الأحد 11/مايو/2025

سيناريوهات

د.عبدالكريم الجبالي

مما لا شك فيه أن تعدد مراكز القوى والمرجعيات السياسية والتنظيمية في حركة فتح كان ولا يزال يزداد تأثيره على مجمل العمل الفلسطيني وقضيته وقد أدى ذلك إلى تنازع واقتتال وانشقاقات دموية تشهد عليها الساحة اللبنانية في ثمانينات القرن العشرين ومع هذا سيطر الراحل ياسر عرفات على الوضع العام للحركة بالمال والنفوذ التاريخي والدهاء السياسي ولكن موته / قتله كشف حقيقة كثير من هذه المراكز والقوى المتناقضة و المتصارعة على المناصب والأموال والسيطرة على السياسات الداخلية والخارجية

وفي ظل فقدان المكانة الأولى في الانتخابات الأخيرة برز  بشكل واضح تيار أمريكي متصهين وارتفع صوته مدعياً أنه القادر على إعادة فتح للمركز الأول وهذا معقول لو كانت الوسيلة هي مراجعة السياسة وتعديل المسار لكن الذي حصل هو الإصرار على النهج التفاوضي ذاته وبما أن أفق التسوية والتفاوض مغلق من قبل الطرف الصهيوني فقد لجأ تيار الصهينة في فتح إلى استرضاء الإسرائيليين من خلال التواطؤ معهم بالحصار للشعب والحكومة الفلسطينية

واستخدم هؤلاء كل وسيلة للإطاحة بالحكومة المنتخبة والتي بدورها كان تحاول من جانبها تجنب الصدام الداخلي محاولةً تشكيل حكومة ائتلافية ولكنها كانت تقابل بمحاولات ابتزاز من  قبل تيار الصهينة الذي كان ينسق أمره مع أمريكا وأعوانها

وكان ملاحظاً لجوء هذا التيار للتصعيد الداخلي الممنهج عند كل محطة اتفاق أو اقتراب من اتفاق بين فتح وحماس لإثبات القوة وتعطيل العمل الحكومي واثبات الذات.

وبناء على استقراء منهج هؤلاء في الفترة السابقة و أساليبهم لا يستبعد المتابع للأحداث بل قد يكون من المرجح لجوء بعض أطراف تيار الصهينة إلى تصعيد جديد ونوعي خلال الفترة القادمة قد يشمل تصفية بعض قيادات حماس لإشعال نار فتنة كبيرة  كما صرح بذلك رجل اسرائيل دحلان وقد يقوم ومن معه بتصفية أحد قيادات فتح وعلى الخصوص عباس أو يخرج مسرحية يتم فيها تعرض دحلان نفسه لمحاولة اغتيال تفشل في قتله لكنها تنجح في   اشعال  حرب واقتتال يتصدى فيها –كما هو متوقع لحماس المتهمة بشكل تلقائي ويسيطر على قيادة فتح  السياسية بعد أن أمسك بزمام القيادة الأمنية

وفي هذا الإطار لا تستبعد أي سيناريوهات مشابهة تستدرج فيها فتح وحماس للإحتراب ويقفز دحلان فوق الخراب وهذا ممكن ما دامت اسرائيل تدعم بعض قيادات فتح وما دام بعض الفتحاويين مخدوعين بهذا الرجل ومن معه وبعضم الآخر صامت حرصاً على امتيازاته التنظيمية والمالية حتى لو جاءت  هذه الأموال جهاراً نهاراً من أمريكا لسواد عيونهم !

ومن هنا لا بد للجميع وخاصة شرفاء فتح ومجاهدوها المخلصون من الانتباه والاستعداد لكل سيناريوهات تيار الصهينة لمواجهتها بالحزم والحكمة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات