الثلاثاء 13/مايو/2025

عذرا جامعتي !!

علا عطالله
عذراً جامعتي ..عذراً يا مسقط قلمي وقلبي ..عذراً وأنتِ تتحولين إلى مسقط ألمي وحزني ..أحقاً يا صديقة ما جرى ؟؟!!
 
ألفُ ذهولٍ وذهولٍ يصفعني يُربكني يُدميني ؛ تحترقين ونحن ألف نحترق …تصرخين ونحن ألف نصرخ ..تبكي وألفُ آهٍ تسبقنا !!
مُكسرةٌ هي الحروف جامعتي ومقصوصة هي جناحات الكلمات؟؟ حزنك اليوم فاخرٌ فااااخر جامعتي حد الألم ..حد البكاء بلا انتهاء؟!
 
لمـاذا ؟؟ تسأل قلوبنا فنتوه في مداراتها تقتلنا توابعها تُوجعنا تُدمينا ثم تنهال صفعات الإجابة !!
“حرمٌ جامعي” أظننتِ يا غالية مثلي أنه كفيلٌ باستدارة حقدهم للخلف وأن حرماً مشتقاً من حرام سيشفع لنا عندهم ؟!! أواهٍ جامعتي …كل الحرماتٍ انتهكوها تباعا من جليلٍ إلى أجّل ..لا حرمة مسجدٍ راعوا ولا حُرمة دم!!
 
لو تدرين أي عجزٍ تسلل إلى ضلوعي وأي ألـمٍ انتشر في زوايا جسدي وأنا أشاهدكِ تحترقين !!عيوني في المكان تائهة ؟ شاخصة ؟ والجراح غائرة ؟؟وحولي ألسنةٌ تلهج بالدعاء على من آذاكِ وقلوبٌ غلّفتها الغصة ؟؟
 
وذاكرتي الممتدة بكِ تصرخ : هنا كتبت وعلى ذاك الطابق هللت فرحاً بعلامات الامتياز ..وهناك استرقت جدرانك السمع لأحاديثنا … لهمسنا لأسرارنا …واستراحتك ابتسمت لطيشنا ولخططنا وصافحت بودٍ أحلامنا …ضمتنا قاعاتك كما الوطن ..أعطيتنا دروساً في العلم وأخرى في الحياة .
 
كاذبون يا صديقة !! كاذبون وبلا ضميرٍ هم ؟؟ وحججهم واهية مُضحكة ساقوها لرجمكِ أيتها العذراء؟؟
سأصارحكِ القول يا صديقة ..نعم أنتِ من الجميع وللجميع ولكن قلوبهم امتلأت حقداً أسوداً عليك ..وامتدت نحوك كراهيةً عمياء كيف لا وأنتِ تُهدين لفلسطين خير رجالاتها فمنك تخرج النواب والوزراء والدعاة والعلماء فزدتهم غيظاً وكمداً ..تخرّج منك الحر الشامخ الواثق صبراً ؛ من أحبته القلوب والعيون رئيس وزرائنا الأستاذ إسماعيل هنية الذي يحاولون ليل نهار إغراق سفينته واقتلاع حصونه !!
 
آثمٌ من امتدت يده لإحراقك وآثمٌ أكثر من صمت أمام حرقك …من بعيدٍ يا صديقة التقطت لكِ إحدى صحفنا المحلية صورة ..وأخرى وضعت صورة عريضة لحرق بسيط لجامعةٍ صغيرنا قبل كبيرنا يعلم أن اليد التي اعتدت عليك اعتدت عليها ليكتمل إخراج مسلسلهم .
 
كنتِ السبّاقة في دعوة وسائل الإعلام لتغطية محافلك العلمية وعلى رأسها ما يُسمى بهتاناً وزوراً بتلفزيون فلسطين ؟؟أين هو منك ؟؟ وأين هم منك؟؟ أين مؤسسات حقوق الإنسان وأين مؤسسات المجتمع المدني ؟؟ أين الإعلام وأين الفكر ؟؟
 
أين من كان يتغنى بأن الصدمة انتابته لمرآكِ على هذه الدرجة من التقدم والجمال والرفعة ؟؟ أين أولئك الذين شاركوكِ احتفالاتك ؟؟أين وأين ؟؟!!!
يبخلون عليكِ بورقةٍ من خمسة أسطر وأنتِ التي ما بخلت عليهم بينابيع العلم والعلماء .
 
لا تحزني يا صديقة فليصمتوا …وحده التاريخ لن يصمت ولن يكذب سيسجل أنهم دمروكِ وحرقوا مكتبك الغرّاء بنيران حقدهم تماماً كما يذكر التاريخ المغول و حرقهم لبيت الحكمة في بغداد ؟؟ وتماماً كما لن ينسى إضرام النار في المكتبات في العراق إبان الاحتلال الأمريكي بقيادة شيطان هذا العصر ؟؟
 
يفتخرون بأنهم “مروا من هنا” ؟؟!!! سيكتب التاريخ أن حقدهم مرّ من هنا وأن ضمائرهم الميتة مرت من هنا ..ووحده التاريخ لن يرحم.
شرارتك كانت وجذوتك خيام وخطوت الخطى ثابتةً نحو القلاع فلا تجزعي سنحيل الدمار إلى عمار ..وسيعود لونك الأخضر وهاجاً قوياً….وشمس علمكِ تحرق جهلهم .
 
ولبيكِ جامعةً للحق فانتسبي .. لبيكِ شامخةً مرفوعةِ العلم .. لبيك رائدةً في دربِ عزتنا.. لبيكِ ساطعةً كالبدر في الظلم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات