الإثنين 12/مايو/2025

إعلام هادف.. لما بعد اتفاق مكة

خالد معالي

لقد أشفى صدور مؤمنين الاتفاق الذي خرجت به قيادات الشعب الفلسطيني في مكة المكرمة ، وأغاظ ألاحتلال ولواحقه وأمريكا ولواحقها ، وأعداء الشعب الفلسطيني ما علم منهم وما خفي ، فالاحتلال لم يرحب بالاتفاق ، وكيف يرحب باتفاق اخوة السلاح والهدف المشترك في تحرير فلسطين وان اختلفت الاساليب ، وأمريكا كيف تشيد باتفاق يتنافى مع الفوضى الخلاقة التي يرصدون لها مئات المليارات من الدولارات لاحكام سيطرتهم على العالم .

وليغضب من يغضب،  فما دام الاتفاق يحقن دماء المسلمين ويصون اعراضهم واموالهم ، ويوحد الطاقات والجهود نحو العدو الغاصب ، ويوجهها لمقاومة الاحتلال والتصدي لممارساته وانتهاكه لقدس الاقداس ، اذن ليغضبوا وليزبدوا كما يحلوا لهم ، “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض “.

 

 ودور وسائل الاعلام في مرحلة ما بعد اتفاق مكة مهم وحيوي في انجاحه على ارض الواقع ، عبر تقريب النفوس وبث مشاعر الاخوة والمحبة ما بين الفصائل والحركات ، وهذا يكون بايصال وسرعة توصيل الامور التوافقية للجمهور في قطاع غزة والضفة الغربية ، والبعد عن كل ما من شأنه ان يعكر صفو الاتفاق والتوافق والمحبة بين المواطنين .

 

وهنا لا بد من الاشارة الى دور وزارة الاعلام الفلسطينية في انجاح الاتفاق وابراز صورة مشرقة عن شعبنا ومسح ما علق بها من جراء الاحداث المؤسفة التي وقعت في غزة والضفة ، فالوزارة لديها من قوة التأثير الحجم الكبير عبر ما تملكه من وسائل وأدوات وقدرة على التاثير على وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية ، وهنا يجب ان تخرج وزارة الاعلام وتوابعها من ثوب الفصائلية ، وتكون خالصة للوطن والمواطن دون تفرقة ودون تمييز بين هذا وذاك ، وهذا منوط بالدرجة الاولى في من يتسلم مقاليد الوزارة في المرحلة القادمة .

 

 ولا يعني باي حال من الاحوال ان تفعيل دور الوزارة او وسائل الاعلام المختلفة نحو نشر ثقافة المحبة والمساواة والانتماء المخلص والبناء للوطن ، ان هذا الدور سينتقص من دور الدعاية الحركية للفصائل والاحزاب ، فجميع الحركات الفلسطينية لديها من وسائل الاعلام الخاص بها الكثير ولتمارس من خلاله الدعاية الحزبية كما يحلوا لها ، على ان تكون ضمن الداخل الحزبي الضيق فقط ، وما هو يتوافق مع الصالح العام في البعد عن التعصب الاعمى غير المبرر بشكله السلبي والمقيت ، كما بينت الاحداث الاخيرة.

 

فالسلطة والحكومة هي ملك للشعب وليست ملك لهذا الفصيل او ذاك ، حتى يسخرها له كما يشاء ويحب ، والمرحلة السابقة اوضحت وبينت للجميع مدى الضرر التي تلحقه تبعية مؤسسة رسمية الى هذا الفصيل او ذاك ، ولا يعني هذا باي حال من الاحوال تقييد حرية الاعلام او الحد من الحريات الصحفية ، بل هي تشكل انطلاقة صحيحة للحريات الإعلامية بمختلف انواعها .

 

وقد حان وقت غربلة ما هو موجود لدينا من مؤسسات اعلامية وصحفية ، وضرورة توحيد الجسم الصحفي في نقابة فاعلة ونشطة ، تسمع كل الدنيا بها ، وضرورة اجراء انتخابات جديدة ونزيهة وقائمة على أسس علمية ومهنية ، وليس على أسس حزبية ضيقة ، وهذا منوط بتحرك عاجل من قبل الجسم الصحفي لما فيه خدمة القضية الفلسطينية ، وعدم الالتفات والخشية من التضييق او الخوف من شيئ ليس له وجود وأوهام عفا عليها الزمن.

 

ولا ضير في تشكيل لجنة اعلامية موحدة تضم مختلف القوى والفصائل الفلسطينية والجسم الصحفي الفاعل في الداخل والخارج ، لتصويب الوضع الفلسطيني اعلاميا وعدم السماح ببث اية مادة تحريضية تؤجج الوضع ولا تعمل على انجاح الاتفاق على الواقع الفلسطيني ، وتعمل على تطوير الاداء الصحفي الفلسطيني ليواكب الاعلام العالمي المتسارع في تطوره قبل فوات الاوان .

 

 والذي اتضح من الاحداث الاخيرة،  ومن اتفاق مكة انه لا غنى عن العمل المشترك ما بين الفصيلين الكبيرين في الساحة الفلسطينية ، ولا غنى لكل واحد عن الآخر ، وانه قد حان وقت التنافس الشريف والبناء  ، والعمل المشترك بين الفصيلين على خدمة الوطن والمواطن ، وليرى الشارع بأم عينيه من يسارع لخدمته وخدمة قضيتة .وليدخل الفصيلان الكبيران البهجة والفرح على الجميع عبر تسابقهما فيمن يخدم اولا ، ويخدم أكثر من الآخر ، لا من يشوه ويطعن اكثر من الآخر كما جرى في الاحداث الاخيرة التي اذاقت شعبنا المر الزؤام .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات