الإثنين 08/يوليو/2024

وماذا لو هدم الصهاينة أقصانا؟!!

وماذا لو هدم الصهاينة أقصانا؟!!

صحيفة الشرق القطرية

هل تعرفون المسجد الأقصى؟! كل مسلم على وجه الأرض سيجيب بأنه مسرى رسولنا الكريم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فيه صلى إماماً بأنبياء الله كلهم، وهذا يعني أن أنبياء الله قد سلموا أمانة الرسالة ومسؤوليتها لنبي الله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، ولأمته من بعده. وكل مسلم سيظل يشعر بعذاب الضمير مادام المسجد الأقصى أسيراً في أيدي الصهاينة، وسيظل كل مسلم يحلم بالشهادة على أبوابه، ويتمنى الموت دفاعاً عنه .

القضية لا تخضع لحسابات العقل والمنطق، ولا يجدي معها نفعاً دعوات السلام والاستقرار، ولا تنطبق عليها توصيفات الاعتدال والتطرف .

القضية تخضع لحسابات حضارية وتاريخية وإنسانية تتعلق بالإيمان، لا أحد يستطيع أن يفسر حب المسلمين لهذا المسجد، فلا يعرف الشوق إلا من يكابده، ولا يعرف الإيمان إلا من ذاق حلاوته.. لذلك يحب المؤمنون هذا المسجد أكثر من حبهم للحياة، وربما يحبون الحياة أملاً في التضحية بها من أجل تحريره .

أساس الصراع

إن جوهر الصراع ومركزه هو هذا المسجد، ومن أجله ستدور المعارك، كل مسلم يعد أبناءه لتحريره حتى إذا مات ولم يحصل على شرف المشاركة في المعركة حمل أبناؤه الراية وواصلوا المسير نحو الهدف .

الغرب لم يفهم القضية ولم يدرك سر الارتباط بين المسلمين ومسجدهم الأقصى، ولذلك تمكن من السيطرة على القدس في بداية الحملات الصليبية، وقتل فيه 70 ألفاً من المسلمين حتى خاضت خيول الصليبيين في الدماء. ثم استطاع المسلمون أن يحرروه عندما توحدوا وأعادوا صياغة حياتهم على أسس الإسلام، فأعاد لهم الإسلام شجاعتهم وقوة قلوبهم وعزيمتهم وإرادتهم وبأسهم .

المعركة مستمرة

يضيع المسجد من أيدينا عندما نهون على أنفسنا، ويملأ الوهن قلوبنا، ويصبح بأسنا بيننا، ونتقاتل على السلطة، وعلى عرض الدنيا.. يضيع المسجد منا عندما يحكمنا الطواغيت وقد ابتعثنا الله لنحرر العباد منهم .

ذلك درس التاريخ.. هذا المسجد يضيع منا عندما يحكمنا الفاسدون والمستبدون وعبيد الدنيا، يضيع منا عندما يلهو أغنياؤنا بأموالهم، وترزح جماهيرنا في قيود الفقر والجهل .

ونحرره بجهادنا عندما نتحرر من الاستبداد والطغيان، وتشرق قلوبنا بأضواء الإيمان، ونستعيد عزتنا واعتزازنا وانتماءنا للإسلام .

ذلك هو السر الذي يكشفه لنا التاريخ، لكي نحرر المسجد الأقصى لابد أن نستعيد الحرية والعدل، ولابد أن نستعيد حقنا المسلوب في اختيار حكامنا على أسس الصلاح والتقوى والقدرة على القيادة وقوة القلب ويقظة الضمير والانتماء للأمة .

بدأت رحلة التحرير

لذلك يمكن أن نفهم لماذا تجمع الغرب المستكبر المغرور بقوته، وتحالف مع “إسرائيل” وطغاة العرب ضد حماس، فوصول حماس إلى الحكم يعني أن رحلة التحرير قد بدأت، وأن شعب فلسطين قد اختار لنفسه وبإرادته حكاماً تتوافر فيهم المؤهلات لتحرير القدس .

لا يمكن أن يقبل الطواغيت حكاماً تشرق من وجوههم أضواء الصلاح والتقوى والقدرة على التضحية والإصرار على المقاومة والجهاد أمثال هنية ودويك ومشعل، لأن هؤلاء الحكام ببساطة يعيدون الذكريات إلى ملايين النفوس المشتاقة لتحرير الأقصى .

لم يكن غريباً أن يجتمع الطواغيت والأشرار والعملاء وأسيادهم في أمريكا و”إسرائيل” لفرض الحصار على شعب فلسطين وتجويعه لإرغامه على التخلي عن حقه في اختيار حكام صالحين، فهم لا يريدون لنا سوى حكم المستبدين الفاسدين التابعين الخائبين .

كان الحصار قاسياً، والجوع كافراً، وكان الظلم مراً، لكن شعب فلسطين الأبي قرر أن يصمد ويقاوم ويتحمل ويصبر على عض الأصابع، لم يكن الطواغيت يتوقعون تلك القدرة على الصبر، كانوا يتصورون أن حماس ستفشل وتنهار بعد فترة قليلة .

لكن شعب فلسطين قرر أن يبدأ رحلة التحرير بقيادة حماس، وعلا شوقه للحرية والكرامة على آلام الجوع .

ثم حاول الاحتلال أن يستخدم مجموعة من أزلامه وأتباعه لإشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين فذلك هو المخرج الوحيد أمام الاحتلال بعد أن فشلت مخططاته، وهو يعرف أيضاً من دروس التاريخ أن استمرار احتلال القدس يرتبط بمنع تحقيق الوحدة بين المسلمين، فهي أهم أسلحة التحرير، ولقد كافحت حماس طويلاً لضبط كوادرها مهما كانت التضحيات، والتزمت بمبدئها وهو أن السلاح الفلسطيني يجب أن يوجه إلى صدر العدو، وأن الدم الفلسطيني حرام، وذلك هو السبب في ارتفاع عدد شهداء حماس وجرحاها، وكثرة المخطوفين منها .

أما العناصر التي تدعي الانتماء لفتح وهي بريئة منهم فقد غرهم ما حصلوا عليه من مال وسلاح من أيدي الاحتلال، ومن أمريكا والنظم العربية التابعة، وقرروا أن يشعلوا الحرب الأهلية بين الفلسطينيين خدمة لأسيادهم وخضوعاً لأوامرهم .

إنهم لا يريدون الوحدة الوطنية لأنها تشكل الخطر على الاحتلال، ولقد كافحت حماس وضحت كثيراً لتشكيل حكومة الوحدة، وقبلت شروطاً لا تتفق مع ما حصلت عليه من نتائج في الانتخابات تمثل تفويضاً عاماً لها من شعب فلسطين .

منذ أول يوم حاولت حماس إرضاء فتح حفاظا على الشراكة في كفاح طول، ولكن كانت هناك عناصر تعمل لإفشال أي اتفاق ومنع تشكيل حكومة الوحدة .

وشعب فلسطين سوف يعرف خلال محنته الكثير من الحقائق، وسيختبر صلابة الرجال وإخلاصهم للقضية، وسيكتشف عبيد السلطة وأتباع الاحتلال وأزلام أمريكا، وسوف يعاقب شعب فلسطين كل من تنكر لقضيته، وقتل أبناءه غيلة وغدراً بسلاح أمريكي سمحت قوات الاحتلال بوصوله لأيديهم .

الأقصى في خطر

و”إسرائيل” تحاول الآن أن تختبر قوة شعب فلسطين وقوة الأمة، فلقد بدأت تسرع في تنفيذ مخططها لتهويد القدس، وتدمير المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان الجديد مكانه .

وهناك مخطط تنفذه “إسرائيل” منذ عام 1968 لشق الأنفاق أسفل المسجد وهو ما يؤثر على أساسات المسجد ويهدد بانهياره .

وهناك معلومات مؤكدة هي أن “إسرائيل” تحاول هدم جزء من المسجد، وهدم طريق المغاربة وهو جسر تاريخي إسلامي، بالإضافة إلى غرفتين في أحد جوانب المسجد من ناحية حائط البراق، وهو ما يهدد بانهيار هذا الحائط .

وتتزايد خطورة الأمر بتشابك مخططات التهويد والحفريات وهدم الجسر، فالاحتلال يحاول بكل الوسائل منع المرابطين المؤمنين من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه وحمايته، في الوقت الذي تواصل فيه “إسرائيل” أعمال الحفريات وشق الأنفاق تحت المسجد، ولذلك فإن السيناريو الإسرائيلي يمكن أن يقوم على توفير الظروف لانهيار المسجد بعد تصدع جدرانه وتهاوى أساساته، وذلك بدلاً من هدمه بشكل مباشر أو الاعتداء عليه تجنباً لإثارة الأمة الإسلامية.

وقد تكون محاولة “إسرائيل” هدم الغرفتين وجسر المغاربة مجرد تمهيد واختبار للقوة، فماذا يمكن أن نفعل إذا فوجئنا يوماً بـ”إسرائيل” تدعي أن جدران المسجد قد انهارت؟ الأمر جد لا هزل فيه، فالحفريات تحت المسجد ستضعف الأساسات والجدران، وهدم أي جزء منه هو مقدمة لانهيار المزيد من الجدران .

فلنستعد للخطر القادم، ولنثبت لـ”إسرائيل” في اختبار القوة أننا نستطيع أن نعيد تكرار تجارب التاريخ، وأننا يمكن أن نتوحد، ونوجه سلاحنا إلى صدور الإسرائيليين، ذلك حق أقصانا، ودرس تاريخنا .

نداء لفتح

يا شرفاء فتح، وأنتم بالتأكيد تشكلون الأغلبية انتبهوا إلى الخطر الذي يتهدد الأقصى وهو أهم شواهد ملكية الأمة للأرض، وأهم معالم تاريخ الأمة وكفاحها الطويل. إن حق الأمة عليكم أن تتوحدوا مع حماس دفاعاً عن المسجد الأقصى فهو محور الصراع مع “إسرائيل” وهو جوهر القضية، ومن أجله لابد أن ينسى الجميع جراحهم، ويتعالون على أطماعهم .

يا شرفاء فتح الأقصى في خطر فاستعدوا لمعركة الأمة مع العدو الصهيوني، وتخلصوا من عبيد السلطة وأزلام أمريكا .

إن كل دعوات السلام سوف تنهار بمجرد انهيار أي جزء من حوائط المسجد، ولا يمكن الاعتراف بـ”إسرائيل” وهي تحتل القدس، وتهدد بهدم المسجد الأقصى .

يا شرفاء فتح إن الوحدة هي بداية الطريق لتحرير القدس، لذلك تخلصوا من أولئك الذين يثيرون الفرقة والخلافات والنزاعات الصغيرة لصالح “إسرائيل” وأمريكا، لا تسمحوا لهم بأن يستخدموا فتح وسيلة لقتل الفلسطينيين وإلهائهم عن قضيتهم وأرضهم ومسجدهم .

يا شرفاء فتح الجامعة الإسلامية هي جامعة لكل شعب فلسطين فكيف تسمحون لأحد بأن يستغل اسم فتح ويحرق الجامعة، ويسفك دماء الفلسطينيين وهي حرام عليكم داخل الجامعة؟ !

يا شرفاء فتح “إسرائيل” تخطط لتدمير المسجد الأقصى وهي تستغل فرصة انشغالكم بقتال إخوانكم في حماس لم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات