الأربعاء 14/مايو/2025

هولاكو عاد من جديد

ميسون الرمحي

حين يكون المرء من الجهل والتخلف بمكان فإنه سينتقم من مصدر إشعاع النور الذي يمتد بنوره الساطع ليكشف حجب الظلام خارج حدود الزمان والمكان ،فماذا تكون المحصلة فيما لو أضيف إلى ذلك كله حقد وعمى وإتباع لمخططات واستراتيجيات حاول أن يمارسها الأعداء سابقا فلم يفلحوا، لذلك لا بد من تمرريها وإنجازها بأيدٍ تترية وعقلية هولاكية عصرية تتساوق مع ما فعل هولاكو بعاصمة النور والعلم بغداد حين ألقى بكل ذخائر العلم والنور في نهر دجلة والفرات .

فمن خلال منهجية مبرمجة حيكت في ظلام الحقد والخيانة في سعي منها إلى طمس النور ومنارة الحقيقة وإزالة كوكب دري يوقد من شجرة مباركة غراسها العلم والكتاب وماؤها عقول واعية صادقة وثمارها طيبة مباركة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ونتاجها مجتمع مزدهر متقدم ذو جذور ثقافية حضارية .

مشهد الحريق والدمار الذي ما زال يلتهم الجامعة الإسلامية هذا الصرح العلمي المضيء والذي شع نوره في أرجاء فلسطين قاطبة أذهل العقول والألباب، فهل استطاعت معاول الأعداء وخلال فترة زمنية طويلة أن تجني هذه المحصلة المدمرة؟ ماذا جنى صرح العلم وما هي خطيئته !!! هل ذنب الجامعة أنها أصبحت في مصاف الجامعات المتقدمة عالميا على الصعيد التكنولوجي والعلمي والثقافي والفكري !!! هل جريمتها أنها شيدت على يدي إمام الشهداء وشيخهم أحمد الياسين في خيام !!! وهل تدان مبانيها وأجهزتها بأنها خرجت قيادات ومبدعين في مختلف التخصصات العلمية والأكاديمية والسياسية الفلسطينية فلا بد من الثأر والانتقام !! هل يحسب عليها أنها ترفد المجتمع الفلسطيني بكوادر مميزة ومنتجة وفاعلة !!!

 شاءت الأقدار أن أزورها عام 1982 وكانت من البساطة في المعالم والمباني وما زال المشهد ماثلا أمامي وتشاء الأقدار أن يزورها أبنائي قبل شهر ونيف ويعودوا وقد تصوروا داخل الحرم الجامعي حين ذهبوا أطفالا مع أختهم لإتمام مراسيم زفافها في قطاعنا الحبيب، فبهرني ما شاهدت من تقدم مذهل على كافة الأصعدة البشرية والمادية وأثلج صدري حينها وشعرت بالفخر والزهو ، ليفجع اليوم أمام زحف هلاكو وجند التتار بكل ما يحملون من حقد وتآمر وعقلية إجرامية ومخططات لا تبرأ منها أمريكا وإسرائيل وتنفذها أيدٍ جبانة أبت إلا أن تثبت مصداقيتها في الولاء والبراء لأسيادها .

حين فشلت كل الضغوطات السياسية والاقتصادية وسياسة الحصار والتجويع في تحقيق تنازل الشعب الفلسطيني عن خياره الديمقراطي وفي إسقاط حكومته الشرعية ولم تفلح كل زيارات رايس بذلك كان لا بد من بدائل أخرى تأجج الشارع وتسقط خياره من خلال حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس وتحصد أرواح الأبرياء ولا يكون فيها رابح غير العدو الصهيوني .

ألم تكن استراتيجية العدو تستند إلى منهجية ترتكز على سياسة تجهيل الشعب الفلسطيني ليبقى عاجزا عن تحقيق أحلامه وطموحاته بتحرير أرضه ومقدساته ، وكأن هذه الإستراتيجية تنفذ اليوم بأيد تدعي أنها فلسطينية والوطن منها براء وسيكتب التاريخ يوما ما قام هولاكو الجديد وأتباعه بتنفيذه وتلعنهم كل ذرة تراب مباركة جبلت بدماء العلماء والشهداء الأطهار .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...