الجمعة 05/يوليو/2024

وحدة وطنية بلا شروط

وحدة وطنية بلا شروط

صحيفة الوطن القطرية

في الوقت الذي بدأ فيه الوفدان الفتحاوي والحمساوي بالتوافد على مكة لعقد حوار برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تدفقت المناشدات من كل حدب وصوب للوفدين الكبيرين بالاتفاق على حل الأزمة الفلسطينية أولاً لأنه بدون ذلك لا يمكن لأي اتفاقات مشروطة أن تنجح في إخراج الفلسطينيين من أزمتهم .

إذا كانت قيادة حماس تأمل في تبني فتح لموقفها فلن يكون هناك اتفاق وإذا كانت فتح تأمل في تبني حماس لموقفها فلن يكون هناك اتفاق، أيضاً فوضع المسألة على هذا النحو هو الذي عطل الالتزام بأي اتفاقيات للتهدئة أو للحلحلة .

إن أساس الأزمة هو وضع الموقف السياسي كشرط لبناء الوحدة الوطنية في حين إن المواقف السياسية يجب أن تكون خاضعة لمتطلبات الوحدة الوطنية .

لقد سبق الاتفاق على وثيقة التوافق الوطني التي جاءت حصيلة حوارات شاملة وهي في حد ذاتها تشكل أساساً للوحدة الوطنية. ولكن ما عطل تطبيقها هو محاولات تفسيرها أو ليّ عنقها لتتطابق مع موقف حماس من جهة أو مع موقف فتح من جهة اخرى وهذا عملياً ترك الساحة الفلسطينية بين خيارين ليس في أي منهما ما يمكن بناء الوحدة الوطنية عليه .

الوحدة الوطنية هي الأساس الذي تقاس به مواقف الأطراف المكونة لحركة التحرر الفلسطينية فبقدر ما تنسجم مواقف أي طرف معه يكون أكثر قرباً من إرادة الشعب الفلسطيني وبقدر ما يختلف معه يكون أكثر بعداً عن إرادة الشعب الفلسطيني .

إذا كان لكل فريق فلسطيني بوصلته الخاصة التي يقيس بها أداءه فينبغي أن تكون بوصلته خاضعة لبوصلة الوحدة الوطنية وليس العكس ولأن سلوك كل من فتح وحماس خلال الفترة التي انقضت منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة الفلسطينية اتسم بتغليب القياس بالبوصلة الذاتية على القياس ببوصلة الوحدة الوطنية، تأزم الوضع الداخلي إلى أن انفجر بالصورة المأساوية التي أصبحت فيها البنادق توجه إلى صدور الفلسطينيين بأيد فلسطينية .

لذلك ما نريده اليوم قبل كل شيء آخر هو تحديد بوصلة الوحدة الوطنية أولاً وبعد ذلك يجب أن تشكل الحكومة بموجب تلك البوصلة وليس من أجل تلبية شروط بوصلة خريطة الطريق أو أية بوصلة أخرى غير بوصلة وحدة الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه .

الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يجمع على موقف أو بوصلة أي فريق بعينه سواء كان فلسطينياً أو إقليمياً أو دولياً. فالوحدة الوطنية هي الغائب منذ استفزاز فريق أوسلو بالقرار وضربه عرض الحائط بكل قرارات المجلس الوطني الفلسطيني أو تزويرها وتجييرها لخدمة مسار أوسلو فالتمرد على إرادة الإجماع الفلسطيني هو أساس كل الأزمات ولا يمكن وضع حد للأزمات إلا باستعادة الوحدة الوطنية على أساس بوصلة وطنية تجمع عليها كل الأطراف ووثيقة الوفاق الوطني هي البوصلة الوطنية .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام سجل مركز معلومات فلسطين "معطى" 11 عملاً مقاوماً، توزعت بين اشتباكين مسلحين، وتفجير عبوة ناسفة، واندلاع مواجهات...