الجمعة 05/يوليو/2024

الأمة الإسلامية تنهض وتنتصر رغم أنف الطغاة!

الأمة الإسلامية تنهض وتنتصر رغم أنف الطغاة!

صحيفة الشرق القطرية

 
اشحذوا البصيرة سوف ترون أضواء النصر تشرق من فلسطين والعراق من بين ركام الدمار والهزائم.. الأمة تسترد عافيتها، وقوى المناعة فيها تتحرك لتصد العدوان وتتخلص من الخلايا الفاسدة .

منذ بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 أثبتت الأمة قدرتها على إبداع نموذج جديد للمقاومة، وعبر عقدين من الزمن استطاعت أن تطور النموذج ليشكل أملاً لكل المقهورين في تحقيق الحرية والاستقلال .

هذا النموذج هو إبداع حضاري إسلامي استوعب معطيات التجربة التاريخية للأمة، وأعاد صياغتها لتتناسب مع تحديات العصر، وربما يكون هذا النموذج هو أهم الإسهامات الحضارية التي قدمتها الأمة للبشرية في العصر الحديث، فالفقراء في عالمنا وهم يشكلون 80% من البشر يمكن أن يستخدموه في بناء عالم جديد يتميز بالحرية والعدل والمساواة .

والنموذج الإسلامي للمقاومة والتحرير أصبحت الأمة تستخدمه بكفاءة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي في فلسطين والعراق وأفغانستان، وغداً سوف يستخدم في الصومال وعبر خريطة العالم الإسلامي كله .

باستخدام هذا النموذج أفقدت الأمة الأعداء رغم ما يتمتعون به من قوة مادية صوابهم وعقلهم وخيالهم، وأصبح منتهى أمل أمريكا أن تهرب من العراق، وربما يكون هذا هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يقبله العقل ويتفق مع المنطق .

أما في فلسطين فقد جاءت رايس تعرض إنشاء دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، وتحاول أن تخدع الأمة بهذا الحل في محاولة لتقليل الضغط على قواتها في العراق .

لقد أدركت الولايات المتحدة أن الأمة الإسلامية في حالة صعود، ورغم استكبارها وصلفها إلا أنها تعرف الآن أنها تسير نحو الهزيمة أمام هذه الأمة، وأن عليها أن تبحث عن حل يحفظ لها بعض ماء الوجه.. رغم أن وجهها أصبح كالحاً وقبيحاً ودميماً، وليس به قطرة من ماء الشرف والكرامة .

الصمود طريق النصر

العرض الذي تقدمه أمريكا لإنشاء دولة فلسطينية بحدود مؤقتة هو محاولة لخداع الأمة باستخدام الجزرة بعد أن فشلت سياسة العصا الغليظة .

وفي الوقت نفسه فإن هذا العرض جاء محاولة لزيادة الفتنة بين قوى الشعب الفلسطيني، إنها تحاول أن تدعم موقف الذين يحاولون شق الصف الفلسطيني وإمدادهم بمبرر جديد للصدام مع فصائل المقاومة، وهو أنه أصبح بمقدورهم إقامة دولة فلسطينية .

لكن من المؤكد أن تلك المحاولة قد فشلت فشعب فلسطين أصبح بخبرته الطويلة في النضال أكثر قدرة على اكتشاف المكر الصهيوني – الأمريكي، ولا يمكن أن يقبل حدوداً مؤقتة لدولته على أساس الجدار العازل، فهو جدار عنصري غير شرعي، وهو لا يفرض واقعاً على أصحاب الأرض الذين يحلمون بتحريرها، قد يفرض واقعاً على المستسلمين الخائفين الذين ما عادت لديهم قدرة على حمل السلاح وتحمل تبعات الكفاح، والصبر على عض الأصابع، لكن المقاومة تملك القدرة على الصبر حتى على عض القلوب وطعن الخناجر وزخات الرصاص .

المقاومة بكل فصائلها تعرف الخدعة الأمري-صهيونية، وسترفضها، فهي تعرف أن أمريكا تحاول أن تجد لها مخرجاً، وأن تغطي على فشلها في العراق، لكن شعب فلسطين لن يعطيها الفرصة .

وبالرغم من أن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها تدرك أن الخيارات أمام “إسرائيل” تضيق، وأنها قد تلجأ لشن عدوان غاشم على غزة إلا أن فصائل المقاومة تدرك في الوقت نفسه أنها تستطيع أن تصمد وتقاوم وترد العدوان، ويومها لن يكون أمام “إسرائيل” سوى أن تهرب من الضفة الغربية كما هربت من غزة، وأنها ستضطر إلى إخلاء مستوطناتها والاحتماء بذلك الجدار العازل وهو أوهى من بيت العنكبوت .

إن هذه الدولة التي تعرضها رايس بحدودها التي تصفها بأنها مؤقتة سوف تضطر “إسرائيل” خلال السنوات القليلة القادمة إلى الجلاء منها أو الهرب بجلدها كما هربت قبل ذلك من غزة وجنوب لبنان، ولذلك فإن عرض رايس لا يساوي شيئاً، فالدولة الفلسطينية ستقوم رغم أنفها خلال السنوات القادمة .

صفقة الأسرى

“إسرائيل” أصبحت تدرك أنها لن تحصل على أسيرها شليط إلا بصفقة ترضخ فيها لشروط حماس، وتطلق سراح 1400 أسير فلسطيني حتى وإن خدعها بعض العملاء وصوروا لها قدرتهم على كشف مكان الأسير الإسرائيلي، فالعملاء يحاولون من زمن طويل كشف مكان هذا الأسير وإبلاغ “إسرائيل” تقرباً لها وطمعاً في منفعة دنيوية رخيصة وعداء لحماس التي تخوض معركة التحرير بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والعسكرية .

وشعب فلسطين أصبح يعرف قدرة حماس وصدقها ويعلق كل آماله عليها في تحرير أسراه، وهي أيضاً أصبحت تدرك قوتها التي تكمن في تزايد تأييد شعب فلسطين وحبه لها .

وعملاء “إسرائيل” وأمريكا يخسرون ويفشلون حتى إن امتلكوا الدبابات والأسلحة الحديثة والمال، ومهما حاولوا أن يثيروا الفتنة فإن شعب فلسطين يعرفهم، وهكذا فإن الهزيمة التي ستلحق بـ”إسرائيل” وأمريكا سوف تدمر مستقبل عملائهما في المنطقة كلها .

وأمريكا أصبحت تعرف أن عملاءها في فلسطين سوف يزيدون هزيمتها وفشلها، وأنهم أضعف من أن يحققوا لها هدفاً مهماً دربتهم ودعمتهم بالسلاح والمال .

شر البلية !

العرب يقولون «إن شر البلية ما يضحك»، فهناك ضحك كالبكاء.. فماذا يمكن أن تثير ضحكات السخرية أكثر من كلام رايس، فهي تقول: إن أمريكا حريصة على مصالح الشعب الفلسطيني .

من لا يصدق كلام رايس عليه أن يعرف أن أمريكا قد فرضت الحصار على شعب فلسطين بهدف تجويع هذا الشعب، لكن الذي يثير المرارة والألم والبكاء هو أن هناك الكثير من العرب الذين أثبتوا أنهم يلتزمون بالأوامر الأمريكية ويبالغون في فرض الحصار على شعب فلسطين إرضاء لأمريكا .

وهؤلاء العملاء يعرفون أن شعوبهم قد غضبت عليهم، وأنها ستنقض عليهم في اللحظة المناسبة وستعاقبهم على الجرائم والآثام والمظالم التي ارتكبوها في حق هذه الشعوب بشكل عام وضد شعب فلسطين فهو طليعة الأمة، ومن يعين عليهم أمريكا و”إسرائيل” فهو مجرم آثم .

لذلك فإن السنوات القليلة القادمة سوف تشهد استخداماً مبدعاً للنموذج الحضاري الإسلامي في المقاومة والتحرير.. وسوف تضطر أمريكا أن تتخلى عن غرورها وتعترف بالهزيمة، وسيفتح ذلك كل الطرق المغلقة أمام الأمة الإسلامية لتنهض وتتقدم وتتحرر وتحقق الاستقلال الشامل .

والعملاء لن يجدوا لهم مكاناً على الأرض الإسلامية، لكن أمريكا أيضاً لن تقبلهم فقد باعوا لها أنفسهم بثمن بخس، ولم تعد لهم فائدة، وسوف تتخلص الأمة من هؤلاء العملاء الذين يشكلون خلايا سرطانية تضعف الأمة .

هناك ارتباط واضح أصبح الآن يجمع بين المقاومة في العراق والمقاومة في فلسطين هو استخدام النموذج الحضاري الإسلامي، ورغم عنف ضربات أمريكا و”إسرائيل” فإن هذا النموذج يثبت فعاليته وقوته، لذلك ستحرر الأمة فلسطين والعراق باستخدام هذا النموذج.. هذا ليس رجماً بالغيب، ولكنه قراءة تحليلية للواقع في فلسطين والعراق، وهو واقع يحتاج إلى بصيرة ورؤية حضارية تاريخية لفهمه وتفسيره .

لقد احتل الصليبيون فلسطين 80 عاماً ثم استطاعت الأمة أن تحررها، والتتار بنوا جبالاً من جماجم الرجال في العراق ثم استطاعت الأمة أن تنتصر وتحرر العراق .

الأمة سوف تكرر التجربتين، وستقهر الأمريكان في العراق باستخدام النموذج الحضاري الإسلامي للمقاومة، وستقهر “إسرائيل” في فلسطين باستخدام نفس النموذج.. لذلك فإن أفضل ما يمكن أن يقدمه بوش لأمريكا هو أن يعترف بالهزيمة ويسحب القوات الأمريكية، وأفضل ما يمكن أن يقدمه أولمرت لليهود هو أن ينسحب من الأراضي التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967 بما فيها القدس الشريف .

لو أنهم يمتلكون البصيرة التي تمكنهم من قراءة الواقع الجديد لاتخذوا القرارات التي تحقق مصالح شعوبهم.. ولامتلكوا شجاعة ديجول عندما قرر أن ينقذ فرنسا وينسحب من الجزائر .

الأمة ستخوض حرب استنزاف لسنوات قادمة ضد أمريكا في العراق، وستقاوم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.. ومن يمتلك البصيرة يمكن أن يرى أضواء النصر تتلألأ في القدس وبغداد .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام سجل مركز معلومات فلسطين "معطى" 11 عملاً مقاوماً، توزعت بين اشتباكين مسلحين، وتفجير عبوة ناسفة، واندلاع مواجهات...