عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

الفلسطينيون وإصلاح ذات بينهم

خليل الصمادي
الحمد لله القائل في كتابه ” وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون } هود 117
 
عاش شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة وكذا عشنا معهم نحن فلسطينيي الشتات وكذا عاش الخيرون من جميع القوى والأجناس والشعوب والملل والنحل شهرا من أسوأ شهور عمرنا عشناه في لحظات من الارتقاب والانتظار واضعين أيدينا على قلوبنا لحظة ومتضرعين بها في أوقت الشدة  لرب العزة والكرامة أن ينجني شعبنا من أتون الحرب الأهليه المدمرة.
وها هو شعبنا العظيم لم تسعه الفرحة خرج إلى الشوارع قبل أن يجف حبر التوقيع على الاتفاق ليعبر بفرحته الكبيرة لهذا الإنجاز العظيم .
لقد شمت بنا الأعداء، وضحك علينا الغرباء، وتحدانا المنظرون المتفلسفون والمتفيقهون السياسيون وأيقنوا أن الصلح لن يتم بسبب القوى الخارجية والارتباطات الإقليمية ووو..، وأما أعداؤنا فقد ساءهم هذا الاتفاق وبدؤوا يضعون العراقيل من أول يوم اجتمع فيه القادة في مكة فأولمرت كاد يفقد عقله من هذ الصلح ،بجاحة ما بعدها ولا قبلها بجاحة، والدول المانحة هددت بقطع المساعدات!!! فاتضحت رسالتهم : إما حماية إسرائيل والمال ، وإلا قطع المساعدات وأما أمريكا فقد جاءها ما يشغلها في العراق ولا سيما في الطائرات المروحية الستة التي سقطت خلال وقبل المؤتمر، هذه القوى المعادية التي لا يروق لها إلا أن ترى الدم الفلسطيني يسال في الشوارع.
ونسي هؤلاء أن شعبنا العظيم لا يمكن أن ينجر إلى أتون الحرب المدمرة وحتى لو تم الذي تم فهو سحابة صيف ندعو الله أن تنقشع نهائيا ونحن كما قال عنما الشاعر:
أصابع المرئ في العد خمسة         لكنها في مقبض السيف واحد  
شعبنا طيب القلب ، أصيل ومتأصل، من منبت واحد وليس كما هم، من حوش العالم يلتمون على مصالح مشتركة، فإذا فقدوا المصالح دارت الحرب بينهم،كما حدث في الحربين العالميتين، والحروب المقدسة التي أود الملايين منهم  ، صحيح أننا أحيانا نكون اندفاعيين وعصبيين، ومتسرعين، ولكن جذورنا ثابتة في الأرض وأصلها في السماء تستمد ثقافتها من قوله تعالى ” لا خير في كثيرمن نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} النساء 114 ومن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟، قالوا بلى ، قال : “إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة” أبو داوود ، كتاب الأدب 4273
والأدلة كثيرة في فضل الإصلاح ذات البين فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة فيها حتى قبل النبوة ، تروي كتب السير أنه حضر حلف الفضول في دار عبد الله بن جدعان للصلح بين العرب وتم الصلح ، وتآخى العرب فيما بينهم ، وظل الرسول يفاخر بحضوره حلف الفضول في كثيرمن الآثار.
وصلت رسالة العقلاء التي مفادها: ما الفائدة المرجوة من قتل أبنائنا وإخوتنا ورفاق دربنا ، فهل يعقل أن يقتل الإنسان أخاه وابن عمه وابن بلده!! طبعا لا يعقل.
إذا حلت الكارثة فما على العقلاء إلا أن يسارعوا في الصلح بين المتقاتلين، وأن يبينوا للناس أن القتال خسارة للجميع ولا سيما للوطن ، وحالنا اليوم كما قال الشاعر الحارث بن وعلة:
قومي هم قتلوا أميم أخي                      فإذا رميت يصيبني سهمي
فلئن عفوت لأعفون جللا                     ولئن سطوت لأوهنن عظمي
 وبعيدا عن الفلسفة السياسية وقراءات بين السطور التي يمتهنها الكثير من الكتاب التوقيتيين ، نسبة إلى الوقت، والبرامجيين، نسبة لتنفيذ برنامج ما ، نقول لقد أنجز قادة فلسطين صلحا يحسب لهم وندعو الله أن يوفقهم لحمايته ، وأن يتطلعوا بعده لبناء الوطن .
 
*خليل الصمادي – عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات