عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

الجهلة يحرقون الجامعات !!

خليل الصمادي

لم أجمع الجاهل على جاهلين لأنه جمع مذكر سالم وإنما استخدمت الجهلة لأنهم لا رجال ولا سالمين.

الجامعة الإسلامية في غزة تحرق!!!
جامعة القدس المفتوحة تقصف أيضا!!
وصمة عار في جبين الشعب الفلسطيني أن تحرق وتدمر جامعاتهم ومكتباتهم ومساجدهم!!
 لا يذكر التاريخ هولاكو ولا المغول إلا ويذكر حرقهم لبيت الحكمة في بغداد عام 656 ،نسي الناس إزهاق مليون ضحية لكنهم لم ينسوا حرق بيت الحكمة!!
ولا يذكر التاريخ تيمورلنك ولا التتار إلا ويذكر حرقهم لمكتبات دمشق وغيرها من المدن التي مرَّوا بها. 
وأخيرا لم ينس كثير من المشاهدين إضرام النار في المكتبات والمتاحف والمراكز العلمية والتي قام بها الغوغائيون كارهو العلم والحقيقة تحت رعاية رعاة البقر في العراق.
لمَ الأمر عظيم وخطير؟
الأمر خطير لأن هذه الجامعات والمكتبات مراكز إشعاع للأمة ولا شك أن مدى تقدم أي بلد مرهون بجامعاتها ومراكزها العلمية والثقافية،ولأن قادة الأمة لا بد أن يكونوا ممن مروا من هذه المراكز أو على الأقل ممن شجعوها،ولأن الذي يسجل التاريخ يحترق قلبه مع حرق الكتب والمراكز العلمية فيصب جام غضبه على الجاهل المعتدي، ولا يرحمه، بل يشهر به انتقاما من جهله وغوغائيته حتى يكون غيره عبرة له!!
 
 قد يبرر القصف على تجمع عسكري أو مركز للأمن أو حتى على منزل مسؤول، أما على جامعة فلا وألف لا!!
 
وها نحن اليوم نسجل للعالم أجمع وأمام شاشات التلفزة والفضائيات أننا ويا للأسف نحرق جامعاتنا ومراكزنا العلمية ومساجدنا بأيدينا!!  يا للفضيحة !!ماذا نقول للأصدقاء والأعداء ؟
 
ماذا نقول لهم : هل الجامعة الإسلامية من التيار الدموي الحمساوي؟ أم أن جامعة القدس المفتوحة من أتباع الفكر المنغلق؟ ، أم أن هذه الجامعات هي التي رعت وفرخت أعداء الشعب؟
 ماذا نقول يا أبطال المقاومة وحماة العلم والحضارة؟ أفيدونا هداكم الله هاتوا برهانكم واقوالكم إن كنتم تستطيعون القول.

 

 إنكم لن تستطيعوا قول شيء لأن الذي يستطيع القول لا يكره العلم والحضارة ،ولا المراكز العلمية التي بفضلها تخرج الآلاف من الفلسطينيين من حماس و فتح والجبهات والجهاد والمستقلين وغيرهم وغدوا بفضل الجامعات متعلمين متنورين نافعين لمجتمعهم.
هل يريد الذين أحرقوا الجامعات أن يرجعوا بالبلاد والعباد إلى الجهل والتخلف ، فإذا كانت هذه رسالتهم، بئس هم، وبئس ما صنعوا .
إنهم كما عبر عنهم الشاعر الجاهلي الأفوه الأودي:

لا يَصْلُحُ الناسُ فَوضَى لا سَراةَ لَهُمْ         ولا سَـراةَ إذا جُهالُهُـمْ ســادُوا
تُلفَى الأمورُ بأهلِ الرشْدِ ما صَلَحَت ْ           فـإنْ تَوَلـوْا فبالأَشْـرارِ تَنْـقـادُ

 
قد ينسى التاريخ مئات القتلى وآلاف الجرحى ودمار عشرات المنازل ولكنه لن ينسى حرق جامعة  أو مكتبة أو دمار مسجد أو قتل عالم .
ألا لعنة الله على المغول ، ألا لعنة الله على التتار، ألا لعنة الله على الصليبيين ، الذين حرقوا المكتبات العامرة لينتقموا من حضارة المسلمين، ألا لعنة الله على رعاة البقر الذين سمحوا بحرق المكتبات والمتاحف في بغداد ، ألا لعنة الله على إسرائيل التي سرقت محتويات مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت خلال اجتياحها لبنان عام 1982 ولكن للحقيقة أن إسرائيل أرجعت معظم ما سرقته بعد سنة من الغزو بعد أن صورت ما تحتاجه ولم تحرقه.
ماذا نقول في فلسطين ومن نلعن ولمَ نلعن؟ ألا لعنة الله على كل من يفسد في الأرض ويسعى في خرابها .

*خليل الصمادي
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات