مناقصة لبناء 44 وحدة استيطانية في مستوطنة معاليه أدوميم ضمن خطة ربطها بالقدس

أكد متحدث اسرائيلي امس أن وزارة الاسكان الاسرائيلية طرحت امس مناقصة لتشييد 44 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنة »معاليه أدوميم«. ويشار إلى أن هذه المستوطنة والتي تتاخم القدس الشرقية المحتلة هي إحدى الكتل الاستيطانية الكبرى التي أعلنت إسرائيل أنها تعتزم الاحتفاظ بها حتى في إطار أي اتفاقية سلام تتوصل إليها في المستقبل مع الجانب الفلسطيني.

وجاءت هذه المناقصة في الوقت الذي تجتمع فيه وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت.

وأدانت منظمة السلام الان الاسرائيلية، التي تراقب أنشطة التوسع الاستيطاني في الاراضي المحتلة ، هذه الخطوة بشدة. وقال درور إتكيس العضو في المنظمة في تصريحات لوكالة الانباء الالمانية: أعتقد أن التوقيت (الخاص بطرح المناقصة) يظهر أكثر من أي شيء آخر مدى جدية الحكومة الاسرائيلية في ما يتعلق بالتوصل إلى أي سلام مع الفلسطينيين .

ومضى إتكيس قائلا: تواصل إسرائيل بشكل أحادي الجانب فرض حقيقة غير مقبولة من قبل الفلسطينيين من شأنها تحديد نتائج مفاوضات الوضع النهائي بشكل مسبق مضيفا أن عمليات البناء في المستوطنات تتناقض مع التزامات إسرائيل بموجب اتفاقات أوسلو التي وقعت عام 1993 وكذلك خطة »خريطة الطريق« للسلام المجمدة في الوقت الراهن.

من جهته رحب مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، بقرار وزارة الاسكان الاسرائيلية مطالبين بمزيد من البناء في »معاليه أدوميم« لأنها، حسب زعمهم، تعتبر منطقة »اجماع وطني«.

واشارت صحيفة »هآرتس« امس الى ان غالبية العطاءات التي نشرت في العام المنصرم، تهدف للبناء في كتل الاستيطان الكبرى التي تقع غربي الضفة الغربية، او في محيط مدينة القدس.
وكانت الوزارة قد نشرت في شهر ايلول الماضي، عطاء لبناء 690 وحدة سكنية جديدة في مستعمرة »بيطار عيليت« و »معاليه ادوميم«.

 

وقال خليل التكفجي رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية إنه بعد فشل مشروع موشيه سفاردي ببناء 20 ألف وحدة سكنية في القدس الغربية، يلاحظ أن الجانب الإسرائيلي وصل الى قناعة بأن هذه الوحدات يجب ان تقام في القدس الشرقية او ما حول القدس الشرقية”، واضاف: “قبل اسبوع تم الإعلان عن اقامة ألف وحدة استيطانية في جبل ابو غنيم، ويتم الآن نشر الـمناقصات لبناء 44 وحدة استيطانية في (معاليه ادوميم)”.

واشار التفكجي الى ان “ذلك يندرج في اطارين اساسيين، الأول وهو تعزيز الاستيطان خارج حدود بلدية القدس الغربية، اما الإطار الثاني هو تنفيذ رؤية اولـمرت بضم كتلة (معاليه ادوميم) الى مدينة القدس عن طريق زيادة عدد الـمستوطنين وعدد الوحدات الاستيطانية داخل هذه الـمستوطنة”.

واعتبر التفكجي ان “الجانب الإسرائيلي بدأ برسم رؤية اولـمرت لـمدينة القدس ورسم الحقائق على الأرض لشكل الحل النهائي”.
وقال: يندرج في هذا الـموضوع ايضاً قضية الديموغرافيا الفلسطينية، حيث إن القلق الإسرائيلي من زيادة نسبة السكان الفلسطينيين ادى الى قرار اسرائيلي بزيادة عدد الإسرائيليين في داخل الـمدينة وضم الـمستوطنات الـموجودة خارج حدود البلدية واخراج التجمعات الفلسطينية من خلال الجدار وقرار التضييق على البناء غير الـمرخص الذي تم الإعلان عنه قبل اسبوع، والذي بموجبه ستتم مصادرة الآليات الـمستخدمة في البناء غير الـمرخص واعتقال صاحب البناء فضلاً عن هدم البناء نفسه”.

وشدد على ان الاستيطان لـم يتوقف “ففي العام الـماضي تمت اقامة 1500 وحدة استيطانية جديدة في (معاليه ادوميم)، وزاد عدد الـمستوطنين فيها الى 32 ألفاً، كما تم الانتهاء من اقامة البنية التحتية للـمشروع الاستيطاني التوسعي حول الـمستوطنة الـمعروف باسم (E1)، كما تم مؤخراً اقرار اقامة 5 آلاف وحدة استيطانية غرب مستوطنة غيلو و5 آلاف وحدة استيطانية في جفعات همتوس، وبالتالي فإن العشرين ألف وحدة ستتم اقامتها في الشرق بدل الغرب”.