الثلاثاء 13/مايو/2025

بلدة الخليل القديمة قطعة من الصحراء لا تملس روح الحياة فيها

بلدة الخليل القديمة  قطعة من الصحراء لا تملس روح الحياة فيها

“كأننا ذاهبون إلى معسكر غوانتناموا ، وكل شيء مغلق فيها وسكانها يعيشون في جيتوهات وكانتونات حتى السماء مغلقة ، وإذا لم يتدارك الأمر في بلدة الخليل القديمة فإنها وخلال فترة قصيرة ستتحول إلى مدينة يهودية” ، هكذا وصف الشيخ إبراهيم صرصور ، رئيس الحركة الإسلامية الجناح الجنوبي في الداخل ، عضو الكنيست الإسرائيلي ، والوفد المرافق له الوضع في البلدة القديمة من الخليل خلال زيارة لها .

خطأ سياسي

وأضاف الشيخ صرصور أن ما يحصل في الخليل هو تجسيد لخطأ سياسي كبير تم منذ توقع اتفاق برتوكول الخليل الذي قسمها الى قسمين ، نرى نتائجه المرة على الشعب الفلسطيني ، مشيرا ان هذا الاتفاق فتح الباب للمستوطنين لتعزيز استيطانهم في البلدة القديمة ، التي كانت قلب الخليل النابض و المركز التجاري لها ، وما لمسناه حاليا انها قطعة من الصحراء لا تملس الحياة فيها .   

وأوضح أننا كبرلمانيين ونشطاء ولنا علاقات واسعة سنعمل على محورين  الأول الرسمي والذي يشمل الاتصال مع السلطة الوطنية الفلسطينية والتي سمعنا بحقها في بلدة الخليل كلاما يجرح ، فهي لا ترعى الخليل بالشكل المطلوب ولا يقوم المسؤولون الكبار فيها بزيارة المدنية للاطلاع على أوضاعها ،حيث يشعر السكان أنهم معزولون عن العالم أو من كوكب أخر ،  متمنيا على الرئيس محمود عباس  ان يقوم بزيارة للخليل لها ومشاهدة المعاناة اليومية التي تعيشها المدينة.

وأشار الشيخ صرصور في فلسطين هناك مدينتان تواجهان التهديد والمخاطر هما القدس والخليل ، موضحا أن المخاطر التي تتهدد الخليل أكبر بكثير من المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى الذي قمنا ومن خلال مؤتمرات صحفية بكشف عمليات حفر الإنفاق ، داعيا إلى إيجاد الطريقة لإنقاذ البلدة القديمة في الخليل وان تسمع شكواها .

أما المحور الثاني فهو شعبي ومن داخل الخط الأخضر ، كاشفا انه طلب إعداد وثيقة تتضمن اكثر القضايا إلحاحا من الناحية الإنسانية ، خاصة ان سكان الخليل لا يستطيعون تجاوز الحواجز المنتشر بكثرة فيها ، واصفا هذه الحواجز بمحطة من محطات جهنم ، لمتابعتها مع كل طرف معني والمؤسسات الإنسانية والحقوقية في هذه القضية وعمل حملة واسعة النطاق بعيدا عن السياسية.

وأضاف كما أننا سنعمل شعبيا لتسير الحافلات الى الحرم الإبراهيمي الشريف والبلدة القديمة على اعتبار انها محطة وقلعة ان سقطت لن يبقى لفلسطين ما تبحث عنه من إقامة الدولة الفلسطينية ، وسنتوصل مع المؤسسات في المدينة على أمل لتجاوز المحنة وانقاذها من براثن الغول الاستيطاني .

صورة مصغرة لما يجري

وبين الشيخ صرصور ان ما رأيناه من مقطع الفيلم الذي صدر عن مؤسسة بتسيلم من اعتداء المستوطنين على عائلة أبو عيشه في تل الرميدة وسط الخليل ، هو صورة مصغرة لما يجرى من أحداث ومعاناة يومية للمواطن في المدينة ، وعلى مدار الساعة ، فلا  يمكن أن يسمى الوضع هناك بالإنساني داخل  دولة المستوطنين الذي زج بهم في المنطقة ومن زجهم عرف تماما من يزج ، فهم يمارسون أعمال إجرامية منظمة ، تمهيد لإخلاء السكان  وتكريس الاستيطان .

وأضاف ان كل ما رأيناه هو صوره سربت بطريق ما ، ولكنها فصول لمأساة لا يقبل بها ، تتم تحت حماية الجيش الإسرائيلي وتواطؤ حكومي مع هؤلاء المستوطنين ، مشيرا انه لا يستبعد ان الحكومة تشجعهم لتنفيذ مخططها بتهويد المدينة ، مؤكدا أنهم يقتطعون الخليل قطعة قطعة في خطة تمتد لأكثر من عشرين عاما بهدف تهجير السكان واحتلال اكبر مساحة جغرافية من المدينة .

وأشار الشيخ صرصور أننا لا نعول كثيرا على الرأي العام الإسرائيلي إلا بالقليل ، موضحا انه سيعمل على أحداث لوبي أو مجموعة تتابع هذه الأحداث من أعضاء البرلمان و حقوقيين ونشطاء لزيارة المدينة ، وتبني خطة إنقاذ لدحرجتها أمام المؤسسات الأمنية الإسرائيلية للتخفيف من الوضع المتردي لسكان البلدة القديمة  تمهيد لاستنقاذ الخليل قبل فوات الأوان وقبل أن يقوم المستوطنون بفرض واقع  لمفاوضات الحل النهائي .

مدينة اشباح

ووصف الشيخ فريد الحاج يحيي ، مدير عام جميعه الأقصى ، لرعاية الأوقاف والمقدسات الإسلامية ، البلدة القديمة بأنها مدينة أشباح مغلقة ، كل شيء محتل فيها الانسان والشارع والحجر والشجر ، مشيرا ان شارع الشهداء اصبح جزءاً من الحي اليهودي ، وان الاحتلال والمستوطنين استولوا على اوقاف اسلامية مقامة قبل اربعمائة عام مثل مسجد البركة .

واشار ان الشيء المؤسف ان سكان البلدة انهالوا علينا كأننا من عالم أخر لاسمعنا معاناتهم وآلامهم ، فهم لا يستطيعون الوصول لمنازلهم ومتاجرهم ، شاهدنا مئات المتاجر التي صبغت باللون الأحمر في إشارة أنها أغلقت بأمر عسكري دون سبب ، موضحا ان من تبقى داخل السوق هم اناس داخل سجن وكانتونات ، مشيرا ان السماء هناك ايضا مغلقة بأسلاك خوفا من المستوطنين وممارساتهم .

وأضاف كانت مشاعري اثناء صلاة الظهر في الحرم الابراهيمي اننا لسنا في مكان مقدس ، فالداخل اليه يمر عبر العديد من البوابات الحديدية والالكترونية والتدقيق من جحافل الجنود الاسرائيليين الذي يلاحقوننا ويتابعوننا ، مشاعر سيئة ، وان السكان العرب مغيبون وغائبون ولا صلة لهم لا تجارة لا عمل ، انها جريمة ترتكب ضدهم بحق .

وأوضح الشيخ الحاج يحيى ان العالم مطالب بمحاربة الخطر الداهم الذي يجتاح الخليل وعلى رأسها السلطة ، مشيرا انه لن ينسى ولن تذهب من مخيلته كيف اشتم رائحة الرطوبة في أحد محلات الأدوات المنزلية ، نتيجة قيام المستوطنين بأعمال شيطانية بخرق سقف المحل وسكب المياه لإتلاف أغراضه ، مؤكدا ان الاحتلال يمارس سياسة تهويد وحصار اقتصادي للبلدة القديمة التي ستهجر و ستخلو بيوتها نتيجة هذه السياسية .

وأكد رئيس جمعية الأقصى ان الجمعية ستقوم بتكثيف التواجد وتسير الحافلات الى البلدة القديمة والصلاة بالحرم الإبراهيمي ، لتكون العون الاقتصادي كخطوة أولى لدرء الخطر ورفع المعاناة وحماية المقدسات .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات