للبيت رب يحميه

لطالما ناشد الشيخ رائد صلاح الأمة الإسلامية والعربية، فتأتي ردود الفعل على شكل تصريحات خجولة أو فردية لا تعدو أكثر من ذرة رماد في العيون، ولا عمل ُيذكر لوقف تهويد المدينة المقدسة، وإخلائها من سكانها الفلسطينيين.
بدأ العمل على إضعاف البنية التحتية للمسجد الأقصى منذ سنوات، وانتهى إلى إنشاء بنية أشبه بمدينة كونية برؤية صهيونية تحت الأرض، حسبما يبدو في الصور المنتشرة على الشبكة المعلوماتية.
بعد الاستخفاف بالعقل الإسلامي والعربي وإشغاله بما أسموه “الفتنة بين السنة والشيعة”، استغل “الإسرائيليون”الفرصة لإنجاز خطوة أخرى في عملية هدم المسجد الأقصى، بعدما أدت الحفريات أسفل المسجد إلى جعله واقفاً على حافة الانهيار، وقد يكون اختراق طائرة صهيونية للصوت فوق مدينة القدس، سبباً لتداعي البناء بأكمله.
غريبٌ ما وصلنا إليه من فرقة حول اختلافات فقهية بين طائفتين مسلمتين، والكل يستخدمها
لأغراض سياسية، بعيدة كل البعد عن توحد جبهة الممانعة والصمود العربية والإسلامية، أمام الهجمة الجديدة التي ستنال مقدساتنا، وتحول بلادنا العربية بالكامل إلى أرض محروقة، خالية من شعوبها وسكانها الأصليين، وهذا ما أنجزته الشركات التجارية في إنشاء الولايات المتحدة، بتطهير القارة المكتشفة من سكانها الهنود الحمر، وبإشاعة التمييز العنصري بين البشر حسب ألوانهم وأعراقهم وأديانهم.
نشهد بأم أعيننا ما تقوم به القوات “الإسرائيلية” من تخريب لبنية المسجد الأقصى والأرض المباركة حوله، والمناشدات تتصاعد، ولا تلبث الأصوات أن تنشغل بقضية أخرى، وما أكثر تعدد القضايا، والتي تُعتبر سياسة مقصودة استعمارية لإشاعة الفوضى التخريبية.
عزف أولمرت منذ فترة ليست ببعيدة على وتر مطالبة الفلسطينيين بالعدول عن حق العودة، وبالربط بين ما يحدث للمسجد الأقصى اليوم، نجد أن أكثر ملفين معقدين في اتفاقيات التسوية وعملية “الاستسلام”،هما حق العودة والقدس الشريف.
لذلك لا يمكن تجاهل تلك المحاولات، وقد حاول المستوطنون المتطرفون انتهاك ساحة الحرم المقدسي، لكن الفرصة أصبحت أكثر من سانحة في ظل تصعيد الخلاف والاختلاف السياسي الفلسطيني، والذي أدى إلى الاقتتال. لست بصدد البحث في ما وراء التصعيد، وكلنا نسعى إلى تهدئة الأمور، لتسير القافلة الفلسطينية نحو حلول واقعية لإحياء الصوت الشرعي الفلسطيني، وبقاء المقاومة الخيار الأول، واستبعاد العابثيين نهائياً من طريق الوفاق الوطني. فلا شرعية لسلطة تحت احتلال، ولا الكوادر والمؤسسات السياسية، لها حق الانتقال من شارع لآخر، إلا بإذن المحتل.
نعم للبيت رب يحميه، وحوله شعب ما زال مرابطاً يعي الخطر الحقيقي الذي يحدق بقضيته وبمقدساته. وهذا ما يرجح استنهاض شعب كان وما يزال يقدم التضحيات، وعلّم العالم بأسره، وسائل ابتدعها للصمود، بدءاً من انتفاضة الحجر إلى انتفاضة الأقصى والعمليات الاستشهادية، ثم بتحرير رجال المقاومة في مسجد النصر ببيت حانون، ببطولات حرائر حانونيات، أو بخروج دروع بشرية تواجه هدم بيوت في غزة.
الحلول الفلسطينية تواجه مسؤوليات أعظم من تشكيل حكومة محلية، وأهم تلك المسئوليات توحيد كل الصفوف الوطنية، فهل هناك من المرابطيين في فلسطين بأكملها من البحر إلى النهر، من سيواجه شر نوايا الصهاينة بشأن هدم المسجد الأقصى؟، وهل فلسطينيو الخارج سيتصدون بشكل جدي لدعوة أولمرت بالتخلي عن حق العودة؟.هاتان المسئوليتان هما أكثر ما يزعزع استمرار المشروع الصهيوني-الأمريكي المنطلق من فلسطين، والذي امتد ليشمل احتلال العراق، والتوغل في الشؤون الداخلية اللبنانية، واستباحة أرض السودان والصومال لتطويق مصر من الجنوب، لتكون أرض الكنانة المكافأة الكبرى لآل صهيون، وليصبح علمهم من النهر إلى النهر، يرفرف فوق الأراضي العربية، وبموافقة عربية بحجة السلام المزعوم.
ما هو رد فعل الدول العربية أمام هذا الانتهاك الصارخ، بعد الصمت على انتهاك القرآن في مساجد العراق وجونتنامو، ونشر الفرقان الجديد ومحاولات انتهاك الإسلام بظواهر مرضية كإمامة امرأة مسلمة في أحد كنائس أمريكا، والتهكم على الرسول صلى الله عليه وسلم في رسومات كاريكاتير،والاكتفاء بالحوار والشجب كالعادة؟، أم أن السياسة لا تعترف باحترام مشاعرنا وشعائرنا؟. ما نتوقعه من المسؤوليين العرب، هو نبذ الخلافات، وسحب سفراء العدو من الأراضي العربية، احتجاجاً على الاستهتار بمقدساتنا، وإصدار فتوى إسلامية موحدة عملية، لوقف عمل الجرافات فوراً، وتقديم العون لترميم الحرم المقدسي، فاليوم القدس وغداً مكة المكرمة…ولا يبقى لنا إلا أن نكتفي بالقول، للبيت رب يحميه!..
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حرائق كبيرة في إسرائيل والسلطة تعرض المساعدة
المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت حرائق كبيرة في كيان الاحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، وفشلت السلطات المحتلة في السيطرة عليه، في حين عرضت السلطة...

الاحتلال يصيب طفلاً في جنين وينصب بوابات حديدية جنوبي الأقصى
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل، اليوم الأربعاء، برصاص قوات جيش الاحتلال في جنين شمالي الضفة الغربية، فيما نصب الاحتلال حواجز عسكرية في...

أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية نفدت تماما
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت منظمة "أوكسفام"، وشبكة المنظمات الأهلية في غزة تزايد الأوضاع الإنسانية في القطاع صعوبة بشكل كبير منذ 2 مارس/آذار...

إغلاق مدارس الأونروا في القدس يهدد حق 800 طفل بالتعليم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إغلاق سلطات الاحتلال مدارس المؤسسة الأممية في...

مستشفيات غزة تستقبل 145 شهيدا وجريحا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 35 شهيدا، و109 إصابات وذلك خلال 24 الساعة الماضية جراء تواصل حرب...

برنامج الغذاء العالمي: غزة تواجه المجاعة و700 ألف بلا طعام
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد برنامج الغذاء العالمي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مبينا أن مخزون البرنامج من المساعدات...

العفو الدولي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة وانتهاك واسع للقانون الدولي بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام اتهمت منظمة العفو الدولية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية" في قطاع غزة،...