عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

صفد بين عباس وهنية

أحمد الفلو

لقد عودتنا قيادات فتح بعد كل مفاوضات أو اجتماعات مع الإسرائيليين أو الأمريكيين على أخبار التبرعات والكرم والسخاء حين يذهب أحدهم إلى نيويورك أو إلى أوسلو أو إلى أي معبر للاجتماع مع الإسرائيليين

وهذا تماما هو نهج الهدايا المجانية المقدمة للعدو وعلى حساب الشعب الفلسطيني ((هدايا من لا يملك لمن لا يستحق)) وهو النهج الذي ورثه  محمود عباس وعريقات ودحلان يخرج كل واحد منهم  بعد كل مفاوضات من مقر الاجتماع نافخا صدره كبطل منتصر منافح عن شرف أمته وشعبه ليطل على الصحفيين فيستعرض إنجازاته في مجال حقوق الشعب وحماية مستقبله مقدما نفسه باعتباره صاحب الفضل العميم على أبناء الشعب، وبعد ذلك يحاول إقناعنا بأن كل التنازلات والركوعات والسجودات التي قدمها للعدو ما هي إلاّ نتاج عبقريته وتفهمه للعبة السياسية والتي تعجز عقولنا القاصرة عن فهم مغزاها وحل طلاسمها بل و يعتبر الأخ القائد الفتحاوي وبفعل حنكته السياسة وبراعته الدبلوماسية أنه عندما يتنازل عن القدس مثلاً فإنه بذلك قد أحرج إدارة بوش وحكومة باراك وأنه وضع الكرة في مرمى الإسرائيليين وأنه أربكهم وهذا بنظره (أي بنظر عباس ) نوع من الحنكة السياسية التي لايتمتع بها أحد غيره ويريد بذلك إقناعنا نحن – الفلسطينيبن – بأننا بلهاء وسذَج ولا نفقه ولا يمكن أن نفهم أن رئيسنا المبجل عندما يقدم القدس هدية للصهاينة فإن من وراء ذلك مكيدة يدبرها الأخ الرئيس للإيقاع بالقيادة الإسرائيلية وليس أمامنا نحن البلهاء سوى الإقرار بحكمة السيد الرئيس وبذكائه . بل إن من واجب أهل المخيمات الخروج والتصفيق لإنجازات الأخ المناضل الرئيس محمود عباس حيث أكد موافقته على تجنيس اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية.

وفي هذا السياق نتذكر تلك الوثيقة العار التي مهرها ياسر عرفات بتوقيعه الميمون والتي بموجبها اعترف بحق إسرائيل ب76% من أرض فلسطين ليموت بعد ذلك بطلا يبكي على فقدانه الآلاف وكأننا قطيع أغنام مات راعيها وكل ذلك من خلال الآلة الإعلامية الفتحاوية ومرتزقتها والذين يعتبرون الشعب الفلسطيني قاصراً لم يبلغ سن الرشد وأن على أبناء المخيمات في غزة والضفة ولبنان والأردن وسوريا أن الختيار بتنازله عن أراضيهم ونيابةً عنهم فهو بذلك قائد تاريخي حقق أحلامهم وأن العودة للديار شيء ربما كان مثل الفطر السام يميت من يأكله وأن الختيار قد أنقذ شعبه من الوقوع في فخ العودة.

 إن تلك العقلية التي تشكل النهج والأسلوب في القيادة الفتحاوية بالإضافة إلى ذلك الاستلاب الفكري والارتهان المنهجي الذي وقعت فيه أكثرية القواعد الفتحاوية وذلك التهاون التنظيمي في فتح أدى إلى حالة تطاول القيادة على الثوابت الوطنية والمتاجرة بها لأن من أمن العقوبة والمحاسبة أساء الأدب لهذا فإنني أعتبر أن الهوان والخنوع المتفشي في شرايين الجسم الفتحاوي وكذلك إعجاب القاعدة بما تقرره القمة دونما وعي ولا تدقيق بالإضافة إلى غياب مبدأ السؤال والمحاسبة والفساد المتغلغل في الهياكل التنظيمية لحركة فتح قد أدى فعلياً إلى جعل القيادات الفتحاوية تتمادى في تنازلاتها ومتاجرتها بأساسيات القضية الفلسطينية وتتصرف فيما لا تملك وبدون تفويض ولا توكيل من الشعب .

 لقد وقع الصدام الحتمي على الساحة الفلسطينية الذي هو ضرورة تاريخية منسجمة مع قوانين التاريخ ومع قوى التدافع الحضاري في الأمم والشعوب نحن أمام رئيس هو في الأصل من مدينة فلسطينية عريقة هي صفد و لديه كامل الاستعداد للتخلي عنها رئيس يمنح مفتاح بيته في صفد للصهاينة أي رئيس هذا لم يكن أميناً على مفاتيح بيته فكيف يكون مؤتمناً على فلسطين بالكامل ؟؟ وفي واقع الأمر يمكننا أن نعتبر الشرخ الكبير بين عباس وبين مشعل هو صراع بين من فقد الرشد وفرّط في صفد وبين قوى أخرى وطنية أرادت إبقاء صفد ضمن الوطن الفلسطيني والإصرار على المطالبة بها . وينطبق هذا على قرية حمامة الفلسطينية التي تنازل عنها دحلان مقابل وعود أمريكية إسرائيلية له بأن يصبح رئيساً في الوقت الذي يعتبر فيه هنية أن تحرير قرية حمامة في جدول أولوياته .

 إن انتشار الوعي الإسلامي و فشل التجارب التصالحية مع العدو الإسرائيلي بالإضافة إلى انكشاف الأقنعة عن وجوه المتلاعبين بمصير اللاّجئين وفشل مدَعي الفهم والحكمة المستعلِين على الشعب هؤلاء القابعين في قصر النخاسة في غزة ورام الله ملتفين حول جهاز الهاتف بانتظار أي أوامر جديدة تأتيهم من أولمرت  كل ماسبق من أسباب لابد أن يكون كافياً لنهضة شعبية عارمة تطيح بهذه الدمى الصهيونية وإيقاف مسلسل التنازلات المهينة التي يقدمها عباس و زمرة المنتفعين حوله للصهاينة.

ويحق لنا بكل صراحة ووضوح القول بأنَ من المهانة وانحطاط المستوى أن يكون للشعب الفلسطيني المجاهد والذي يمتلك سوية ثقافية وتعليمية مرتفعة نسبة إلى كثير من الشعوبأن يكون لهذا الشعب قيادات متخاذلة متهاوية مثل عباس الذي انسلخ عن صفد بلدته الأصلية أو مثل دحلان الذي يتباهى بكونه خادماً للصهاينة أو منافقاً كياسر عبد ربه لا وألف لا.

نحن بحاجة للأيدي الأمينة على مفاتيح بيوتنا المغتصبة في يافا وحيفا وصفد مؤتمنة على بوابات القدس الشريف قيادات تضع مطالب الشعب في أعلى سلم الأولويات ولا بد من تحرك شعبي فاعل من داخل المخيمات  يتم من خلاله رفع الدعاوى ضد الرئيس عباس وتوجيه التهمة إليه بسوء استخدام سلطته باعتباره رئيساً للسلطة الفلسطينية ولحركة فتح وتقديم تنازلات للعدو الصهيوني والتصرف فيما لا يملك وكذلك التنازل عن القدس الشريف مقابل أن يعطيه اليهود قرية أبو ديس بموجب وثيقة وقعها وأرسلها لبيلين وتتضمن الدعوى أيضا احتجاز ملايين الدولارات في خزينة الرئاسة وعدم صرف ما فيها رواتباً للموظفين إضافةً إلى منع السيد رئيس الوزراء إسماعيل هنية من إدخال المال اللازم لإعانة الشعب الفلسطيني والوشاية للإسرائيليين بالسيد هنية ومحاصرته بهدف تجويع الشعب .

وعلى ما يبدو لنا أن القيادة الإسرائيلية وفي كل جولات التفاوض تمنح عباس ودحلان وعريقات وعوداً وتحصل منهم على تنازلات ثم لا تفي بوعودها لهم بينما تحافظ على التنازلات التي أخذتها منهم بينما لا يستطيع هؤلاء أن يفعلوا شيئاً والسبب هو أن لدى إسرائيل أدلة ومستمسكات عليهم تكفي لفضحهم والإطاحة بهم لذلك نجدهم يسكتون على الاختراقات الإسرائيلية ويبلعون الإهانات الإسرائيلية وهم صاغرون في الوقت الذي يتأهب عباس وبقية الزعران والبلطجية من حوله لحرب ضد حماس وضد الشعب الفلسطيني الذي وراء حماس وبمساعدة إسرائيلية أمريكية مكشوفة حتى لو أدى ذلك إلى حرب أهليةذلك ليس غريباً على تجار الإسمنت ولصوص الأموال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...