هل حقاً نحن شعب واحد!؟

شطحت الكثير من الأقلام وجنحت إلى أسلوب التشهير بالسباب والشتائم، دون تقديم أي برهان قاطع على الاتهامات الباطلة المقدمة من بعض المهرجين. بالطبع هذا يدل أن المنبر الحر وما يقدمه من أدلة وحقائق قاطعة، لا مكان له في ظل الانقسام الشعبي الفلسطيني، فلا يجوز فقدان بوصلة الصواب وتكريس التضليل والتعتيم من قبل أصحاب الحناجر العالية، الموظفة لهذه المهمة تحديداً.
الكلمات الساقطة، والتي لا تعبر إلا عن مدى تدني مستوى صاحبها، رافقت مقالات المرتزقة في الأوراق الصفراء الفلسطينية، طالت الكتاب والقادة، بالتعرض لهم شخصياً بافتراء لا مثيل له على الساحة الاعلامية الفلسطينية ، وليس بتناول الوقائع المثبتة بموضوعية وعقلانية، والردود تخلو من أدبيات وأخلاقيات الصحافة، كدلالة على أن جعبتهم تنضح بما فيها من سخف وتحقير لأنفسهم وفكرهم، قبل تحقير الآخر.
عندما يبدأ هؤلاء بتوجيه سهامهم المسمومة، وهم يتولون مناصب رسمية، ويتهمون عن بعد من قدم رسائل رسمية لمسؤوليين فلسطينيين، طالباً الإجابة عنها بكل موضوعية، فإنهم يرشقون بمداد الفساد أوراقاً نفذت منها الأخلاقية، ويرمونه بتهم السكر والعربدة والتاريخ الأسود وعبادة الدولار، في حين أن المقصود بتلك الهرطقات، وهو الدكتور ابراهيم حمامي، يقيم في بريطانيا، فلماذا مثلاً لم يُتهم أنه يتقاضى أجره بالاسترليني!، يا لسخف تلك الادعاءات، والتي تبث العفونة والأضاليل، فمن لديه البراهين أن الدكتور حمامي يترنح بالعاصمة الضبابية بين حاناتها، فليقدمها بدليل قاطع، خاصة أنها جاءت ممن يتولى منصبا رسمياً، ومقاضاته بحكم منصبه، يقتضي أن يقدم كل ما ادعاه أمام محكمة مستقلة عادلة، لا تتبع أي جهة سلطوية، وهذا ما نطالب به.
حقيقة لا أعرف من هو المندس بيننا، ومن هو الذي يطالب جهاراً بالاعتراف بالعدو الصهيوني، ويبرم اتفاقيات مع العدو ويلتزم بها، ويقبض ثمنها، لتصب في جيبه الخاص على حساب أنقاض بيوت مهدمة ودماء أغرقت الشوارع من جنين إلى القطاع، ومن هو الذي نصب بدعم أمريكا، وتدرج سريعاً إلى مراكز قيادية، وأنشأ فرق الموت، وقاد فتنة في غزة قبل تسميم الرئيس عرفات ضد من يشاركه نفس الفصيل!.
كما أن خلط الأوراق لا يبرر استخدام اللغط والغلط، والدكتور حمامي لم يتعرض يوماً بشكل أو بآخر لممارسات الاحتلال الأمريكي بالعراق، ولا بالعبث الايراني بالوطن العراقي الواحد، ووضع جل اهتماماته دائماً فيما عاناه ويعانيه الشعب الفلسطيني من تيار الفساد وإفساد الذمم والضمائر، والدليل ما ينطق به هذا المدعي المضلل بفتات موائد كبار قادة فرق تصعد الانقسام بين الشعب الواحد.
لطالما حاولت الابتعاد عن المهاترات الجانبية، والاكتفاء بالرد غير المباشر، ولكن على ما يبدو أن لا لبيب من الإشارة يفهم، وهناك من يتعمد نقل المعركة، لتتحول قضيتنا العادلة إلى مهاترات جانبية، وهو ما يجب أن ننأى بأنفسنا عنه، فالمرحلة تقتضي وحدة الشعب، ورص الصفوف، والدفاع عن حق واحد مشروع، ورفض من يساوم ويفرط ونبذه من صفوفنا، بتحري الحقيقة كاملة.
كيف يمكن أن نشارك في حصار شعبنا؟،وآوامر التضييق عليه وعقابه أتت من الباب العالي، وشاركت فيها دول وبنوك، والأموال محتجزة في أدراج الرئاسة، بينما ينددون بـ”تهريب”الأموال من أجل دفع الرواتب!.
ثم يستمر التضليل، مضيفاً أن “الوثيقة اليوسفيه التي صغتها أنت واحمد يوسف في لندن للقضاء على حقوقنا الشرعية وتقديم فلسطين بدون مقابل للاحتلال والأمريكان”، من أين له الدليل على ذلك؟، وهل حقاً هناك وثيقة صيغت من أطراف فلسطينية، وأن من أخذ على عاتقه نشر وانتشارالوثيقة الأوروبية، له أسبابه وغاياته؟، وحماس نفت رسمياً وجود أي وثيقة وتحدت الجميع بإظهارها..
ولنفترض جدلاً خاطئاً أنها صيغت من قبل المستشار الدكتور أحمد يوسف، فما دخل الدكتور حمامي، وهو لا يشارك في اللقاءات والاجتماعات ،وليس له أي صفة رسمية بالحكومة المحلية. كما أن الوثيقة المزعومة صيغت في وقت كان فيه الدكتور حمامي في مكة المكرمة لأداء شعائر الحج، ويا للمفارقة وللجهالة، والمطلع على بنودها، يدرك تماماً أنها رؤية صهيونية- أوربية بحتة.
إن د. حمامي لم يسرق التاريخ، فنحن نعيش تداعياته بالاتفاقيات التي تمخضت عن عودة القياديين في فتح والموقعين اتفاقية أوسلو للأراضي المحتلة، وهم بالمناسبة من أهل الشتات، بحجة بناء لبنة “الدولة الفلسطينية”، ولم نشهد أي مشروع اقتصادي قيم، ولم تتوقف بناء المستوطنات بالضفة للحظة، وارتفع وعلا جدار عازل،والانتهاك مستمر للقدس الشريف، بهمة الأشاوس القادمين على ظهر دبابة العدو، وليس من الخارجين من المعركة، والفارق لو تعلمون كبير…
أي حقائق تلك المقلوبة والأطفال الثلاث والقاضي بسام الفرا يُغتالون في وضح النهار، والشيوخ يُعدمون والطفل يحيى يُقتل على مرآى من العالم. وأي تزوير، والعرب قبل الفلسطينيين يعلمون من المسؤول عن الأجهزة الأمنية، التي تفتخر برفع السلاح في وجه الأخ، ويطالبون بضبط النفس تجاه العدو، في حين كل العالم شاهد ممارسات القوات”المشلحة” المذلة في أريحا!.
كما يدرك الجميع أن السلام التائه الذي عُرض في الجزيرة المرئية ، لم يكن إلا توثيقاً بالصوت والصورة لما يحدث على أرض المعركة، وليس بعيداً عنها!.
نفتخر بالعمليات الاستشهادية، وبكل أبطالنا المقاوميين من أي فصيل كانوا، لكن ألم يدن السيد عبد الرحمن عملية إيلات، أم أنه ليس من حركة فتح؟، وهل لم يسمع هذا أوذاك ومن في أذنه صمم، ما صرح به السيد دحلان، بأن المقاومة عمل إجرامي؟!. ولو كان هذا الذي يطالب بوحدة الصف الفلسطيني شريفاً عفيفاً، لما اتهم حماس أو أي فصيل فلسطيني مقاوم بسقوط القناع عنها، لتظهر على حقيقتها الاجرامية!، وعملية أسر الجندي ما زالت تشهد، بعدم إسقاط الخيار الأول.
عيب وألف عيب، فحماس وفتح والجهاد والشعبية منا، وكلنا نريد الحرية لأرض مغتصبة وشعب محاصر،وجميعنا نريد أن تستقيم الأمور. أهلكم بالشتات لهم نصيب من مآساة النكبة، أم نسيتم من تشرد بمخيمات اللجوء في عام النكبة، وما حصل بصبرا وشتيلا، وكيف تشرد الكثير لشهور على الحدود المصرية الليبية، وما يحدث لهم من تعذيب وقتل بالعراق، وهل تظنون أننا نأكل الملبن ونسكن القصور الفارهة، ونتجاهل قسوة الحصارعليكم، ألسنا نحن امتدادا لعائلة واحدة!؟.
وختاماً نحن أهل الشتات ومصنفون عالمياً، بأننا أُبعدنا قسراً وقهراً، ويأتي من بني جلدتنا، من ينبذنا، ويعتبرنا خارجين عن السرب الفلسطيني، ويشرفنا أن نعفر وجوهنا بتراب الوطن الطاهر، وأن التهديد المباشر الصارخ بالتلويح بأحبال المشانق وأفواه البنادق، لا يجب أن تقال لأي فلسطيني، خاصة أن من يقاوم سياسياً ويقف حجر عثرة أمام الفاسدين والمفسدين، لا يتبع أي جهة ولا يتقاضى أي أجر على ما يكتب، وضميره ومرجعيته الإيمان بالله وبقضيته.
العار الذي لحق ببعض أشباه الرجال من الشعب الفلسطيني، هو عمى البصيرة والبصر وتغييب الضمير،وهذا ما يؤلمنا ويقلق مضاجعنا، وللأسف باتت الأقلام توجه صواريخها عبر الأثير من أجل تكميم الأفواه بالتهديد العلني، فأين هو صوت القضاء الفلسطيني المستقل؟.
أين نحن من مقولة فولتير(قد أخالفك الرأي، ولكنني لا أتردد في أن أبذل آخر رمق من حياتي وآخر قطرة في دمي، دفاعاً عن حقك في التعبير عن رأيك). والحكمة أولها أن نقول الحق،وآخرها أن لا نعرف الخوف.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...