الثلاثاء 13/مايو/2025

نجمة بلعين

عبدالله أبو رحمة

منذ بداية الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية يسعى الفلسطيني إلى مقاومته بكل الوسائل وبكافة الإمكانيات،ويحاول أن يوصل قضيته إلى كافة المحافل الدولية ،وتجنيد أكبر عدد ممكن من المتضامنين الدوليين المخلصين ،الذين يعتبروا سفراء لقضيتنا في دولهم .

قصة ( أنّا ويكس) ابنة الثلاثين عاما التي حاربت هي وعائلتها التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ،وجاءت مع حركة التضامن الدولية  إلى فلسطين خمس مرات لتقف إلى جانبهم ضد الإحتلال وجداره الذي يعتبر من أبرز أشكال التمييز العنصري ،حيث يفصل بين المواطنين وأرضهم ،ويمنعهم من التحرك بحرية في وطنهم .

وقفت (أنّا) مع الفلاحين البسطاء في مسحة وبدرس وجيوس وبلعين ،وشاركتهم في تظاهراتهم وفعالياتهم ، قامت بمساعدة الطلاب في الوصول إلى مدارسهم في الخليل ، وسهرت على البدو الذين يسكنون الكهوف في خربة الكواويس في جنوب الخليل حماية لهم من اعتداءات المستوطنين ،كانت من أشجع المتظاهرين وأجرأهم تقف درعا واقيا لحمية المدنيين من قمع وبطش الألة العسكرية الإسرئيلية ،وحين يعتقل شاب تهب بكل قوتها هي وأصدقاؤها لتخليصه من أيدي جنود الإحتلال .عرضت حياتها أكثر من مرة للخطر ،فقد أصيبت في بلعين وأعتقلت هناك ورحّلت ومنعت من العودة إليها .

جاءت المرة الأخيرة إلى فلسطين قبل عام ، اوقفت في المطار وحقق معها ، وكانت الأوامر بعودتها إلى دولتها ،لكنها بينت لهم وضمن ما معها من أوراق أن هذه الزيارة ليست للتظاهر ،وإنما هي لمهمة إنسانية أخرى .فهي قادمة كي تتبرع بكليتها لطفلة فلسطينية صغيرة عمرها ثلاثة أعوام تدعى لينا فريد طعم الله  من قرية كيري .سمح لها بالعبور ولكن أشترط عليها ألا تذهب إلى بلعين.لقد عبرت وتبرعت بأغلى ما عندها ونجحت العملية بحمد الله، وادخلت البسمة والفرحة في نفس تلك الطفلة وعائلتها .

قبل أيام قليلة أنجبت (أنّا) طفلة،اختارت اسم (نكونكويزي بلعين ) لها وتعني بالعربية نجمة بلعين .لقد امتزج دم (أنّا) بتراب فلسطين ،وضربت وأهينت وأعتقلت ،وتبرعت بجزء منها لتمنح الحياة لطفلة صغيرة بريئة ،ولم تكتف بذلك بل ارادت أن تقول أنني مهما منعت من الوصول إلى فلسطين فأنها معي وأنا فيها .

*منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والإستيطان بلعين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات