللجنة المركزية، وقيادات الساحات والأقاليم، والاتحادات الشعبية؟! أهي غائبة، أم انها اندثرت وفقا لخطة مبكرة نفذت خطوةً خطوة، بالاغتيالات بالرصاص، أو بالسم (عرفات)! أو بالاعتقال: مروان البرغوثي، وحسام خضر، وغيرهما من كوادر فتح الشرفاء والشجعان، ليخلوا الطريق لظهور وتحكم أمراء أجهزة الأمن الذين يعربدون حتي علي قادة فتح وقواعدها، ويلطخون تاريخها وتراثها، ويمسحون دورها، ويقضون علي مستقبلها..

أسال حرصاًعلي فتح، وأملاً أن تنقذ نفسها، وتخرج شعبنا من دوامة الاقتتال، بوضع حد لسارقي قرارها…
إنه لمن غير المعقول أن حركة جماهيرية بحجم فتح تنتهي هذه النهاية الكارثية التي تؤثر علي مصير شعبنا وقضيتنا سلبياً، وتأخذنا إلي نهاية هي رصاصة في (القلب) يطلقها مغامرون جهلة يختطفون فتح والقضية الفلسطينية…
أين أنت يا قيادة فتح؟ أين أنتم يا قيادات فتح؟ أين أصواتكم يا أبناء فتح وبناتها الأوفياء للمقاومة والشعب وتضحيات من ضحوا بحياتهم لأجل فلسطين؟
إنقاذكم لحركتكم الرائدة هو إنقاذ لقضيتنا وشعبنا، فتحركوا واستعيدوا دور حركتكم، وهيبتها، وشعبيتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات