عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

اتفاق مكة نصر للشعب الفلسطيني واحترام وتقدير لخادم الحرمين والسعودية

سميح خلف
اتفاق مكة المكرمة نصر على الذات كان ينتظره الشعب الفلسطيني بفارغ الصبر ، وما كان أن يتأتى هذا النصر إلا بالمسؤولية العالية التي دعت الإخوة وعلى رأسهم خادم الحرمين الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية من ناحية ومن ناحية أخرى نضوج الوعي الشعبي لدى الشعب الفلسطيني ، هذا الوعي الضاغط على قياداته بعد الآلام والجراح التي تعرضت لها الكينونة الفلسطينية وهددتها بكارثة لا يحمد عقباها في الشهور القليلة السابقة .
 
إتفاق مكة المكرمة بلا شك أن الإخوة في السعودية لعبوا دورا على كافة المستويات السياسية والأمنية والدبلوماسية والاقتصادية لرأب الصدع بين الإخوة رفاق وإخوة السلاح ، وفي خضم الشعور العاطفي لهذا النصر وما تم إنجازه من توافق وطني وإتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة الأخ الصادق الأمين إسماعيل هنية ، هذا الإنسان الكادح المناضل بلا شك أن القلوب قد أصابها الإرتياح بهذا التكليف ، كما أن القلوب ترتعش حذرا من الحاقدين ومن أصحاب العقد الأمنية ومدرسة الفلتان الأمني ، بلا شك أن الإتفاق هو عملية نضوج في الوعي الوطني للمرحلة ، ولكن كيف يمكن أن يبلور هذا الإتفاق كممارسة على الأرض ، مازالت هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبدأ بالثقة المتبادلة بين الإخوة الصادقين في حركة فتح مع الإخوة في حماس لإستيعاب المرحلة والتعامل معها ، وبلا شك أن الإتفاق وبكل إنجازاته الوطنية المحفزة لحياة أفضل للفلسطينيين فإن هذا الإتفاق أمامه ملفات شائكة أولها سيادة القانون وملاحقة الخارجين عنه وكذلك ملف منظمة التحرير الفلسطينية بكل تعقيداته التكوينية على الأسس الوطنية الجديدة التي تناسب المرحلة، أيضا مازال هناك مطب في خطاب التكليف ، وهو الإعتراف من الحكومة بكل المعاهدات والإتفاقيات السابقة ، فكيف يمكن أن تتعامل حماس مع هذا الملف ، وما رأي الإخوة في حركة الجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى التي ترفض التعامل مع ملف أوسلو برمته .

 

من هنا نتمنى للإخوة جميعا التوفيق سواء في الرئاسة أو في الوزارة وهذا الإتفاق مبدئيا يعتبر تعرية لكل الوجوه القبيحة التي لعبت على ملف الفلتان الأمني وسيلة لضرب قوى حركة فتح المخلصة وقوى حماس في الساحة الفلسطينية وسحب الساحة الفلسطينية إلى حرب عشارية فصائلية لا يحمد عقباها .
 
كثير من الأطراف الإقليمية والدولية لن يرضيها هذا التوافق والاتفاق فمنهم من يريد أن لا تأخذ المملكة العربية السعودية الوجه المحرك الإقليمي في المنطقة وخاصة في أهم ملف فيها وهي القضية الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية ، وهناك قوى محلية فلسطينية لن يعجبها ولن يرويها هذا الاتفاق لما لديها من ملفات تفجيرية يمكن أن تحركها في المستقبل بالإضافة إلى الموقف الإسرائيلي الذي لن ينام حتى يحاول مرة تلو الأخرى ان يفشل هذا الاتفاق عبر أدواته ، فهناك بعض الوجوه الكالحة التي بدت غير مقتنعة وغير راضية على شاشات التلفزيون ولسبب أساسي واحد ، كما قلت سابقا أن هذا الاتفاق قد عرى الوجوه القبيحة التي تستند في تحركها إلى ملفات أخرى غير فلسطينية .
 
ويبقى إتفاق مكة المكرمة إنجازا وطنيا للقوى الصادقة في الساحة الفلسطينية والعربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية .
الأيام والشهور القادمة سيكون فيها هذا الاتفاق على المحك من حسن النوايا من عدمه وخاصة كما قلت أن هناك اطروحات سياسية ستشهدها المنطقة بمنطق إسرائيلي رباعي مما يحتم تحديد المواقف فيه على الساحة الفلسطينية ، ولذلك أقول إن الخطوة التي تلي هذا الاتفاق هي وجوب الوصول إلى برنامج سياسي موحد يشمل المحافظة على الحقوق الوطنية الفلسطينية والتي تحدث عنها الأخ رئيس الوزراء هنية ، وهذا الحديث بدوره  انتزع من أفكارنا بعض التخوفات للموقف السياسي للإخوة في حركة حماس ، الأخ إسماعيل هنية الذي تحدث عن الحقوق الفلسطينية واللاجئين والدولة يبقى هذا الكلام هو الموقف الأساسي للإخوة في حركة حماس أمام عمليات التطويع التي رافقها كتاب التكليف .
 
وكلمة أخيرة يبقى هذا الإتفاق نصرا للشعب الفلسطيني وللقوى الحية والشريفة في الساحة الفلسطينية والعربية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات