الأحد 07/يوليو/2024

صلح مكة والدور المطلوب

صلح مكة والدور المطلوب
صحيفة الشرق القطرية
 
قبل أي قول فلابد من كلمة شكر وتقدير للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على الجهود والمساعي الجادة لجمع الشقيقين الفلسطينيين المختلفين – فتح وحماس – إن تلك الجهود لم تكن غريبة على الملك عبدالله آل سعود، ولا جدال عندي بأن الملايين هتفت بالتحية والتقدير لخادم الحرمين الملك عبدالله الذي بذل جهودا مضنية لتقريب وجهات النظر من أجل وصول طرفي الاختلاف إلى مكة المكرمة (فتح وحماس) ونعلم حق العلم تمنع البعض من احد الوفدين حضور ذلك اللقاء خشية الوصول إلى اتفاق لايعجبه فاثر أن ينيب عنه شخصية أخرى من حزبه إلا أن الملك عبدالله وفقه الله لخدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية استخدم مهارات الاقناع والطمأنة حتى استطاع جمع الشتيتين في رحاب مكة المكرمة.

الملك عبدالله عليه السلام منذ أن تقلد مقاليد الحكم وهو يبذل الجهود داخليا لإصلاح ما أفسده الدهر وترحيبه بالرأي الآخر من مواطنيه الداعين إلى الصلاح والإصلاح فكانت فاتحة عهده إطلاق سراح معتقلي الرأي من ابناء وطنه وعقد مؤتمر الحوار الوطني، وكنا نتمنى من خادم الحرمين ومن ولي عهده وإخوانه الماسكين بزمام الأمور أن يشرعوا بعدم ملاحقة أصحاب الرأي الذين ليس لهم ارتباط بقوى أجنبية أو يحملون سلاحا بقصد تقويض الأمن والاستقرار في المملكة وان يفكوا قيد أصحاب الرأي العشرة الذين اعتقلوا مطلع شهر فبراير من هذا العام بحجة الإرهاب وجمع أموال لتمويله إلى جانب ذلك ومن اجل مصلحة الوطن فان جمهورا من أصحاب القلم والفكر على امتداد وطننا العربي يناشدونكم إطلاق حرية سفر وعودة أبنائكم من الإصلاحيين الذين تم العفو عنهم كما ذكرنا أعلاه. إن هذه الأمور هي التي تزيد في تآلف القلوب والتضحية من قبل المواطن بالدفاع عن الوطن والدولة كما انها ترفع مكانة العائلة الحاكمة عند كافة الأمة العربية والإسلامية وهذا الشعب هو السند الحقيقي الذي يعتمد عليه عند حدوث نوائب الزمان.

عودة يا خادم الحرمين إلى صلح مكة، كانت ملايين العرب عقولهم وابصارهم وأفئدتهم شاخصة نحو مكة وما سينتج عن جهودكم الخيرة، كان البعض يتمنى نجاح مهمتكم وكان البعض الآخر يراهن على فشلها، تابعناكم والى جواركم إخوانكم من العائلة المالكة ووجوهكم عليها علامات الفرحة والابتهاج بما حققتم من اجل حقن دماء إخوانكم وأهلكم في فلسطين ونعلم حق العلم جهودكم ألمضنيه ومهارتكم التفاوضية واستخدام ثقل المملكة ووزنكم الشخصي لإنجاح ما عصي على من قبلكم تحقيقة.

في هذه الأجواء لا أستطيع أن اخفي عنكم ما شاهدته في الجلسة الختامية وتلك الملاحظة مبعث خوفي من فشل الاتفاق، لا حظت وكلي حسن نية أن بعضا من أفراد ألشتيتين (فتح وحماس) كان على وجهه علامات عدم الرضا والملل والتأفف والنظر إلى الساعة من وقت لآخر، وهناك ملاحظة دستورية لا سابقة لها في شأن الدول حسب علمي وهي الأمر بتكليف رئيس الحكومة بتشكيل حكومة جديدة قبل أن يتفق على استقالتها ثم تصدر مراسم التكليف وفي هذا السياق أخشى من الفشل لأسباب وأسباب.

(2)
ما هو الدور المطلوب من السعوديين؟ أما وقد تحقق النجاح للدبلوماسية السعودية في نزع فتيل الحرب الأهلية في فلسطين فان المطلوب من الملك عبد الله وإخوانه: 1 – كسر الحصار المالي والاقتصادي عن الحكومة والشعب الفلسطيني. 2 – استخدام نفوذ ومكانة المملكة والملك لفرض صلح مكة على المجتمع الدولي وخاصة أمريكا. 3 – إيداع مبلغ من المال في خزانة الحكومة الفلسطينية يمكنها من سداد الالتزامات الحكومية أسوة بما فعلتم مع الحكومة اللبنانية. 4 – إلزام الأطراف الفلسطينية بعدم العودة إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل صلح مكة. 5 – إحلال العمالة الفلسطينية تدريجيا محل العمالة الآسيوية العاملة في المملكة بهدف تخفيف الضغط على الحكومة و لتكن هذه العمالة قوة ضاغطة على أي حكومة فلسطينية تخرج عن اتفاق مكة.

أما المطلوب من الفلسطينيين المتصالحين فيكمن في الآتي: 1 – ملاحقة عملاء إسرائيل والخونة في الداخل كواجب وطني لكل التنظيمات وتسليمهم للعدالة. 2 – ضبط كوادر التنظيمات عن أي تجاوزات ورفع حصانة التنظيم عن كل من تجاوز مهما كانت درجته التنظيمية. 3 – تحريم الثأرات العائلية والفصائلية وتفعيل دور القضاء لتصفية كل الخلافات الثأرية والاجتماعية. 4 – تقديم المساعدات والتعويضات لأسر كل الذين سقطوا في المواجهات المسلحة التي سبقت صلح مكة. 5 – التزام الرئاسة بإشراك الحكومة أو من تخوله الحكومة في كل المفاوضات واللقاءات والزيارات الرسمية في داخل فلسطين وخارجها وألا تكون تلك العملية محصورة في فصيل الرئاسة أي فتح دون سواها والانتقال من العمل الفردي إلى العمل الجماعي في مؤسسة الرئاسة. 6 – على الرئاسة أن تتخلى عن أسلوبها السياسي وتكتيكاتها مع العدو الإسرائيلي لأن تلك السياسات منذ توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 لم تحقق أي إنجاز على الساحة الفلسطينية ولا أريد أن أسهب في هذا الموضوع لضيق مساحة هذه الزاوية.

آخر القول: وفق الله المتصالحين لحماية صلحهما وتنفيذ بنود اتفاقهما لصالح الشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات