مصير عشر شخصيات إسرائيلية بارزة يتحدّد خلال العام الجديد

رأت محللة الشؤون الحزبية الإسرائيلية البارزة، سيما كدمون، أن مصير عشر شخصيات إسرائيلية أساسية وبارزة في هذه المرحلة سيتحدد خلال العام الجديد 2007، فهي تشكك في بقاء الوزير عمير بيرتس رئيسا لحزب “العمل”، وتسأل ما إذا سينجح النائب عامي أيالون في احتلال مكانه في الصيف القريب. وتشبّه إيهود أولمرت بورقة الشجر الذابلة، كما تسأل ما إذا ستحل أعجوبة تنقذ الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف من فضيحته الجنسية، وتسأل في نفس السياق ما إذا ستسمح الظروف بعودة النائب حاييم رامون إلى الحلبة السياسية، فهو أيضا يواجه فضيحة جنسية أمام المحاكم.
وفي ما يلي مقتطفات من تقرير ضاف نشرته كدمون أخيرًا في صحيفة “يديعوت أحرونوت”:
عمير بيرتس
ماذا نقول، وما الذي قيل عن رئيس حزب “العمل” ووزير الدفاع، الرجل الذي فقط قبل عام حظي بدعم جارف، وقد يجد نفسه خلال بضعة أشهر من دون أي منصب ووظيفة، وهو الآن مهزوم جريح يتلقى الضربات من كل صوب.
على الصعيد الشخصي فإن بيرتس هو المرشح الأبرز للقب “الخاسر الأكبر” في العام الجديد، فالجمهور يتمنى استقالته، والحكومة تنتظر استبداله، وحزبه ينتظر اللحظة التي سيتخلص منه فيها.
كثير من هذا هو نتيجة لتصرفات بيرتس نفسه، فقد كان بإمكانه أن يستقيل من منصب وزير الدفاع ليحظى تلقائيا بدعم جماهيري، كان بإمكانه ان يبادر إلى انسحاب حزب “العمل” من الحكومة، وحتى أنه لا يزال بإمكانه أن يتحالف مع أحد المتنافسين على رئاسة حزب “العمل” ليكون الشخصية رقم 2 في الحزب، وأن يحصل على حقيبة وزارية ذات صبغة اجتماعية.
إلا أن بيرتس أضاع الاحتمالين الأولين، وهو أيضا لن يختار الاحتمال الثالث بسبب الهيبة التي يريدها لنفسه، إضافة إلى التشكيك بالآخرين ورغبته بالاحتفاظ بالقوة، هذه الرغبة التي جعلته يقبل بالحقيبة الوزارية (الدفاع) التي لا تليق به، وتدفعه للاستمرار في إشغال هذا المنصب، حتى في ظل فشله الصارخ.
ورغم كل هذا فإنه مصر على المنافسة (على رئاسة حزب “العمل”) رغم أن فرص نجاحه ضئيلة جدا، وبعد خسارته فإنه سيتحول إلى “شوال اللكمات” في الحزب، وبعد يوم من الخسارة سيصبح شخصية من الماضي، وحتى رئاسة بلدة يروحام (الصغيرة التي رئسها في الماضي) أصبحت مشغولة (تولتها شقيقته).
عامي أيالون- هل يصبح رئيسا لـ”العمل”؟
النائب عامي أيالون (الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام- الشاباك)، هو اليوم عضو كنيست عادي، وقد يجد نفسه بعد بضعة أشهر شخصية هامة جدا، بدرجة لم يعرفها من قبل إطلاقا.
فإذا فاز أيالون في انتخابات رئاسة حزب “العمل” (في نهاية شهر أيار/ مايو القادم)، كما تتنبأ الاستطلاعات، فإن عامي أيالون سيكون رئيسا للحزب ووزيرا للدفاع (بدلا من بيرتس)، وهذا سيكون أمرا ملفتا جدا، لشخصية لم تكن في أي يوم وزيرا أو حتى نائب وزير.
فما الذي نعرفه عن أيالون؟ إنه القليل جدا، ولكن على الأغلب فإن أيالون كرئيس لحزب “العمل” لن يُخرج حزبه من الحكومة، ولهذا فإذا تم انتخابه فإن أولمرت سيحظى بائتلاف حكومي ثابت، وهو ما ليس مضمونا في حال تم انتخاب النائب أوفير بينيس رئيسا للحزب (بينيس استقال من الحكومة كوزير من قبل حزب “العمل” احتجاجا على انضمام العنصري المتطرف أفيغدور ليبرمان وحزبه إلى الحكومة).
إيهود باراك يسعى فقط للجائزة الكبرى
إن إيهود باراك (رئيس الحكومة الأسبق والمتنافس على رئاسة حزب “العمل”)، يواجه في هذه الأيام معضلة كبيرة جدا، فأولا وقبل كل شيء فهو قد يتنازل عن الحياة الجيدة التي اعتاد عليها في السنوات الأخيرة، وإذا ما عاد إلى الحلبة السياسية، وقرر فعلا المنافسة على رئاسة حزب “العمل” (وهذا ما أعلن عنه فعلاً) فإنه لن يسمح لنفسه بأن يخسر المنافسة، ولهذا فإنه قد يقرر تجاوز المنافسة الحالية، وانتظار المنافسة القادمة التي ستسبق الانتخابات البرلمانية القادمة، فهي مغرية أكثر.
وفي كل الأحوال فإن قرار باراك ونتائجه، قد يكون لهما الوزن الأكبر في الحلبة السياسية، فهو الوحيد من بين المتنافسين على رئاسة حزب “العمل” الذي يسعى بكل جدية للحصول على الجائزة الكبرى (رئاسة الحكومة)، بينما أيالون وبينيس ليسا جاهزين لمثل هذا المنصب، وكذلك الأمر عمير بيرتس الذي لن يكون أبدا رئيس حكومة.
ولهذا فمن المتوقع في حال فوز باراك، أن سيسعى بسرعة إلى إصلاح الأخطاء، وسيستغل الظرف لإخراج حزب “العمل” من الحكومة، ويعمل على تقديم موعد الانتخابات، ليقول لنا إنه إذا فاز برئاسة الحكومة فإنه سيعود إلى حقيبة الدفاع، ولكن رغم كل ذلك فإن مكانته في الحزب وبين الجمهور لا تزال في الحضيض.
إيهود أولمرت- ورقة الشجر الذابلة
مرّ عام على إطلالة إيهود أولمرت على مركز الحلبة السياسية، من مكانة شخصية سياسية ذكية وذات تجربة ولكن لم تكن لديه شعبية بشكل خاص، وقد مر بتجارب سياسية مميزة، وحظي بأن يكون القائم بأعمال رئيس الحكومة (أريئيل شارون) وأصبح بين ليلة وضحاها رئيس حكومة فعليا، وانتخب في الانتخابات الأخيرة لهذا المنصب رسميا.
إن نتائج الحرب (على لبنان) قادت أولمرت إلى حضيض في استطلاعات الرأي من حيث الشعبية، وظهرت عرائض تطالب باستقالته، وحاليا هناك لجنة تحقيق تنظر في سير عمله خلال الحرب، وعلاقته بوزير الدفاع (عمير بيرتس) وصلت إلى حد القطيعة الكاملة.
وعلى الرغم من كل هذا فإن أولمرت لم يُقدم على الخطوة المطلوبة منه، وهي استبدال وزير الدفاع، فهو يترك الأمور تسير على طبيعتها، على أمل أن يقوم حزب “العمل” نفسه بهذه الخطوة، ومن أجل تثبيت قوة حكومته أدخل إليها شريكا جديدًا، هو إيفيت (أفيغدور) ليبرمان، على أمل أن ائتلافا واسعا كهذا بإمكانه أن ينهي الولاية القانونية (حتى نهاية العام 2010).
لكن الحفاظ على سلامة الائتلاف هو معركة واحدة من سلسلة معارك يخوضها أولمرت من أجل بقائه، فاليوم هناك حربتان تلوحان من فوق رأسه، إحداها بيد المستشار القضائي للحكومة، والثانية بيد لجنة فينوغراد (للتحقيق في الحرب على لبنان)، الحرب الأولى تهدده شخصيا (في ملفات فساد) والثانية تهدده سياسيا، وكل واحدة من هاتين الحربين تهدد ثبات حكمه وبإمكانها أن تقود إلى انتخابات مبكرة تؤدي إلى استبداله في رئاسة الحكومة.
لكن هذا ليس كل شيء، فمنذ فترة لا توجد أجندة سياسية، وإنما سياسة ضبط نفس، وخلافا لسياسة ضبط النفس التي قادها رئيس حكومة قوي (شارون) فإن الجمهور لا يثق بنفس السياسة التي يقودها أولمرت.
إن كل هذا يقود إلى استنتاج واحد هو التالي- بقاء أولمرت سياسيا مرتبط اليوم بيد آخرين: المستشار القضائي ميني مزوز، ولجنة فينوغراد وحزب العمل، وأفيغدور ليبرمان والفلسطينيون، أما هو فإنه كورقة الشجر الذابلة في مهب الريح، وكلما تراجعت شعبيته كلما قلت قدرته على السيطرة على اتجاه الريح.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الجبهة الشعبية تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير القائد أحمد سعدات
فلسطين المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلامحملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاحتلال الصهيوني، ورئيس حكومته الفاشية بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه إيتمار...

إصابة 3 مواطنين واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامأُصيب ثلاثة مواطنين بكدمات وكسور، واعتُقل آخرون، خلال شن قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حملة...

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...