الأحد 07/يوليو/2024

نجاح الحوار الفلسطيني الجديد مرهون بالتحرر من الشروط

نجاح الحوار الفلسطيني الجديد مرهون بالتحرر من الشروط

صحيفة الوطن القطرية 12/1/2007

في أوج التصعيد في لهجة الاتهامات، والمفردات المستخدمة للتعبير عنها والتي تجاوزت في كثير من الأحيان ليس الخطوط الحمراء بل افتقدت إلى المنطق واحترام ذاكرة الشعب العربي الفلسطيني والذاكرة العربية بعمومها، وفي وقت وصل الأمر بالقيادي الفتحاوي محمد دحلان أن يصف حماس بـ «اللصوصية والإرهاب» وهو يتحدث إلى صحيفة من صحف العدو الإسرائيلي، أعلن رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية أن الفصائل الفلسطينية لاسيما حركتا فتح وحماس ستعود إلى المفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أيام، الأمر الذي يعيد بعض التفاؤل إلى النفس العربية والفلسطينية بإمكانية تجاوز الفتنة التي يعمل عليها العدو الإسرائيلي وأعوانه وحلفاؤه في العالم وبخاصة الإدارة الأميركية التي تقود حصاراً وحشياً لا يمت بأي صلة للأخلاق أو للإنسانية حتى في أحط مراحلها التاريخية لأنها تشكل جزءاً من حرب إبادة حقيقية عبر التجويع وتوتير الأوضاع بين القوى الفلسطينية وتشجيع طرف ضد آخر ودعم طرف ضد آخر لتفجير المجتمع الفلسطيني من الداخل لمصلحة دولة الاحتلال الإسرائيلي .

ووضع الحوار أو المفاوضات تحت مطرقة الوقت ليس في مصلحته وإن كان من غير المقبول أن تكون المفاوضات من أجل المفاوضات أو الحوار من أجل الحوار ولكن لماذا التحديد طالما أن البديل هو العودة إلى التوترات كما لاحظنا بعد أن أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن وصول المفاوضات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية إلى طريق مسدود خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي تزور المنطقة خلال أيام في ظاهرها البحث في «عملية السلام» ولكن حقيقتها العمل على الدفع بالفلسطينيين إلى هاوية الحرب الأهلية عبر التمسك بالشروط الإسرائيلية الثلاثة والتي تبنتها اللجنة الرباعية التي تعمل وتتحرك وفق الإرادة الأميركية توأم الإرادة الإسرائيلية .

وحوار الأسبوعين الذي سبقته تصريحات هامة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والتي تكشف عن ليونة واضحة في موقف هذه الحركة المقاومة والتي قال فيها «أنا كفلسطيني اليوم أتحدث عن مطلب فلسطيني عربي بأن تكون عندي دولة على حدود 67 .. صحيح أن النتيجة بالأمر الواقع فهذا يعني أن هناك كياناً أو دولة اسمها “إسرائيل” على بقية الأراضي الفلسطينية .. هذا أمر واقع» وهذه الليونة إن تم أخذها بعين الاعتبار والاستفادة منها في الحوار الفلسطيني لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، بمعنى أن تكون هذه التصريحات مدخلاً استراتيجياً في تشييد الطريق إلى تشكيل الحكومة المستعصية على التشكيل منذ اللحظات الأولى لفوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية قبل عدة أشهر وهزيمة حركة فتح التي رفضت المشاركة في الحكومة آنذاك عندما لم تكن هناك شروط تعجيزية مهينة للمقاومة الفلسطينية وهي الاعتراف المجاني بدولة الاحتلال إضافة إلى إلقاء الفلسطينيين السلاح أي أن يستسلم الفلسطينيون جميعاً إلى مشيئة الاحتلال والدخول في مفاوضات هلامية لا متناهية حيث لا يسند الجانب الفلسطيني أي قوة رادعة أو أي خيار آخر يلجأ إليه لاستعادة حقه .

فالحوار الفلسطيني إن لم يخرج من أسر الشروط الإسرائيلية الثلاثة التي يطلق عليها الطرف الفتحاوي شروطاً دولية، أو ما يطلق عليه الشرعية الدولية أو الشرعية العربية، وما لم يخرج المحاور الفلسطيني من دائرة ربط الحكومة بشرط رفع الحصار الفوري فإن الحوار سيصل إلى نفس الطريق الذي سبقته إليه الحوارات السابقة العديدة، فلماذا لا يضع الفلسطينيون مقابل لهذه الثلاثة، أي أن يكون هناك ثمن مهم للشعب الفلسطيني في ظل التصريحات التي أطلقها مشعل، أما البقاء أسرى إرادة دولة الاحتلال والإدارة الأميركية ووعودهما السرابية التي حولت القضية الفلسطينية إلى قضية مساعدات مالية ومعابر وما إلى ذلك من جزيئيات وفسيفسائيات القضية الفلسطينية التي هي قضية شعب ووطن اغتصبا يبحثان عن حل عادل وسلام شامل وأمن متبادل .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات