الإثنين 12/مايو/2025

قيادة فتح.. سياسة العصا و الجزرة أم عدم وضوح الهدف ؟!

م. بدر الدين حمدي مدوخ
في السابع من الشهر الجاري، وعلى ملعب اليرموك بغزة احتشد أبناء حركة فتح ومناصروها ليحتفلوا بانطلاقة حركتهم و التي مر عليها اثنان و أربعون عاماً، احتشدوا و هتفوا “شيعة..شيعة”، وقبلوا بأن يقودهم محمد دحلان ، وهم ينتظرون منه «برنامج» تنظيمي «سيصل إلى القواعد والأطر في حركة فتح على الصعيدين العسكري والميداني»، الهدف منه النيل من حركة حماس.
 
وبالأمس، أي الحادي عشر من هذا الشهر، احتشد أيضاً أبناء و أنصار فتح في رام الله للإحتفال بالإنطلاقة الفتحاوية، لكن القائد الأعلى للحركة أبو مازن، رفض التصعيد و رفض شعار غزة “شيعة..شيعة” واتسم خطابه باللهجة الهادئة إلا أنها مصحوبة بالتناقضات المتعددة و الانفصام بين الواقع و الخطاب، ونحن هنا لسنا بصدد تحليل الخطاب.
 
فأي خطاب سيعتمده أبناء و أنصار و مؤيدو حركة فتح؟
وهل هذه خطوات مدروسة بحيث يحمل دحلان العصا، ويبقى عباس صاحب الجزرة؟ أم أن عباس و قادة فتح بدأوا يدركون- وإن كان متأخراً- أن لهجتهم وخطابهم يجب أن يتغير، بعدما انتقده حلفاؤهم؟ أم أن هناك خلافاً بين قيادة فتح فيما تريده الحركة!
 
هناك عامل مشترك في الخطابين، أنهما خليا من أي شيئ اسمه سياسة! فلم يحددا أهداف الحركة في المرحلة الحالية و لا القادمة، ولقد أعلن دحلان أنه لن يحكي في السياسة و أراح بعض المحللين، مع يقيننا بعدم قدرته على أن يكون سياسياً. أما محمود عباس فحاول تجميل الصورة لا أكثر، لكنه لم يحدد ملامح الخطاب السياسي القادم للحركة و لا رؤيتها لحل المشاكل الموجودة، مع قناعتنا بقدراته السياسية المتواضعة، و التي لا ترقى به لتأهيله ليكون رئيساً للسلطة وقائداً لمنظمة التحرير و قائداً لحركة كبيرة كحركة فتح، وهذا ما أظهره خطابه التي ألقاه قبيل عيد الأضحى المبارك.
 
لكن و على جميع الأحوال فإن محمود عباس بصفته قائداً لحركة فتح يتحمل مسؤولية أي خطاب أو فعل يصدر من كوادر و مسؤولي حركة فتح، لأني لا أظن بالرئيس يحب أن يبدو وكأنه فاقد لسلطته على التنظيم، فهو الذي استقال من الحكومة حينما رفض أبو عمار إعطاءه صلاحيات جديدة، وعليه فإن خطاب دحلان يتحمل مسؤوليته و نتائجه محمود عباس لأن دحلان عضو مجلس ثوري لحركة فتح، وتحدث أمام الناس من هذا المنطلق، لا من منطلق عضو مجلس تشريعي، فالقضية ليست في شخص دحلان، لأنه أقل من الاهتمام به، لكن القضية في سكوت القيادات التاريخية و الحكيمة و العاقلة في حركة فتح على هذه الأقوال و تلك الممارسات.
 
على حركة فتح أن تحدد ماذا تريد، وهي تعلم و جربت أن الحركات الإسلامية و على مر التاريخ الحديث لا ينفع معها سياسة العصا و الجزرة ولا التهديد ولا يمكن استئصالها أبداً، لطبيعة المنهج الذي تحمله و الفكر الذي تنتهجه.
كما أن ازدواجية الخطاب و عدم قدرة قيادة فتح على تحديد لهجة الخطاب و ماذا تريد الحركة، يجعلها في وضع لا تحسد عليه، مما يفقدها أهلية الشراكة السياسية، ناهيك عن ادعائها بحماية المشروع الوطني، الذي بات كالثوابت الفلسطينية، شعاراً دون تحديد للمضامين و دون رؤيا واضحة لتفسير المراد منه.
 
على أية حال، أياً كان حال حركة فتح، سواء استخدام سياسة العصا و الجزرة، أم عدم وضوح في الهدف، فكلا الحالتين لا تخدم مصلحة حركة كبيرة كحركة فتح، ولا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية، مما يجعل القيادات التاريخية و الواعية في الحركة أمام استحقاق تاريخي ووطني و نضالي بالإسراع لتغيير الوضع القائم لما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني لا المصالح الشخصية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....